نشر بتاريخ: 13/11/2017 ( آخر تحديث: 13/11/2017 الساعة: 16:42 )
الكاتب: عبد الله كميل
قراءة متأنية في مليونية فتح في قطاع غزة..فتح ..طائر الفينيق
من قلب غزة تنهض فتح من جديد كما طائر الفينيق المثخن بالجراح ومن بين الرماد يخرج ليحلق في سماء فلسطين مستنهضا معه روح ياسر عرفات الباسمة المتألقه لتحكي حكاية فتح.. حكاية الثورة ..حكاية الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين والثوار الذين قبضوا على جمرة الفكرة العرفاتية المتجددة مع الاجيال المتلاحقه.. نعم انها غزة التي تعض على جراحها بكبرياء فتحاوي وثوري .. غزة التي خرجت عن بكرة ابيها في ظهيرة الحادي عشر من شهر تشرين الثاني حيث الذكرى الثالثة عشر لرحيل الزعيم الخالد والرمز ياسر عرفات ..خرجت هذه الجماهير العملاقة تحت الرايات الصفراء حتى بات المراقبون يشكون بأن كل ابناء غزة خرجوا تحت رايات حركة فتح ..فالاعداد التي خرجت فاقت توقعات المراقبين بل اذهلت الصديق والخصم والعدو ..واعتقد جازما انها اوصلت رسائل بليغة لعدة جهات اولها للعدو الاسرائيلي حيث اثبتت هذه الجماهير المحاصرة في غزة انها عصية على الانكسار والتراجع او الانكفاء حيث انها تلتف حول القيادة الشرعية وعلى رأسها خليفة الشهيد عرفات الرئيس ابو مازن وبذلك فقد وصلت الرسالة واضحه لا غبن او ضبابية فيها لحكومة نتنياهو مفادها ان كل محاولات تهميش او اضعاف القيادة عبر اللعب على وتر الانقسام والادعاء بتراجع شعبية فتح قد باءت بالفشل فقد قالت الجماهير كلمتها ..وهل هناك ابلغ واقوى من كلمة واحدة نطقتها مليونية فتح في غزة الجريحة والتي اكدت التفافها حول الفكرة العرفاتية والالتفاف حول حركة فتح؟؟
اما الرسالة الثانية فهي لبعض العرب الذين اعتقدوا ان فتح تراجعت قوتها وشعبيتها وهيبتها فبدأوا بالبحث عن البدائل المشبوهة التي تتساوق مع ما تريده امريكيا واسرائيل لحل الصراع وفق الرؤية الاسرائيلية فجاء الرد من غزة واضحا جليا ان فتح قوية بجماهيرها الملتصقة بها وان مرت سابقا بحالة من الضعف الا انها سرعان ما عادت لعافيتها اشد قوة والتفافا حول قيادتها.
اما الرسالة الثالثة فهي لحماس ومفادها ان فتح القوية شعبيا تستحق ان تضعوا يدكم بيدها فهي حركة الجماهير والمتجددة دوما والحركة الصلبة والعنيدة وطنيا وبامكانكم وفتح صنع المستحيل على الصعيد الوطني فلا يمكن لطرف ان يقصي الطرف الآخر ولا يوجد امامنا الا قانون واحد يجمعنا الا وهو قانون المحبة والوطن الواحد..
اما الرسالة الرابعة فهي للقيادة الفلسطينية ومفادها ان غزة ورغم جراحها وآلامها فانها لم ولن تخذل قيادتها وان لابد من ان يعاد النظر بالعديد من الاجراءات التي مست الكثير من كوادر فتح واعتقد جازما ان قيادة الحركة ستلتقط الرساله ولعل كلمة الرئيس للجماهير المحتشدة تضمنت ايحاءات تفيد بذلك.
واخيرا لا بد من الادراك ان هذه المليونية لها ما بعدها على المستوى الوطني والاقليمي والدولي والاهم انها عززت مكانة فتح وقيادتها وعلى رأسها الرئيس ابو مازن وانها افشلت كل الرهانات والمؤامرات الخسيسه التي استهدفت فتح والوطن والقيادة.