الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مئة سنة من العذاب

نشر بتاريخ: 29/10/2017 ( آخر تحديث: 29/10/2017 الساعة: 20:48 )

الكاتب: أ. د. عوني الخطيب

يبدو العنوان منسوخاً من رواية جبرائيل جارسيا ماركيز" مئة سنة من العزلة" ذلك لأنه بين 2/11/1917 و 2/11/2017 مئة سنة من العذاب ، يوم قرر وزير في حكومة مملكة تبعد آلاف الأميال أنني لا أمتلك حق تقرير المصير في بلدي وأن بيتي وأرضي وبلداتي ومدني وكل مقوماتي كشعب لم تعد قانونية وانني دخيل زائد في أرض ابائي واجدادي فلسطين . صدر وعد بلفور ( آرثر بلفور ) الذي كان وزير خارجية بريطانيا العظمى وبموافقة القصر ( قصر بكنجهام ) أن 5% من سكان فلسطين لهم الحق في تقرير مصيرهم وحقهم في دولة بينما 95% من سكانها ليس لهم هذا الحق وأنهم أناس بلا هوية.
وتأتي تيريزا مي رئيس وزراء بريطانيا تريد الاحتفال بهذا العار والظلم. بين تيريزا مي وريتشارد قلب الأسد ( ملك انجلترا ) أقل من 1000 سنة عندما أراد أن يقيم هذا الملك في فلسطين مملكة السماء فأتى وذبح أهلها(مذبحة عكا كمثال) من أجل وهم باطل . لكنه أدرك في النهاية أن لفلسطين أهلها وانها جزء من كينونة عربية اسلامية تمتد من حدود الصين إلى الأطلسي.
نريد من السيدة تيريزا مي أن تقرأ التاريخ الذي يقول بوضوح مطلق لا لبس فيه ولا تزوير أن فلسطين مهد الديانات السماوية وعاش ويعيش على أرضها مسلمين ويهود ومسيحين ولكنهم عرب يتحدثون العربية ويلبسون اللباس العربي ويفتخرون بالتقاليد العربية من النخوة والشهامة والكرم والصبر. كذلك و التأكيد بحقائق التاريخ ومعرفتها ان كثير من الامور لا تصلح الا بما صلح اولا . فهذا الامر لا بد أن ينتهي كما انتهى من قبل فمملكة الحشمنائيين اليهودية انتهت سنة 63 قبل الميلاد ومملكة السماء الصليبية انتهت سنة 1187 ولم يعمر أي منها المئة سنة.
وسيأتي الزمن عندما يصدر وزير خارجية فلسطين للمسلمين الذين لا يتحدثون الإنجليزية و يعيشون في أوكسفورد شاير ( مكان مولد تيريزا مي ) وعداً بحقهم بتقرير مصيرهم وحقهم في دولة على التراب الانجليزي.