الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

شركة "المصالحة" مساهمة أم محدودة؟!

نشر بتاريخ: 20/11/2017 ( آخر تحديث: 20/11/2017 الساعة: 12:27 )

الكاتب: رامي مهداوي

المتابع لواقع مجريات الأحداث منذ انقلاب حماس عام 2007؛ وما تبعه ذلك من حالة انقسام وولادة سلطتين تنفيذتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، يتستنتج بوضوح بأن المصالحة والإنقسام عبارة عن امتيازات واستثمارات للعديد من الأشخاص، ببساطة هناك استفادة لدى البعض من "المصالحة" كمشروع أو سلعة يتم التعامل معها لتحقيق وتجنيد الأموال من خلال أنشطة مختلفة داخلية وخارجية. والبعض الآخر يستفيد/استفاد من "الإنقسام" بشكله الحالي لما له من عائدات مختلفة متمثلة ما بين الحصول على مناصب وإمتيازات وأراض لم يكن يحلم بها.
الظاهر لنا أن جميع أطراف بقايا النظام السياسي يريدون إنهاء ملف الإنقسام والإنطلاق بالمصالحة، لكن ماذا عن بواطن الأمور وخصوصاً على صعيد الفرد، هذا الفرد الذي أصبحت له جذور تتغذى على الإنقسام وتوابعه، تم تشييد ممالك وطرق جديدة للإستثمار المرئي والمخفي تارةً بإسم الوطنية وتارةً أخرى بإسم المقاومة، وإن قمت برفض الواقع أو القرارات المتعلقة بمصالحهم فأنت ضد المصلحة العليا!!
أسماء جديدة برزت على الحلبة السياسية؛ لم يذكرها/يعلم بها الشارع الفلسطيني يوماً ما، الآن هي تتشبث بأسنانها وأظافرها في المواقع المختلفة التي قدمها الإنقسام لهم كخدمة العمر التي لا تنسى؛ هل سيكونوا هؤلاء سعداء اذا ما تمت المصالحة؟!
برأيي _أتمنى أن أكون مخطئ_ ما تم مأسسته من مصالح فئوية خلال العقد الماضي سواء على صعيد مشاريع المصالحة ومشاريع الإنقسام لهو بحاجة الى إتفاق أكبر من ما حدث في القاهرة أو مكة التي سبقتها، فمن يريدون أن يبقى الوضع الحالي كما هو عليه _في بيئة لا انقسام ولا مصالحة_ بمواقع تمكنهم الإستمتاع بهذه الظروف دون أي إكتراث لسماع صوت الشارع الفلسطيني الذي يصلى لهب الإنقسام مطالباً بإنهائه فوراً.
أخشى ما أخشاه ولمصلحة الفئة الأقل غير المتضررة من الإنقلاب أن يتم إدارة الإنقسام وليس إنهاؤه؛ بما يخدم مصالحهم الفئوية، ويخدم الأجندات الدولية التي بدأت بإقتناص مكامن ضعفنا والعمل على بناء تحالفات لا تخدم سوى المشروع الصهيوني ليس فقط في فلسطين وإنما بالعالم العربي أجمع.
على المواطن الفلسطيني أن يستيقظ من أحلام اليقظة التي تم وضعه بها من قبل أصحاب شركات المصالحة والإنقسام، لأن هذه الشركات جل إهتمامها هو كيف تحافظ على أن تكون مجلس إدارة كلٌ في موقعه وحسب إختصاصه، ويبقى المواطن الفلسطيني مستهلك ومنتج في ذات الوقت للخدمات التي يريدونها، أو أن يكون جمهور يهلهل لهم بأنهم الشركة الأولى التي تحافظ على زبائنها.