الكاتب: حيدر عيد
حقيقةً أن من يستطيع فهم وضع غزة هم أهل غزة فقط! أصبح من الصعب بمكان الشرح التفصيلي الدقيق والمكرر عن المعاناة اليومية 24/7 لمن يقطن خارج القطاع. كيف تشرح أن حياتك اليومية تتوقف على تشغيل مولد يحتاج لوقود إما غير متوفر أو غالي الثمن؟ على 2-3 ساعات كهرباء؟ حياتك تتوقف على تحويلة طبية؟ تسجيل ابنتك في الجامعة, أو ذهاب ابنك للمدرسة مرهون براتب لا تتلقاه؟ غسيل كليتك بدواء غير متوفر في المستشفى؟ جرعة الكيماوي الضرورية للتعامل مع الورم الذي ينهش معدتك او ثديك لم تصل من "الشق الآخر للوطن"؟أن ما أسماه منذ البداية ريتشارد فولك, مقرر الأمم المتحدة الخاص السابق لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة. "مقدمة لإبادة جماعية", وما أسماه المؤرخ إيلان بابيه "إبادة بطيئة" يمر مرور الكرام بعد 11 عاما؟ وما يقول عسكر إسرائيل أنه أسوأ وضع كارثي تمر به غزة, وأن اقتصادها انتقل من وضع "الصفر" إلى "ما تحت الصفر" لا يثير اهتمام من يجب أن يهتم. منذ البداية تم إطلاق عدة ألقاب على غزة: "شاربفيل 2008" تشبيها بالمجزرة التي ارتكبتها قوات نظام الأبارثهيد ضد محتجين سود في جنوب أفريقيا عام 1961, و لقب "جورنيكا القرن ال21," نسبة للقرية الأسبانية الني تمت إبادتها و خلدها الرسام العالمي بيكاسو!