الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ترامب يترك بيونغ يانغ وينشغل بتهديد رام الله

نشر بتاريخ: 23/11/2017 ( آخر تحديث: 23/11/2017 الساعة: 21:28 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

يشكل وجود ترامب في الرئاسة الامريكية صدمة كبيرة للمراقبين السياسيين، فهو رجل غير متوقع وخشن الكلام. ومن جهة ثانية يحاول ان يصنع تاريخه الشخصي من خلال بؤر الصراع والصفقات التاريخية التي يعتقد انه قادر على تطبيقها.
بالنسبة للقضايا العربية، يرى ترامب أن الدول العربية تنقسم الى قسمين، قسم غني وسهل ويبيض ذهبا، وقسم مزعج يسبب صداعاً شديداً وعلى رأس هذه المناطق المزعجة له فلسطين وقضيتها. وبعد عام في الحكم يرى ترامب ان القضية الفلسطينية سوف تتسبب في فشله، لذلك اختار ترامب أن يلتصق بالرواية الاسرائيلية وأوقف ترخيص مكتب منظمة التحرير في واشنطن في محاولة منه لإظهار العين الحمراء للفلسطينيين.
حتى الان، تبدو ردة فعل القيادة الفلسطينية مرتبكة. فهم من جهة لا يريدون استعداء ترامب وادارته، ومن جهة اخرى لن يقبلوا بهذا الاصطفاف الامريكي مع تل ابيب بشكل فاضح وواضح.
لا يوجد مفاوضات فلسطينية - اسرائيلية بتاتا. لان نتانياهو لا يريد العمل بمبدأ الارض مقابل السلام ولا حتى السلام مقابل السلام. بل يريد الامن مقابل السلطة.
لا يوجد مفاوضات عربية - اسرائيلية قطعيا. لأن اسرائيل لا تريد ان تفاوض العرب بل تريد أن تقفز الى التطبيع معهم من دون اتفاقات ملزمة.
ولا يوجد حل دولي على طريقة مؤتمر باريس.
وانما يوجد رجل أحمر، يريد أن يحكم العالم بالعين الحمراء. وأمام القيادة الفلسطينية والعالم العربي أن يعلنوا امام جماهيرهم كل شيء. وأن يعرضوا قضايا الامة للاستفتاء. فهذا سوف يحميهم ويحمي شعوبهم.

السعودية لوحدها لن تستطيع ان تفعل أي شيء مع ترامب المتهور. والأردن لن تستطيع أن تواجهه العالم لوحدها، ومثلها مصر التي تحتاج دائما الى عباءة عربية لتقود المرحلة.
الرئيس ابو مازن سيبقى في أزمة سياسية كبيرة، ويتعرض لضغوطات أكبر من تلك التي تعرّض لها عرفات في حال لا يخرج من دائرة المواجهة المنفردة مع الولايات المتحدة. لان تهديدات الدكتور صائب عريقات بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية ستبقى مجرد تهديدات سينمائية وردة فعل من دون حاضنة عربية ودولية ومن دون خطاب سياسي جديد.
اذا كان ترامب قد عرض على العرب أي حلول تسوية . فعلى القيادة الفلسطينية أن تكشف ذلك للجمهور العربي وان تطلب الاستفتاء الفوري حتى تعفي نفسها من تبعات الامر.
وإذا كان ترامب لم يعرض أي حل سوى تسريبات رخيصة عن ( صفقة العصر ). فان علينا أن ننتظر ، ونصرف ما لدينا من جهد في ترتيب البيت الداخلي ولا داعي لخوض معركة عناوين وشعارات لا طائل منها مع أمريكا.