نشر بتاريخ: 01/11/2017 ( آخر تحديث: 01/11/2017 الساعة: 18:03 )
بقلم: أ. منيب سعادة
مائة عام على الظلم التاريخي بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ، بضع كلمات خطها آرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا عام 1917، حددت معالم حقبة سوداء في تاريخ البشرية جمعاء، شطبت شعب من أرضه وأحلت مكانه مجموعات من الغزاة ، فيه منحت بريطانيا الاستعمارية أرضاً لا تملكها لمن ليسوا لهم حقاً فيها على حساب أرضاً تاريخية للشعب الفلسطيني، لتحقيق المصالح الاستعمارية والصهيونية في فلسطين قلب الوطن العربي.
وتمكن اليهود من استغلال تلك الرسالة الصادرة عن آرثر بلفور المعروف بقربه من الحركة الصهيونية، ليحققوا حلمهم الدموي بإقامة كيانهم في الخامس عشر من أيار عام ١٩٤٨.
وبعد نحو 30 عاما أوفت بريطانيا بوعد بلفور عندما ساهمت في إقامة دولة إسرائيل وإنهاء الانتداب ، فهذا الوعد رسخ قيم الإرهاب والعنف والسرقة وتزوير الحقائق في عالم يفتقد للعدالة والإنسانية.
رسالة "بلفور" التي وجهت إلى اللورد روتشيلد فتحت الطريق بقوة، لتأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، لتحل أوروبا في جرة قلم المسألة اليهودية على حساب الشعب الفلسطيني وأرضه ووطنه.
وليحظى هذا الكيان بعضوية الأمم المتحدة بضغط الدول الكبرى، ولتصبح إسرائيل أول دولة تنشأ على أرض الغير، وتلقى مساندة دولية جعلتها تغطرس في المنطقة، وتتوسع وتبتلع المزيد من الأرض الفلسطينية والعربية على مسمع ومرأى من العالم اجمع.
ويطالب الفلسطينيون رسميا وشعبيا، بريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد، الذي مهّد لإقامة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية، كما يطالبونها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لان بريطانيا هي من تتحمل مسؤولية التاريخية لهذا القرار والوعد، فلا يزال هذا الخطأ مستمراً وتداعياته الخطيرة مستمرة وآخذة بالتفاقم يوماً بعد آخر بعد الممارسات الإرهابية للاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب يومياً جرائم قتل وابادة ، مررواً بسرقة الأراضي وإقامة المستوطنات وتهويد المدن والمقدسات، وليس أخرها ممارسة الإرهاب المنظم بحق الشعب الفلسطيني.
وكان رد بريطانيا على طلب دولة فلسطينية وأحرار العالم بإعلان رئيسة الوزراء البريطانية "تيريزا ماي" أن بريطانيا ستحتفل بفخر بالذكرى المئوية لصدور "وعد بلفور"، الذي وضع قاعدة لتأسيس دولة "إسرائيل" .
"ماي" وفي معرض ردها على الأسئلة خلال جلسة لمجلس العموم البريطاني : "إننا نشعر بالفخر من الدور الذي لعبناه في إقامة دولة "إسرائيل" ونحن بالتأكيد سنحتفل بهذه الذكرى المئوية بفخر".
لم يكن تصريح "ماي" الا تأكيداً واصراراً من قبل بريطانيا المنحازة دوما للاحتلال على الجريمة وتبجحاً بارتكاب هذا الخطأ التاريخي بحق الشعب الفلسطيني.
كلمات ماي تعبيراً صريحاً لدعم الارهاب المنظم "ارهاب الدولة" التي تمارسه اسرائيل بحق شعب أعزل، كلماتها أنين يسمع صداه في مخيمات اللاجئين والمقهوريين الذين ارتكبت بحقهم مئات المجازر وسرقت بيوتهم وأراضيهم من قبل مجموعات من الغزاة والمستعربين.
ومن هنا يجب على العالم والأمم المتحدة ان تتدارك وتقر بهذا الخطأ التاريخي، وتقر بحق الشعب الفلسطيني في حقه في ارضه ووطنه وان تعترف بدولته المستقلة كاملة السيادة.
لأن القضية الفلسطينية ارث تاريخي يتاورثها الاجيال، جيل بعد جيل، وجيل يخبره جيل ، هذه القضية .. قضية شعب وقضية حق وقضية مصير ستبقى حية في وجدان وأحرار العالم كما هي حية وتتناقلها الأجيال الفلسطينية.