الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

التاريخ لا يحمي المغفلين

نشر بتاريخ: 08/11/2017 ( آخر تحديث: 08/11/2017 الساعة: 16:17 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

درج في السنوات الاخيرة عبارة (مين معي؟) ويرد زياد رحباني: ما حد معك كلهم ضدك.
وفي أصول العلوم السياسية، ومن بديهيات السياسة، أن يعرف المرء من يقف معه ومن يقف ضده. وأن يفرّق بين الخصم وبين العدو. وأن يعرف من دون تردد من هو الحليف الاستراتيجي ومن هو الحليف التكتيكي. وهذه بديهيات لا تحتاج الى نقاش. الّا في حالتنا العربية.
هل إسرائيل هي العدو أم الطرف الاّخر؟
هل إيران هي العدو أم الخصم؟
هل الصراع العربي- العربي هو الصراع الرئيسي أم انه خلاف تكتيكي عابر؟
هل حزب الله هو العدو أم حكومة المستوطنين؟
هل قطر حليف أم خصم ام عدو أم صديق؟ أو لا شئ مما ذكر؟
هل السلطة غاية أم وسيلة؟
هل حماس حزب أم دولة ؟
هل غزة دولة مجاورة أم وطن؟
هل البحرين خبر أم بلد؟
لما تقصف اليمن ولا تقصف تل أبيب؟
لماذا ينزعج العرب من نجاة سوريا من مذبحة العصر؟
لماذا يتدخل كل العالم في الشأنين اللبناني والفلسطيني؟ ويمنع على اللبناني والفلسطيني أن يتدخل في شأنه الخاص؟
لماذا كفّت الفضائيات العربية عن نقل أخبار ليبيا؟
هل يسمح للقادة العرب أن يتذرّعوا بمشاكلهم الداخلية وصراعاتهم على الحكم ، للتحالف مع الحركة الصهيونية والاحتلال ضد بعضهم البعض؟
هل يجوز أن نبرر لأنفسنا التحالف والسكوت عن الاحتلال العنصري الأبشع على وجه الارض بذريعة محاربتنا "للارهاب الاسلامي"؟
بالنسبة للمواطن الفلسطيني لا غضاضة. لأن كل من يقف ضد الاحتلال هو حليفنا، وكل من يقف معه ويجامله ويتحالف معه هو في الخندق الاّخر. ولا يحتاج الامر الى قنوات فضائية والى محللين ومراقبين.
هنا خندق فلسطين الجريحة النازفة.. وهناك حندق الاحتلال ومزبلة التاريخ.
و"المغرّ أولى بالخسارة". و"من فغر فاه فقد نطق".