الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل سيولد كتاب وشعراء ومثقفون آخرون في الحقبة المقبلة؟

نشر بتاريخ: 06/02/2018 ( آخر تحديث: 06/02/2018 الساعة: 12:57 )

الكاتب: عبدالله قنديل

مدير الإعلام في مؤسسة القدس للثقافة والتراث - دمشق
لا يقتصر الوجود الفلسطيني على رقعة جغرافية اسمها فلسطين فقط، بل لابد من تحديات أخرى تواجه مستقبل الوجود الفلسطيني وخاصة بعد ما تم تداوله من الطروحات الاستسلامية التي يشارك في صناعتها للأسف أنظمة وكيانات سياسية عربية إلى جانب ما بات يعرف إعلامياً ( صفقة القرن )، مجمل هذه الطروحات الذي من شانها أن تنعي مستقبل الهوية الفلسطينية ووضع القضية من جديد تحت مقصلة التصفية...
من جانب آخر .. وهذا المهم .. كلنا يسمع اليوم في وسائل الإعلام عن الضغوط التي تتعرض لها الجهات والمؤسسات الفلسطينية وحتى اللاجئون الفلسطينيون ووكالة غوث اللاجئين الأونروا - من خطر الانتهاء والحل النهائي وغيرها.
والجديد ذكره تلك الضغوط التي تواجه المؤسسة التعليمية الفلسطينية والتي من شأنها تغيير محتمل في المناهج الفلسطينية على حساب مفردات وعبارات وقيم لطالما لازمت الفلسطيني أينما كان، طبعا هذه المفردات التي تتحدث عن العودة والقدس وتحرير فلسطين وزوال ( إسرائيل ) .. ووضعت جميعها أمام الفلسطيني سلةً واحدةً ليقبل بالحل الجديد مقابل التفكير في عودة الدعم الأمريكي والغربي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين الأنروا.
والسؤال هنا .. فيما لو تم ذلك .. كيف سيكون مستقبل الثقافة الفلسطينية المقبلة ؟ وما شكلها ؟ وهويتها ؟ وعن ماذا سيكتب الجيل الناشئ حينها ؟
جميعها أسئلة مطروحة بجدية لأن ذلك سيلازمه غياب للمنابر التي ستقبل بنشر ودعم مثل هذا النتاج الأدبي الداعي للصمود والمقاومة.
وطويلاً .. كانت الثقافة الفلسطينية والمثقف الفلسطيني صاحب القول الفصل في تنظيم وتحريك الجماهير وتوعيتهم لمخاطر ما قد يحدث ..وهذا موجود بلا ادنى شك ، لكن فيما لو تم التلاعب بالنظرية الفكرية التي داومنا على حبها وتنهجها كثيراً والتغني بالقصائد والكتابات الوطنية الفلسطينية صاحبة الأثر في الانتفاضتين وما قبل ..
ستكون المواجهة الكبرى حينها في كيفية صناعة المثقف الفلسطيني الذي لا يقبل بأنصاف الحلول والتسوية وغيرها ، كما لا يقبل أصلاً ببقاء الكيان الصهيوني جاثماً على أرض فلسطين .. كثيرون كانوا يركزون على ضرورة أن تكون البندقية مثقفة كي لا تتحول لقاطع طريق .. وآخرون ربطوا الوجود بالصمود والثقافة بالخلود ..
رسالتنا كمثقفين فلسطينيين امام العالم أن نبقى ما استطعنا فلسطينيين فاعلين في إنتاج وحفظ كل موروث أدبي وثقافي وتاريخي يرتقي بنا كفلسطينيين في المرحلة المقبلة ، ومواجهة كل المطبعيين والمتنازلين والجاهزين لإنهاء وجودنا التاريخي الحق ..
وهي دعوة هنا إلى كل الذين غادرونا إلى أصقاع الأرض أن يبقوا بالدرجة الأولى فلسطينيين متحدين كل أشكال الاندماج المجتمعي الغربي ، وزرع قصائد نوح إبراهيم ومعين بسيسو وتوفيق زياد وفدوى طوقان ودرويش وغيرهم ، وتحدي العمالقة غسان كنفاني وناجي العلي _ في نفوس أطفالنا الفلسطينيين لتبقى راية الثقافة الوطنية الفلسطينية موجودة ومرفوعة في محافل العالم اجمع ..
وكلنا امل ها هنا بضرورة ميلاد عشرات الكتاب والشعراء والمثقفون الفلسطينيون، كما نعلم ففلسطين ولادة ومحال أن ينتهي الليمون.