الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أين أنتم منهم؟!

نشر بتاريخ: 06/01/2018 ( آخر تحديث: 06/01/2018 الساعة: 15:51 )

الكاتب: سالي عابد

حقائق صادمة، ووضع يحتاج إلى شبه معجزات، وفتور غريب في تناول الحلول لمشاكلهم، يستمعون إليهم عبر بوابات موصدة على آذانهم، ترى من كل حدب وصوب من يتغنون بالاهتمام بهم، ويدَعون بأنهم يأخذون آرائهم ومقترحاتهم على محمل الجد، .... ومن ثم نحن جميعا نكون أمام اللاشيء.
إنهم يمثلون 30% من إجمالي السكان، الشباب الفلسطيني، يكفيك أن تبدأ بهذا العنوان وستنهال عليك مرارة أوضاعهم وتفاصيل حياتهم، فلا مستقبل يعرفون وجهته، ولا خيارات يفاضلون بها ما بين السيئ و الأسوأ، حيرة تأكل أعمارهم، وبريق سرق من بين عيونهم، فتشتد عتمة ملامحهم، وكشرة جبينهم عند أول سؤال يطرح عليهم ماذا تعمل الآن؟
أرقام مخيفة، ترتعب الأرض من أقدام حامليها، 29.2% نسبة البطالة، منها 46.4% في قطاع غزة، و19% في الضفة الغربية، أسباب كثيرة تقف على ارتفاع النسب هنا، تبدأ بالاحتلال الإسرائيلي وتنتهي بنا، فلا عذر لنا أمامهم ولا حق بتبرير مسئولياتنا تجاههم.
جميع المؤسسات والقيادات تحمل عبء المسؤولية والمساءلة مما يحدث مع شبابنا، كم مرة اجتمعتم بهم؟ كم لقاء وثق بآمالهم وطموحاتهم؟ كم مبادرة حملت حلمهم الوطني؟ كم حالة سكبت على روحها بنزين القهر وأشعلت النيران في جسد متآكل من اليأس؟ كم ... وكم....؟
البعض منهم وجد الطريق، البعض منهم أنار شعلة في ظلام المستقبل، البعض منهم قال "القدس في الليل حلوة"، هذه إحدى المبادرات الشبابية في مدينة القدس، يتجمعون في الليل ويطردون أشباح الظلام ويغنون لأزقتها وشوارعها ويتجولون كقناديل مضيئة، ويطلقون الثقافة والوعي والهوية الفلسطينية الوطنية تسير في أروقة القدس العتيقة، وهدف آخر يمر من خلال تعزيز صمود تجارهم وإحياء المدينة بتجذرهم والتفافهم حول بعضهم البعض، ... هل تعرفون أين نحن منهم؟
المجلس الوطني للشباب الفلسطيني، عنوان آخر لمبادرة شبابية في قطاع غزة، لملموا احتياجاتهم، ونفضوا غبار الحصار والانقسام عنهم، مثقفين وجامعيين اختاروا الشراكة في الوطن ولعنوا سلبية الحضور، فنظموا ورشات العمل الهادفة لتوعية الشباب أمام الاستحقاقات الوطنية، ورصدوا الوعي لكل شاب يتم اللقاء به عبر لقاءاتهم الدورية بالشباب، وطالبوا أكثر من مرة الأخذ بمقترحاتهم والتعاون معهم، هم شدوا الرحال إليكم، فهل انتم شركاء لهم؟
بطالة الخريجين الشباب تجاوزت 50%، هذه النسبة تدعونا جميعا إلى النظر في إستراتيجيتنا، والوقوف على تداعياتها وإمكانية وضع الحلول المناسبة التي تبدأ من اختيار التخصصات وتنتهي بتوفير فرص العمل المناسبة ودعم المبادرات والمشاريع المقدمة من قبل الشباب، لن أقول هم المستقبل والأمل و....و ..... الخ، لكنني في مقام هذه النسب الخطيرة أقول أجيروهم أجاركم الله، اتقوا الله فيهم يجعل لكم مخرجا، حكموا ضمائركم أمام أعمارهم المسلوبة، كل يوم يمر عليهم هو عام من الظلم والقهر، وأسالوا أنفسكم ماذا فعلتم لهم وأين انتم منهم؟

[email protected]