نشر بتاريخ: 29/12/2017 ( آخر تحديث: 29/12/2017 الساعة: 13:25 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
تخضع اسرائيل منذ عشر سنوات لحكم مجموعة من المراهقين العنصريين السياسيين والعسكريين الذين ينقصهم الرؤية السياسية ويبحثون عن معجبين على الفيس بوك او تويتر وهم مستعدون للقيام بأي عمل أو الادلاء بأي تصريح للحصول على اعجاب أكثر من المتابعين. لذلك، علينا التعامل مع اسرائيل الجديدة باعتبارها عنصرية وضيعة ومراهقة سياسيا ومنفلتة من عقالها، حيث أن زمان بن غوريون واشكول وغولدا مئير ومناحيم بيغن وموشيه دايان وزامير ورابين وشمعون بيريس انتهى. لقد ماتت أسماك القرش في اسرائيل ولم يبق سوى زمرة من الأشقياء الذين يعبثون في مخمل الحكم ويفسدون في كارتيلات المال والسلاح.
دخلت الانتفاضة اسبوعها الخامس ولا تعرف اسرائيل كيف تتعامل معها!! والتقديرات الأمنية والعسكرية الاسرائيلية للاوضاع الفلسطينية غالبا تكون مثيرة للسخرية، ولم تعرف اسرائيل بعد، أن هذه الانتفاضة تقوم على الوعي والادراك وليس على الصواريخ والقبة الحديدية والغواصات، ان هذه اللانتفاضة تزرع المفاهيم الجديدة للجيل القادم وليست معركة يكسبها هذا الطرف أو ذاك من خلال النقاط.
ان الذي يحكم اسرائيل ظاهريا وباطنيا هو الوزير نفتالي بينيت وهو يهودي غربي درس الهاي تيك والتكنولوجيا، وهو يدير اسرائيل باعتبار انها شركة حراسة أو شركة صناعات عسكرية لها اسهم واستثمارات في السوق العالمي، اما نتانياهو فهو مجرد "طرطور" يلهث وراء نفتالي بينيت ويفعل ما يوحى له، كما ان وزراء وقادة اسرائيل ينقسمون الى 3 اقسام:
- جماعة نفتالي بينيت - وهم مجموعة من المستوطنين ومقاولي شركات البناء وشركات الهاي تيك ومعهم حاخامات متطرفين نجح نفتالي بينيت في التحالف معهم لاخذ الشرعية الدينية لافعاله، والرد على هؤلاء الفاشيين يكون من خلال تعميق مفاهيم B D S.
- جماعة نتانياهو واسرائيل كاتس وجلعاد اردان ومثلهم، هم مجموعة من الفاسدين ورجال الاعمال والبترول والغاز والاعلام، لا هم لهم سوى البقاء في الحكم، ونقطة ضعفهم القاتلة هي الامن.
- الصنف الثالث وهم افي جباي (متطرف خسيس) وموشيه يعلون (حاقد على الفلسطينين ولا فرق عنده بين السنوار وبين رياض المالكي) وتسفي ليفني ومن تبقى من المطرودين من الحكم، تحركهم غريزة العودة للحكم وليس أكثر من ذلك.
ان نقطة ضعف قادة اسرائيل القاتلة هي الابتعاد عنهم وعدم الاكتراث بهم ويمنع مفاوضهم أو الرد على تصريحاتهم أو مقترحاتهم، ولا فرق بين العاقل فيهم وبين اورن خازان، وجميعهم دخلوا خانة العنصرية والابارتهايد ضد العرب.
ان محاربة اسرائيل، أو مفاوضتها، ان مواجهة اسرائيل أو مقاطعتها لا يمكن ان تكون ناجحة الا من خلال رسم خارطة للتعامل مع هذه الاصناف الثلاثة بشكل استراتيجي، وأن تقوم الاستراتيجية على مقاطعة كاملة تشمل القيادة قبل أن تشمل الجماهير.
ان هؤلاء المراهقين السياسيين وجهلاء التاريخ والجغرافيا يعبثون بأمن المنطقة وقد سيطروا على الحكم والمال في تل ابيب وواشنطن، وتؤكد جميع الدراسات انه من الخطر مفاوضتهم او الاستجابة لمطالبهم لانهم لا يختلفون عن عصابة اختطفت بنكا وتطلق النار في قاعة الاستقبال.