الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ليش هيك؟!

نشر بتاريخ: 29/10/2017 ( آخر تحديث: 29/10/2017 الساعة: 17:22 )

الكاتب: رامي مهداوي

ينتشر من وقت لآخر بعض البرامج التلفزيونية أو المشاهدات التي تسأل الشارع الفلسطيني بعض الأسئلة الوطنية من هو خليل الوزير _أبو جهاد_؟ من هو فيصل الحسيني؟ آخر سؤال كان ضمن برنامج" ليش هيك ؟!"على قناة معا تقديم الصديق محمد اللحام عندما سأل " ماذا تعرفون عن وعد بلفور"؟ لتكون الأجوبة صاعقة تعكس حالة من الغيبوبة يعيشها المجتمع عن تاريخه بنسبة عالية ومرتفعة لدرجة بدأت أفكر بأن الشعب ربما كفر بتاريخه ؟! وهنا أستذكر ما قاله المفكر عبد الرحمن منيف " التاريخ يعلم الإنسان الدروس، ويجعله أكثر وعياً واقدر على اتخاذ الخطوات المناسبة".
وماذا يا ترى عن الحاضر!! ترأست قبل أيام لجنة مقابلات لشاغر ثلاثة وظائف، كان عدد من وصل هذه المرحلة 25 متقدم/ة من مختلف محافظات الوطن خريجيين من ثلاث جامعات فلسطينية، قسمت محاور المقابلة على اللجنة كل حسب إختصاصه، أخذت جانب الشخصية، الثقافة العامة والعمل الإداري.
قررت أن أسأل أسئلة خفيفة جداً جداً حتى أقوم بتخفيف إرباك وخوف المتقدمين: من هو رئيس الوزراء الفلسطيني الحالي؟ من هو رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الحالي؟ أذكر لي اسم شعراء فلسطينيين؟ أين دفن محمود درويش؟ حتى أكون صادق معك عزيزي القارئ هناك أسئلة أخرى لا مجال لذكرها؛ لأنها من البديهيات التي يجب أن يعرفها أي متقدم لوظيفة ما تتعلق حول المؤسسة التي يتقدم لها لكن للأسف تلك البديهيات كان الجهل وعدم التحضير سيد الموقف.
بالمختصر ودون أي مقدمات كانت الإجابات غير الصحيحة مؤلمة أكثر من عدم معرفة الإجابة: فما زال د.سلام فياض رئيس للوزراء!! ورئيس منظمة التحرير تارة د.صائب عريقات وتارةً أخرى د.نبيل شعث!! أما الشعراء الفلسطينيين منهم من لم يعرف ولا إسم شاعر!! ومنهم من أجاب فقط محمود درويش ومن ذكره أجاب بأنه دفن في بيروت!! وهناك من أجاب بإستهزاء على سهولة سؤالي بأن قال: أبو القاسم الشابي!!
خرجت من المقابلات وأنا في حالة من الغضب.. التيه.. الكُفر.. شتم مكونات المجتمع بمختلف مؤسساته، وشتم ذاتي لأني رأيت حقيقة كنت لا أعرف مستواها، فهل واقعنا وصل لهذه الدرجة؟! هل أصبحنا نجهل الماضي والحاضر المعاصر الذي نعيشه؟ وكما يقول الشاعر رسول حمزتوف "إذا أطلقت نيران مسدسك على الماضي أطلق المستقبل نيران مدافعه عليك".
على جميع مؤسسات المجتمع الفلسطيني_العائلة، الحضانة، المدرسة، الجامعة، الحزب، النادي، الحكومة، الإعلام.....الخ_ أن تتحمل مسؤولية المرحلة التي وصلنا لها، نحن الآن في مرحلة نجهل بلفور ولا نعرف درويش، في مرحلة نسيان الماضي ونكران الحاضر فما المستقبل الذي نريده!

ملاحظة: لم أتحدث عن المستوى الأكاديمي بالتخصص العلمي للمتقدمين، خوفاً من خدش الحياء العام، لهذا وبكل حب ومسؤولية أقول على الجامعات الفلسطينية أن تعيد النظر في مفهوم "خريج جامعة" من أجل مصلحة الخريج وأهله بشكل خاص والمجتمع بشكل عام، وربماهذا الموضوع بحاجة لنقاش في مساحة أكبر من حجم مقالي خرم إبرة.