نشر بتاريخ: 28/11/2017 ( آخر تحديث: 28/11/2017 الساعة: 14:12 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
اهتزت ثقة المواطن بنجاح المصالحة، في أعقاب التصريحات الاعلامية الاخيرة التي حملت تحفظات وملاحظات كثيرة للقادة والمشاركين في جلسات الحوار في القاهرة. ولا أريد ان اقول بأن هذا التراجع تزامن مع جلسة الفصائل الوطنية، وان الحوار الثنائي بين فتح وحماس كان أكثر نجاحا وسلاسة.
حيث ان غالبية المحللين اعتقدوا ان حضور الفصائل سيؤثر ايجابيا في أجواء المصالحة، ويساهم في تقدم بعض الملفات. ولكن الامر جاء معكوسا حيث تزامنت جلسة القوى والفصائل مع انطلاق مجموعة تحفظات اعلامية تسببت في توتير الاجواء. وقد بدأ الامر بالقيادي صلاح البردويل، الذي استخدم الكاميرا في التعبير عن قلقه الشخصي على البيان الختامي الذي لم يكن مضى على صدوره سوى بعض دقائق فقط.
تصريحات البردويل، وتراجعه التراجيدي عن التصريحات بعد دقائق اخرى أشغل مواقع التواصل الاجتماعي، دفع بقادة فتح للاعراب عن تحفظات هي الاخرى لديهم، حيث شعر الوزير حسين الشيخ أنه مضطر للرد على شاشة التلفزيون الرسمي، ولم تمض 24 ساعة حتى ادلى رئيس الوفد عزام الاحمد بتصريحات اخرى مماثلة. ما دفع حماس لاعلان مسبق عن مؤتمر صحافي لحماس ترأسه الدكتور خليل الحية، وحمل عبارات تهديد ( غير مقصودة ) بأنه واذا أرادت فتح ان تقلب الطاولة فنحن قادرون على قلب الطاولة أيضا. ما جعل التوتر يصل الى درجة أبعد وأبعد.
وفي متابعتنا الدقيقة للامر، لم أجد ما يبرر كل ما حدث. فالرئيس عباس جدّد مرة أخرى توجيهاته للوفد بمواصلة انجاح المصالحة المصرية بكل تفاصيلها، وطلب العمل على تهدئة الاجواء، وفي هذا الاطار أعطى الضوء الاخضر للوزير اللواء ماجد فرج بالتوجه مرة اخرى الى غزة للقاء القيادي يحيى السنوار لترتيب ما علق من ملفات وعناوين والتحضير جيدا للقاء المزمع في بداية ديسمبر، وضمان نجاح المصالحة.
التجارب السابقة الفاشلة، جعلت المواطن ينظر بعين الريبة لكل تصريح هنا أو هناك. والمواطن على حق، ومشاعره أصدق من مشاعر المسؤولين المحترفين الذين يجيدون اخفاء مشاعرهم والتلاعب بتعابير وجوههم لصالح غاية ما.
مصر، ورغم نزيف الدم الراعف في سيناء، واصلت جهود المصالحة وأرسلت وفدا أمنيا لضمان المتابعة.. ما يعني أن الظروف لا تزال مواتية لعمل اللازم ورفع مستوى الاداء.
وربما هي فرصة أخرى للفصائل والقوى أن تبحث اكثر في محضر الاجتماع الاخير بالقاهرة، وان تسأل نفسها : هل كان من الضروري الاجتماع لمدة 11 ساعة متواصلة ؟ وهل هذا شئ ايجابي؟ ام أن طول فترة الاجتماع ترهق الاعصاب وتتسبب في توتير الاجواء وتدلل على خلل في جدول الاجتماع !
فالعبرة ليس بطول الاجتماع لـ 11 ساعة كل يوم لمدة يومين. وانما في تنظيم جدول ومحضر اللقاء بحيث يكون نافذا وممكنا. وفي مثل هذه اللقاءات يبحث المجتمعون عن نقاط لقاء، وليس يبحثون عن نقاط الخلاف.