نشر بتاريخ: 06/01/2018 ( آخر تحديث: 06/01/2018 الساعة: 10:57 )
بقلم: الأسير ياسر أبو بكرفي الذكرى الأثيرة لدينا جميعا كحركة وطنية فلسطينية، وكفلسطينيين عموما تتجدد فينا ذكرى اشتعال جذوة النضال، وذكرى تجدد اعلان المسار المفتوح نضالا وكفاحا وثورة حتى النصر.
في هذه الذكرى الأثيرة الى قلوبنا سطّر حفنة من أبطال فلسطين في سجل الخلود أسماءهم، وكتبوا في فضاء اللجوء والتشرد والاقتلاع من فلسطين ثورة.
في ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية في العام 1965 نُعلي من شان العمل والمبادرة والتناغم فالثلاثة مباديء كانت رحيق العمل وروحه الوثابة.
العمل الذي ابتدأته حركة فتح فكانت المبادرة فكرة حملها أولئك الشباب الذين ذاقوا مذلة اللجوء وبرد البُعد عن الوطن، ولكنهم لم يقبلوا الاستمرار بذات الحال فكانوا للتغيير أقرب، فبادروا، ومع المبادرة ثبات وتيرة العمل من جهة، وتناغم الخطوات من حيث بدأت ولم تتقاطع بشكل يوقف العجلة أو يدمر المركبة
في الفاتح من يناير العام 1965 جدد الفاتح الفلسطيني ياسر عرفات وأخوته العهد أن يستمر النضال فحملوا جذوة الثورة وتناقلوها من ظاهر العمر الزيداني ومن عزالدين القسام والشيح السعدي وأبودرة وعبدالرحيم الحاج محمد وفوزي القاوقجي وعبدالقادر الحسيني وبهجت أبوغربية وأخوتهم الآخرين والكُثُر، فلم تكن ثورة منقطعة بل ثورة متصلة ولكنها صنعت صرخة الحرية والجهاد في هواء الأمة العربية العطن حينها حيث الركون والسلبية والاحباط بعد ضياع فلسطين إثر النكبة.
لم يكن للانطلاقة المجيدة في 1/1/1965 أن تحصل لولا مسار طويل من المعاناة والتفكير والعمل الجريء الذي أخذ بالاعتبار إيصال الرسالة برفض الظلم والبغي والاحتلال ورفض الواقع الفاسد ورفض الانحناء والانكسار ورفض كل مقومات الاحباط واليأس فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
أقدم ياسر عرفات ورفاقه على مغامرة الانطلاقة في العام 1965 وهم يعلمون ان الدرب صعب والعوائق كثيرة والفعل الناجز يحتاج لدم وعرق وأحزان فالطريق غير مفروش بالورود أبدا وهو كما كان.
واعادوا الانطلاق مع النكسة عام 1967 وفي معركة الكرامة ومع آلاف العمليات والمعارك العسكرية والميدانية، والسياسية والقانونية التي اشتبكوا فيها مع المحتل في تنقلهم القسرى بين المنافي وصولا لانتفاضات الوطن التي تهدأ قليلا لتعود بموجة عاتية معلنة القدس عاصمة فلسطين الأبدية..
لقد كانت الانطلاقة صرخة مدوية في جو الكآبة العربي، وفي ظل أنظمة منكسرة وحكومات عاجزة، وفي ظل فرسان وخيل انتكست فكانت الاسطبلات لا ميادين الوغي ميادينها، فولدت هذه الانطلاقة شرارة الحرية التي مازالت منطلقة حتى اليوم والتي جعلت من فكرة الثورة والنضال والكفاح والجهاد ضد الظلم والاستعمار والاحتلال والفساد والاستبداد فكرة أصيلة في الفلسطيني وفي العربي الثائر بل ولربما دخلت في جيناته لتصنع منه الشخصية الجديدة.
نحن وإن كنا في المسيرة نرفع العلم وراء أولئك الاوائل والرواد فإن القيم والاخلاقيات التي تعلمانها منهم هي قيم أصيلة حملناها وسنظل نزدان بها ولا نحقق النصر الأكيد بإذن الله الا بها محبة وايمان وثقة والتزام وانتماء أصيل واعتماد على الجماهير وتعلُّم منها.
بالمناسبة العظيمة لانطلاقة ثورتنا العملاقة انطلاقة حركة فتح أشدد على فكرتين اثنتين الاولى هي فكرة ثبات المباديء، فنحن ثورة تحرر وطني من الاحتلال والاستعمارالاستيطاني الابارتهايدي لا تنتهي فينا الفكرة الا بسقوط الأيديولوجية الباغية المقابلة لتصبح ثورتنا وجهادنا في الذات والداخل مقنعة وواجبةز
اما الثانية فهي أننا ومهما اصطبغنا بصبغ النضال بألوانه وأشكاله المختلفة مما تفرضه الوقائع والقوى المحركة وفهم المراحل لا نحيد أبدا عن الهدف ولا نركّب أعداء ثانويين، فالقبلة النضالية فلسطين والقدس، ولا قبلة نضالية لنا سواها ولا ننجر مطلقا للمعارك الجانبية، او المحاور الاقليمية التي تأكل من لحمنا الحي على حساب بوصلتنا وهدفنا العربي والاسلامي والمسيحي الواحد.
في الذكرى يتجدد الامل ويتجدد العمل ويتجدد السعي ولا نقف عند حدود الدعوة لله بالنصر، بل نسير كتفا الى كتف مع قائد المسيرة الاخ الرئيس أبومازن وأمتنا وخيلها المتأهب لا بد من يوم لينطلق معنا حين تتوحد الكلمة والوسيلة ولا نحيد عن الهدف، وانها لثورة حتى النصر.