نشر بتاريخ: 24/01/2018 ( آخر تحديث: 24/01/2018 الساعة: 12:18 )
الكاتب: عوني المشني
هل فشلت امريكيا في لعب دور الوسيط ؟؟!!!
هل فشل حل الدولتين من حيث جوهره وفلسفته ؟؟!!!
هل فشلت حكومة اليمين الاسرائيلية في التقدم باتجاه السلام واختارت التوسع على حساب السلام ؟؟!!!
هل كل هؤلاء فشلوا معا ؟؟!!!
ونحن، نحن هل فشلنا ؟؟!!! هل نجحنا ؟؟!! ام اننا خارج الحسابات تماما ؟؟؟!!!!
بلغة سياسية جادة ومسئولة وبعيدة عن التدليس والمراوغة، وجب الحديث بصوت مسموع ولكن بدون صراخ، باحترام ولكن بدون مجاملة، بوضوح ولكن بدون تعميم. الذي فشل هو التالي
فشلت سياسة "إقناع امريكيا واسرائيل" بأننا "اولاد طيبون" ونستحق دولة !!!! سياسة عمل كل ما من شأنه إقناع امريكيا واسرائيل بأننا مؤهلين لنكون دولة فشلت بامتياز ، عملنا واجبنا بشكل جيد ومع ذلك اعطونا " بمبه " !!!! هذا يعني ان من لا يقبض الثمن سلفا لا يأخذه متأخرا !!!
فشلت سياسة " تسليم الأسلحة اولا ثم المفاوضات " من يتخلى عن نقاط قوته كعربون لمفاوضات لا يحصل على ما يريد ، المفاوضات هو تعبير عن ميزان قوى ، لماذا يعطونك شيئ ما دمت قد تخليت عن نقاط قوتك سلفا ؟!!!! في السياسة والتجارة والحياة ايضا لا تقدم شيئ مجانا ما دمت تفاوض من اجل الحصول على شيئ ، ابجديات علم التفاوض تقول هكذا ، لكن واضح اننا نجهل هذه الأبجديات رغم قناعتنا بان "الحياة مفاوضات " .
فشلت سياسة وضع كل البيض في سلة امريكيا ، امريكيا ليست قدرا لا مفر منه ، المراهنة على امريكيا ان تفرض دولة فلسطينية على الخارطة فشلت ، لا يوجد ما يضغط على امريكيا لتحقيق ذلك وامريكيا تتصرف اما وفق مصالحها او تحت ضغوط تفرض عليها ، لم يثبت ان مصلحتها لدينا ولم نوظف عوامل ضغط كافية فلم تعطينا ؟؟!!!! لم نقنعها ولن نقنعها بأن تضغط على اسرائيل .
فشلت سياسة حصر السياسة الفلسطينية في بعد واحد بأسلوب واحد ولهدف واحد وبنخبة واحدة ، سياسة استئثار ضيقة الأفق لا تعترف بالاخر ولا تقبل الشراكة وغير منفتحة على أفكار جديدة خلاقة ، سياسة عمياء بكماء صماء ، سياسة لعبة " الروليت الروسية " فشلت وخرجت الرصاصة في الرأس تماما . الخيار الواحد هو مغامرة غير محسوبة ، والاسلوب الواحد هو تخلي عن نقاط قوة ، السياسة الشاملة التي تبذر في كل مكان ممكن لتحصد في النهاية ما يحقق الهدف هي سياسة اكثر فعالية ، من " يأكل لوحده يزور " ، وإخراج الشركاء الوطنيين من دائرة القرار جعلنا نلعب لوحدنا في ملعب اكبر من طاقتنا ، هذه السياسة فشلت .
فشلت سياسة البدء من الحدود الدنيا والصعود للحدود العليا ، البدء بحكم اداري ذاتي والارتقاء لدولة كاملة السيادة مفهوم يتناقض مع ابسط مفاهيم علم التفاوض ، حتى بمفاوضات بين شخصين عاديين تبدأ المفاوضات بالحدود العليا ثم ينزل كل طرف سقفه ليصلوا الى اتفاق في منتصف الطريق ، هذا ليس معقدا للحد الذي لا تعلمه نخب المفاوضات ، ولكن العلم بالشئ لا يكفي ، ربما ان هناك ما تبرر به تلك النخب اسلوبها ولكن العلم ومنطق المفاوضات السليمة لا يبرر هذا .
في النهاية ما فشل هو استراتيجيتنا ، وما يحتاج الى تغيير ليس الوسيط ولا حكومة اليمين فحسب بل استراتيجيتنا بالأساس وربما القائمين عليها .