الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو وغريزة الإجرام الصهيوني ضد غزة

نشر بتاريخ: 31/10/2017 ( آخر تحديث: 31/10/2017 الساعة: 12:40 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

في كليات الحقوق قاطبة يقوم الطلاب على دراسة مساق اختياري في بعض الخطط أو إجباري في بعض الخطط الأخرى الدراسية للكليات على مختلفها، وهو مساق اسمه علم الإجرام والعقاب، ويقوم على تأصيل وتحليل دوافع ارتكاب الجريمة وكذلك العقاب الواجب عليها، وهو علم دقيق يتناول الإجرام بكل أشكاله وأنواعه وكيف يمكن للعقل أن يحرك باقي أجزاء الجسم للدعوة إلى ارتكاب الجريمة، وبالمقابل سيكون على القاضي أن يحرك ضميره بما يتفق والعدالة وان يكون العقاب من جنس العمل والجريمة ومتناسب معها تمام وهو ما بدأت معظم النظريات القانونية القديمة تذهب إليه كرادع لارتكاب الجريمة ومحقق للعدالة.
فالصهاينة وعلى رأسهم رئيس وزرائهم المجرم، قد حركته عقليته ورفاقه في الإجرام نحو ارتكاب جريمة يندى لها الجبين وهي قصف المواطنين في غزة، وأدى ذلك إلى استشهاد سبعة وإصابة آخرين دون مبرر مما يشكل هذا الفعل في علم الجريمة سببا قائما للعقاب وعلى ضوء إمكانية الإفلات للوضع السياسي والجغرافي والقانوني والأدوات المستخدمة، فهي تظهر مدى حقد هؤلاء المجرمين واتجاههم الإجرامي نحو ارتكاب الأفعال الشنيعة.
ووفق موازين العقاب التي وضعت في طبيعة البشر فان العقاب سيكون في محله وفي وقته، ولن يفلت أحدا من العقاب لان الله أراد ذلك، وقد حققه لجميع البشر بضرورة الاقتصاص من المجرمين ولن يهرب أحدا منه سواء في وقتنا أو خارج منظومة حياة البشرية، وفي رد المقاومة فمن حقها فرض العقاب في إجراءات وقوانين الحرب، فيمكن لها دراسة الرد أما اليوم أو في وقت تراه مناسب وسيكون محل رد فعل يليق بدماء الشهداء، ذلك أن هذا الاحتلال ليس فقط مجرم بل ويمتاز بالحقد والعدوانية الكبيرة، وخيانة العهد وعدم الالتزام بالوعود والاتفاقيات.
وعلى صعيد المصالحة، فإنها يجب أن تكون المظلة التي تغطى وتحمي المقاومين وتضع حدا لجرائم الاحتلال، وأي رد في هذا الوقت أو غيره لا يشكل سببا للتنصل من أي التزامات أو إجراءات من الواجب اتخاذها في هذا السبيل، وبالتالي على شعبنا أن يكون مدرك لجميع الحقائق التي يمكن إتباعها أو قبولها أو التعامل بها في هذه المواقف والتي ستكون منعطفا جيدا لصالح القضية إن أحسنا التعامل فيها في مواجهة الاحتلال الذي لن يرعى فينا طفلا أو شيخا أو أي مواطن وسيكون هدفه قتل أهداف وأمنيات شعبنا وتحطيم قدراته، فلن يسعى هذا الاحتلال إلى أي شيء ايجابي لصالحنا بالمطلق، وان إرادة شعبنا هي العامل الوحيد لحماية المقاومة ورجالها.