الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اكتمل النصاب، لم يكتمل النصاب!!!!!

نشر بتاريخ: 14/01/2018 ( آخر تحديث: 14/01/2018 الساعة: 11:11 )

الكاتب: عوني المشني

اكتمل النصاب القانوني لانعقاد المجلس، لكن النصاب الوطني لانعقاده لم يكتمل، اكتمل النصاب القانوني بحضور العدد الأكبر من الأعضاء، بينما النصاب الوطني بعدم حضور حماس والجهاد ولفيف من المستقلين وبعض ممن يتعذر حضورهم من الخارج لم يكتمل، وهذا لم يكن ليشكل ازمة لو كان انعقاد المجلس في ظروف عادية ففي الظروف العادية فان الأغلبية العددية تكفي، لكن استثنائية الوضع السياسي تجعل الاجماع الوطني هو الاهم، فاتخاذ قرارات بهذا المستوى من الأهمية يحتاج الى شكل من أشكال التوافق الوطني لحماية تلك القرارات.
القائمون على عقد المجلس يروون ان انعقاده بهذا الشكل كافيا لتمرير قراراتهم، والمقاطعون للمجلس ينقسمون من حيث الاسباب في معارضتهم الى ثلاثة أصناف، صنف شكل انعقاد المجلس في رام الله مانعا من وصوله، صنف اخر يرى في التحليل النهائي ان المجلس سيبقى بقراراته في ذات الدائرة التي أوصلتنا لهذا الحال وبالتالي لا جدوى من الحضور، اما الصنف الثالث فيعتقد ان الرئيس محمود عباس وفريقه في ازمة فليواجهها لوحده.
في النهاية وامام هذا المشهد السريالي فان المجلس بانعقاده سيكون مراوحة مكانية وزمانية وبرنامجية في ذات المكان، لن يضيف ما يغير من معطيات الواقع، ولن يزيل ضبابية الموقف، ولا يضع الجماهير الفلسطينية على السكة الصحيحة التي تقود الى الاستقلال الوطني.
المجلس ليس لديه حلول، المقاطعون ايضا لا يملكون سوى سهام النقد والتشكيك، كلا الطرفين وجهان لعملة واحدة هي العجز والمرواحة والمرواغة.
اليوم الذي يلي انعقاد المجلس لن يختلف عن اليوم الذي سبقه، سؤال ما العمل سيبقى معلقا بدون اجابة، الانقسام سيبقى في دائرة التجاذبات، والمراهنة على المجهول ستبقى حلما للبعض وكابوس للبعض الاخر.
المجلس المركزي خطوة على طريق تعميق الازمة.
السياقات هي ذاتها، خطوة الى الامام مقابل خطوتين الى الوراء، استهلاك للوقت والجهد والتضحيات، وفِي النهاية شراء للوقت للنخب، وبيع للوهم للجمهور، تجارة رابحة أليس كذلك ؟؟؟!!!!