نشر بتاريخ: 20/01/2018 ( آخر تحديث: 20/01/2018 الساعة: 10:23 )
الكاتب: ماجد سعيد
لم تكن القرارات التي خرجت عن اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية مفاجئة او خارجة عما تم تداوله وتوقعه مسبقا، ولم يفاجئ المجتمعون احدا لا داخليا ولا خارجيا، لكن ذلك لا يعني ان تلك القرارات ليست مهمة رغم خجلها وان حمل بعضها ضبابية لازمة.
صحيح انني اتفق مع من وصفها بقرارات الممكن في ظل الوضع الدولي الحالي، لكنها حملت الكثير من التحدي والتصميم والعزيمة، تحد لاميركا واسرائيل بتأكيد اللا الفلسطينية الرسمية والشعبية للقرارات الخاصة بالقدس وضم الضفة الغربية، وتصميم على مواصلة النضال باشكاله السياسية وغير السياسية ضد الاحتلال.
واذا ما استثنينا موضوع وقف التنسيق الامني مع اسرائيل الذي لا يحتاج سوى الامتناع عن التواصل بين الجانبين باجراء اشبه بكبسة زر، فان مجمل القرارات الاخرى تحتاج عملا متواصلا وحثيثا لانجازها، فالطريق وعر وصعب وقد يحتاج الى اعادة بناء تحالفات جديدة خاصة في ظل حالة الالتفاف الدولي حول الموقف الفلسطيني الرافض لقرار الرئيس الاميركي الخاص بالقدس.
هذه الحالة يجب على الفلسطينيين اغتنماها وتنميتها وعدم الاكتفاء بما جرى من تصويت والتفاخر باننا حصلنا على مئة وتسعة وعشرين صوتا مقابل حفنة من المعترضين، فهذا الاصطفاف الدولي ضد السياسة الاميركية يمكن الاستفادة منه والبناء عليه في الخطوات القادمة ليس في مجلس الامن فحسب وان استخدمت هناك واشنطن الفيتو الذي سيعريها اكثر، وانما في بناء التحالفات التي يمكن ان تساهم في توسيع دائرة مقاطعة اسرائيل وعزلها على المستوى الدولي، ولا نريد اكثر من ذلك فالجميع يعلم انه لن يتمكن احد من الخوض في ملف السلام مثلما تم التعامل مع الملف النووي الايراني كما يطلب الفلسطينيون فالامر ليس سيان.
على كل المجلس المركزي وعلى الرغم من اعلانه انتهاء صلاحية الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل الا انه لم يلغها صراحة وبالتالي فهو يحافظ على وجود السلطة الفلسطنية باعتبارها احد المكاسب السياسية الفلسطينية التي نقلت المواجهة مع الاحتلال بشقيها السياسي والشعبي وحتى المسلح مثلما جرى في انتفاضتي النفق والاقصى، الى ارض الوطن وانهت حالة اغترابها التي استمرت عقودا من الزمن.
لم يرد المجلس ان يقطع الخيط الرفيع المتبقي المرتبط بعملية السلام، حفاظا على الكينونة الفلسطينية وعدم الزج بها في دائرة التطرف والارهاب كما تحاول اسرائيل فعله، لكنه اي المجلس لم يتمكن من وضع استراتيجية واضحة بشأن تطبيق مجمل ما اتخذه من قرارات وهو ما يمكن ان يضعفه ويضعف النتائج المرجوة من تلك القرارات.