الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل سقط غصن الزيتون بعد مقتل الحاخام؟

نشر بتاريخ: 11/01/2018 ( آخر تحديث: 11/01/2018 الساعة: 10:06 )

الكاتب: خالد السباتين

قد تكون مخطئة إسرائيل نوعاً ما إذ تعتقد أنّ باستطاعتها أن تحكم شعباً تحت الإحتلال بقبضة من حديد تُمارس عليه كل أنواع التعذيب والتنكيل، وتفرض عليه كل أشكال الحصار، وتمنع عنه ما هو مسموح لمستوطنيها، فالإتجاه الذي تسير به اسرائيل بأجهزتها الأمنية وحكومتها المتطرفة وعلى رأسها سيء الذكر نتنياهو سيوصلنا الى طريق مسدود وبالتالي سيقود الى إسقاط غصن الزيتون نتيجة حالة اليأس التي وصل اليها الفلسطينيون وفقدان الأمل من أي عملية سلام مستقبلية، وهذا بالتأكيد سيشجع على العودة الى تنفيذ العمليات المسلحة التي طالما كانت هادئة نسبيا في الضفة لفترة من الزمن ...
عملية نابلس أربكت جيش الإحتلال وأجهزته الأمنية التي قتل فيها الحاخام بعملية دقيقة جداً وإحترافية بـ ٢٢ رصاصة في أقل من دقائق معدودة وتمكن المنفّذ من الفرار الذي توعّدت اسرائيل بالعثور عليه خلال أسبوع مما أصاب الأجهزة الامنية حالة من الهستيريا جعلها تفرض حصاراً على المنطقة بأكملها وتعاقب نصف مليون مواطن، فهل هذا ما يريده نتنياهو ؟ وهل العقاب الجماعي هو الحل بالنسبة له ؟
وبالطبع يغرّد سفير الولايات المتحدة في اسرائيل ويقول أن الفلسطينيين لا يريدون السلام وأنهم يموّلون الإرهاب، وهو الذي لم ينطق بكلمة واحدة ضد اسرائيل عن 20 شهيداً ارتقوا بفعل رصاص الاحتلال وكذلك يظهر علينا مبعوث السلام للشرق الأوسط جرينبلات ليقول لنا قتل المستوطن الاسرائيلي يسلب من الفلسطينيين فرصة تحقيق السلام وكأن قتل الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال تدعم عملية السلام الزائفة أو كأن قوات الاحتلال تواجه المسيرات السلمية بالورود وتوزع الحلوى على المتظاهرين ...
لا أدري إن كان هؤلاء المسؤولون يشاهدون نفس الإعلام الذي نشاهده أو أنّ لديهم قنواتهم وإعلامهم الخاص ؟؟ أو ربما يصبحون صمٌّ بكمٌ عميٌ عندما يخص الأمر الفلسطينيين !!
إنّ الاستمرار بالنهج الذي يسير عليه نتنياهو وحكومته المتطرفة بالمصادقة على القوانين التي من شأنها أن تحث على قتل الفلسطينيين، وتبيح الإعدامات الميدانية وإعدام منفذي العمليات في حل نجا من الإعدام الميداني وسباق الماراثون نحو القوانين العنصرية وكل هذه الأمور التي لن تثني الشعب الفسطيني من الاستمرار بالمقاومة بل ستجعله أكثر إصراراً في مواجهة المحتل بالشكل الذي يختاره وبالآلية التي يراها مناسبة فمواجة الاحتلال لن تكون كما يرغب نتنياهو وجيشه ولا كما يحددها بالوسائل والأشكال التي يراها ملائمة فعليه أن يتوقع الأسوأ من الان فصاعداً فمن يسلّح أكثر من نصف مليون مستوطن ويطلق قطعان المستوطنين على المناطق الفلسطينية لتدهس الأطفال وتضرب النساء وتقتلع الأشجار وتهاجم الشبّان بدعم وحماية من قوات الجيش الإسرائيلي عليه أن يتحمّل الرد مهما كان شكله ومهما كانت نتائجه ...
نتنياهو الذي تلاحقه تهم الفساد وتزداد الأصوات التي تطالب بإسقاطه سيبذل كل ما بوسعه لفرض المزيد من العقوبات العنصرية فهو يطبق ما تمليه عليه جماعات المستوطنين ووزرائهم ويفعل ما يأمرونه لأن بقائه على الحكم مرتبط بمدى إرضائهم والإ سيسقط من الصباح الباكر فهو في ورطة حقيقية أيضاً يكاد أن يحسد عليها بين مطرقة المستوطنين وسنديانة الفساد ...
فالمرحلة القادمة لن ترضي إسرائيل ولن تظهر ارتياحها من الهدوء الحذر لدى الفلسطينيين فحتى اللحظة تعجز اسرائيل بكل إمكانياتها وتقدم المنظومة الأمنية لديها عن تحديد شكل المرحلة القادمة هل سيكون العمل مسلّح أم سلمي ؟ هل ستكون العمليات فردية أم من خلال تنظيمات ؟ هل ستحافظ الضفة على التظاهر السّلمي أم ستغيّر أشكال المقاومة ؟
ليفعلوا ما يفعلوه لكن إن سقط غصن الزيتون لا تلوموا البندقية اذا ظهرت وأطلقت رصاصاتها ولا تختبروا صبر الشعب الفلسطني فصمته ليس ضعفاً وإنما حكمة هو أدرى بها فلا يمكن أن ننسى أن له صولات وجولات مع الاحتلال ولديه خبرة في التعامل مع هذا العدوان الغاشم فهو يعرف متى يهاجم ومتى يدافع ويدرك تماماً أي الوسائل التي ستخدم مصلحته على الأرض وستخدم مستقبل قضيته ليجني ثمار هذه المقاومة في إنهاء الإحتلال، وكما قال الشاعر :
سكت الرصاص فيا حجارة حدّثي ... إنّ العقيدة قوةٌ لا تهزمُ
فهل سيبقى صوت الرصاص صامتاً أم أنه سيتكلم ويقول كلمته ... !!!