نشر بتاريخ: 17/11/2017 ( آخر تحديث: 17/11/2017 الساعة: 12:13 )
الكاتب: عوني المشني
واهم من يعتقد ان بامكانه ان يستخدم القرار الفلسطيني لتخدم أهدافه المريضة بالطائفية والمذهبية ، وواهم اكثر من يعتقد ان القيادة الفلسطينية ممكن ان تخضع للاملاءات عندما يتعلق الامر بمصير ومستقبل الشعب الفلسطيني ، ولكن الأكثر وهما هو من يعتقد ان هذه القيادة ستكون بدون التفاف شعبي كامل ومتقطع النظير عندما يتعلق الامر بالقرار الوطني والحقوق الوطنية . صحيح اننا نختلف احيانا مع تلك القيادة الى حد الصراخ ، ولكن الصحيح وبشكل مطلق اننا سنكون خلفها عندما تقاتل من اجل قرار فلسطين المستقل ، ولهم هؤلاء الواهمون ان يعيدوا قراءة التاريخ ، وليعلموا ان شعبنا وقيادتنا خاضت معارك وقدمت شهداء من اجل إستقلالية قرار فلسطين ومن اجل عدم توظيف القضية الفلسطينية لخدمة اجندات مشبوهة الى حد الخيانة . ولم تقدم هذه القيادة شهداء من شعبنا فحسب بل قدمت نفسها شهداء ، هذا ياسر عرفات وقبلة سعد صايل وقبلة وقبله وقبله عشرات غيرهم .
يتوهم بعض قادة الدول العربية ان بمقدورهم ان يكونو شركاء في القرار الفلسطيني ، وهمهم هذا نابع من امتلاكهم لبعض أدوات الضغط السياسي على القيادة الفلسطينية ، بعضهم يمتلك المال ، بعضهم يعتقد ان الموقع الجيوسياسي يؤهله ، وبعضهم تسول له نفسه انه امام قيادة فلسطينية ضعيفة ومن الممكن إخضاعها ، ينسى هؤلاء جميعا مجموعة من الحقائق
اولا : فقط شركاء الدم هم شركاء القرار ، وحتى عندما يتعلق الامر بأطراف ليست فلسطينية فان القضية الفلسطينية لن تكون ورقة مقايضة في جيب احد وايا كان هذا الاحد ومهما بلغت ميزانيته وايا كان موقعة ومهما كان قويا ، القضية الفلسطينية هي ام القضايا و التي تجير القضايا الاخرى لخدمتها لا العكس ، القضية الفلسطينية ليست العقبة التي يتم تجاوزها من اجل علاقة مشبوهة مع عدو محتل .
ثانيا : ان الفتات الذي يدفعه بعض هؤلاء لا يمكن ان يشكل سببا ولا باي حال لتنازل فلسطيني عن الحقوق الوطنية ، ويستطيع شعبنا ان يعيش ويواصل كفاحه بدونه ، صحيح اننا بحاجة ماسة لاموال لاستمرار صمود شعبنا على تراب وطنه ولكن " تجوع الحرة ولا تأكل بيثدييها " ومنذ وقت طويل فشلت محاولات الضغط علينا بالاموال ، فليت هؤلاء يتعظون بالتاريخ .
ثالثا : لا يعتقد واهم ان لين ونعومة قيادتنا تعني ضعفها ، انها قيادة تنحني امام النسيم ولكن لا تقتلعها العواصف ، تقدم تنازلات كبيرة من اجل شعبها ولكن عندما يصل الامر لحقوق شعبها فهي تستشهد من اجلها وياسر عرفات ليس واحدا من هذه القيادة ، انه نموذج لها ومثل حي عليها .
رابعا : صمتنا وسنصمت على تلك المحاولات ، حفاظا على شعرة معاوية مع هؤلاء الزاحفين على بطونهم نحو التطبيع الرسمي مع اسرائيل ، ولكن بصمتنا حدود ، والوقت الذي ستنفجر بصرختنا لتدرك الشعوب حجم المؤامرة والخيانة سياتي ، وحينها سيكون اكثر من ربيع عربي لديهم ولكن ربيع حقيقي وليس مؤامرة .
خامسا : لا نشك ان تلك مؤامرة ستفشل وسيرتد السحر على الساحر وستكون صفقة العصر خزعبلات وأوهام وستبقى فلسطين عصية على العبث والتجاوز وسيذهب هؤلاء الزعماء الى الجحيم لتبقى فلسطين وحقوق شعبها ما بقي شعبها صامدا وقيادتها عصية على التطويع .