نشر بتاريخ: 12/01/2018 ( آخر تحديث: 12/01/2018 الساعة: 16:45 )
الكاتب: السفير حكمت عجوري
كما يتغذى السرطان على السكر ولا نتوقف عن التهام اطنان منه نرى ان استمرار الاحتلال يتغذى على الانقسام وكل ما نفعله اننا نتباكى على هذا الانقسام ونلعنه كما تعودنا ان نلعن الظلام الف مره دون ان نشعل شمعه واحده.
وبعوده سريعه الى شهر اغسطس من عام 2005 عام تحرير غزه من المستوطنات وهو كذلك كونه لم يكن تحريرا بمعنى الكلمه وانما اعادة تموضع لقوات شارون الاحتلاليه, حيث خرجت من داخل غزه ولكن ليس لبعيد لتحط على ابواب غزه البريه والبحريه وحتى البوابه الجويه تحكمها ما يطلق عليها اهلنا في غزه الزنانه وهي طائرة تجسس تعد على الناس انفاسهم وحركاتهم . وربما كان عدم المشاركه الفلسطينيه الرسميه في طقوس الانسحاب الاسرائيلي من غزه وقتئذ , لم يكن كرها من السلطه في كنس المستوطنين من غزه ولكن نظرا لرفض شارون التفاوض مع السلطه على ما سيحدث في اليوم الثاني من الانسحاب وما هو مصير غزه والناس هناك.
وذلك لان شارون اراد للانسحاب ان يكون كما اسلفت مجرد اعادة تموضع لقواته الاحتلاليه التي خرجت من داخل غزه لتحاصرها من الخارج وتسد كل منافذ الحياه فيها برا وبحرا وجوا وتحيل غزه الى اكبر سجن في العالم.
احتفالات النصر في غزه في حينه شجعت قيادات عديده في العالم لكيل الشكرلمجرم الحرب شارون لظنهم انه اصبح حمامة سلام. شارون مجرم مذبحتي صبرا وشاتيلا في عام 1982 وقبلها قبيه في عام 1953 حيث هدم البيوت على الابرياء ساعات الفجر وهم نيام وشارون هو صاحب فلسفة الاستيطان التي شرحها في رساله بعثها الى ونستون تشرشل الثالث (صحفي) في عام 1973 قال له فيها انه سيزرع المستوطنات اليهوديه بين المدن والبلدات الفلسطينيه بحيث لن تتمكن وبعد 25 سنه لا الولايات المتحده ولا الامم المتحده ولا اي كان ان يقتلعها.
اذكر ذلك حتى لا نقع في ازمة تقويم لطبيعة الانسحاب الشاروني ان كان فعلا انتصارا ام انه كان مجرد احتيال صهيوني لخدمة هدفين اولها فصل غزه عن الضفه على امل اقامة دولة فلسطين هناك وتنتهي اوسلو صهيونيا بدوله فلسطينيه في غزه واريحا اولا واخيرا .
خصوصا وان غزه وعلى الرغم من كونها الرئه الجنوبيه لدولة فلسطين وبوابهتا االبحريه على العالم. الا انها لم تعن يوما شيئا لاي من زعماء اسرائيل وخصوصا بعد اتفاق كامب ديفيد . رابين تمنى ان تغرق غزه في البحر وليبرمان اراد ان يلقي قنبله نوويه عليها.
اما الهدف الاخر للتموضع فهو ديمغرافي من اجل التخلص من مليون وسبعمائة الف فلسطيسني في حينه من الولايه الاسرائيليه بعد ان فوجئ شارون يوما بتقرير على مكتبه يقول ان عدد الفلسطينيين ما بين البحر والنهر اصبح يساوي عدد اليهود وبالتالي وبعد سنين قليله سيصبح اليهود اقليه وذلك بالرغم من كل ما فعلته اسرائيل حيال ذلك من استيعاب ليهود العالم بما في ذلك مليون يهودي روسي اتضح فيما بعد ان ربعهم غير يهود.
بالطبع لا يملك احد ان يبخس ابطال غزه من كافة الفصائل حقهم عندما حولو حياة المستوطنين قبل كنسهم الى جحيم ومع ان اعادة التموضع (الانسحاب) الشاروني كان حقا قصد به باطل الا انها اعطت متنفسا للاهل في غزه بعد ان كانت مقطعه الاوصال الى ثلاثة قطع وان التنقل بينها من خلال حواجز الاحتلال في حينه كان بمثابة كابوس.
هذه المقدمه تحفزني على تكرار ما ذكرته سابقا في مواقع اخرى وسابقى حتى يتحقق وهو ضرورة انهاء الانقسام ومهما كان الثمن بعد ان اصبح واضحا للعيان ان الانقسام هدف استراتيجي صهيوني.
وعليه فان انهاء الانقسام يبقى هدف استراتيجي فلسطيني مرحلي لخدمة انهاء الاحتلال واقامة الدوله وبالتالي يكون بمثابة نصر لكل الفلسطينيين وان اي خطوه اخرى غير ذلك تعتبر ثانويه حتى لو كانت اجتماع المجلس الوطني.
وعليه فان كل من يعملون على اطالة عمر هذا الانقسام متعمدين او غيرذلك انما هم يعملون على خدمة الاحتلال سواء كان هؤلاء من الانتهازيين او من المرتزقه او الخون. فالانتهازي هو عميل ولكن لذاته والمرتزق عميل لنظام غير النظام الفلسطيني اما الخائن فهو عميل للاحتلال. وفي هذا السياق لا ارى غير الرئيس وهو المؤتمن على مصالح هذا الشغب ان يضع حدا لهذا العار المسمى انقسام وهو ليس بحاجه الى وسطاء وهو ما زال صاحب القرار الشرعي ليس بمنة من احد ولكن ثقه منحه اياها الشعب الفلسطيني عندما انتخبه وحمله الامانه وقبل هذه الامانه وما زال.خصوصا وان هناك ايجابيه اصبحت ملموسه من قبل اصحاب القرار الجدد في حركة حماس.
انهاء الانقسام لا يعني انهاء الاختلاف بين حماس وفتح او اي فصيل اخر بل وعلى العكس الاختلاف يوفر الشفافيه والتنافس الايجابي فالتفاعل لا يتم الا بين المختلف ولو كان الناس بفكر واحد لقتل الابداع. وفي نفس الوقت فان تكسير مجاديف فتح لحماس او العكس لا يزيد من سرعة قارب الاخر وانما من سرعة قارب الاحتلال.
الرئيس ابو مازن يقود حربا ديبلوماسية شرسه ضد كل اعداء فلسطين في الخفاء والعلن ومع انه نجح في تعرية اسرائيل وكشف كل من نافق الشعب الفلسطييني امام كل من اراد ان يعرف الحقيقه .الا انه وحتى ينتصر في هذه الحرب لا بد وان يتاكد من متانة البيت الفلسطيني اولا بانهاء الانقسام.
المصداقيه الدوليه التي اكتسبها الرئيس ابو مازن على مدار سنين رئاسته تؤكد انه ما زال يحمل في جيبه او بالاحرى في صندوقه الاسود كود انهاء الاحتلال وعليه لاغرابه ان نسمع بين الفتره والاخرى من المحتل وشركاءه ضرورة انهاء دوره.