الخميس: 13/02/2025 بتوقيت القدس الشريف

نحن الاقوى؟

نشر بتاريخ: 25/12/2017 ( آخر تحديث: 25/12/2017 الساعة: 11:14 )

الكاتب: اللواء د.مازن عز الدين

قبل ايام قليلة وقفت الدول الاعضاء في مجلس الامن متقدمة بمشروع قرار يوقف قرار ترامب بنقل سفارة بلاده الى القدس باعتبارها عاصمة لاسرائيل، وكانت نتيجة التصويت 14/1. اخذت فلسطين 14 مقابل صوت واحد لصالح اميركا التى استفادت من الميزة الممنوحة لها لتتحمل مسؤولياتها في حماية الامن العالمي، مما افقدها موقفها هذه الميزة الاستراتيجية، لانها ارادت ان تكون الى جانب تلك الدولة التي تتعامل مع المجتمع الدولى، "باعتبارها دولة فوق الجميع" ومنهم العالم العربي والاسلامي بقانون القوة، والبلطجة، والعدوانية، مستندة الى تلك الدولة الامريكية التي كانت ولا زالت تتصرف بلا مسؤولية، في القضايا التي يرى العالم انها قضايا عادلة تتمتع بقوة الحق التي تقف معها كل انواع الشرعية، وعلى راسها القضية الفلسطينية . وتتصرف بلا اكثراث، ووضعت الفيتو الامريكي وجهاً لوجه مع فلسطين، فاختار العالم ان يكون مع فلسطين.
ويوم الخميس المواقف 21/12/2017م ذهبت فلسطين الى الجمعية العامة وتقدمت بقرارها، الذي واجهته الادارة الامريكية بتهديد الى جميع الدول التي تقدم لها مساعدات، كي لا تصوت لصالح رفض قرار ترامب المتعلق بالقدس. وكانت النتيجة ان العالم رفض التهديد، واستنفرت الدول كرامتها، وتشبثت في الدفاع عن استقلالها، وصفعت بفيتوا الفقراء، وعزتهم الغطرسة الامريكية، وصوتت لصالح فلسطين، لصالح القدس كعاصمة لها، وحصلت على الاجماع الدولي "وكانت 128 مقابل عدد اقل من عدد اصابع اليد، فمن الاقوى؟ الولايات المتحدة الامريكية، الدولة العظمى التي تحولت الى قزمية وقوة غاشمة، تقف في مواجهة شاملة ضد المجتمع الدولي. ام اولائك اصحاب الحق الذين داسوا على الفيتو الذي تحول الى دائرة انعدام المسؤولية والعبث ؟. لهذا شكرا لله اولا، ولثباث الموقف الاممي الى جانبنا.
ولكن السؤال الاهم ماذا علينا ان نعمل ؟ تعزيزا لقوتنا ولانتصارنا ؟
اولا : ان الوحدة الوطنية دائما هي الرد على الاحتلال، والخطر يكمن في انها تتراجع وتم ادخالها الى العناية المركزة، بعد ان اصبح لدى شعبنا امل بتحقيقها !!!.
ثانيا : علينا ان نتشاور مع القوى المؤثرة في مجلس الامن، والجمعية العامة، لتحديد الدول التي لا تلتزم بالشرعية الدولية، وتهيئة الرأي العام، ان هناك امكانية معاقبتها وطردها من كل الاطارت المتعلقة بتلك الشرعيات مقدمة لسحب الاعتراف بها.
ثالثا : رغم كل الجراح والنزيف المؤلم، الاّ ان الامة مع فلسطين، لهذا علينا الاّ ننزلق الى مجارات تلك الاصوات الشاذة التي تدعوا لعلاقات مع دولة العدو وبدأت اصواتها تعلوا على الرغم من انها نشاز وستبقى كذلك، وعلينا الابتعاد عن الردح الاعلامي والردح المضاد لان قضيتنا قلب الامة ونبضها.
رابعاً: نحن اليوم حققنا انتصاراً هاماً لابد من البناء عليه، وواجه العالم بنا ومعنا قرار ترامب وادارته التي ستاخد مدتها الزمنية وتمضي الى دائرة الذكريات والتاريخ، اما القدس وشعبها العربي الفلسطيني هم الباقون..
خامسا : دون ان تستمر فعالياتنا الوطنية بقوة في تصديها الميداني للاحتلال، دون كلل او ملل، تصبح كل تلك الانتصارات، بريق يضاف الى كل ماسبقه، من وهم الاقتراب من ان الدولة على مرمى حجر.
سادسا : ان الوسائل والاساليب النضالية التي تديم وقوف العالم معنا متعددة، وعلينا ان نختار منها ما يخدم ذلك، وان نجيد ادارة الصراع معه بما يخدم الوصول الى اهدافنا.