السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الضفة تتدهور بشكل خطير وكل الاحتمالات مفتوحة

نشر بتاريخ: 06/02/2018 ( آخر تحديث: 08/04/2019 الساعة: 22:52 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

صمدت جماهير الضفة الغربية ستة أسابيع وإلتزمت بالمقاومة الشعبية السلمية؛ حتى أن جميع الفصائل والتنظيمات والقوى إنضبطت لقرار المقاومة الشعبية ولم تشهر السلاح ولم تفجر الحافلات ولم تطلق الصواريخ ولم تسحب السيوف . بل إلتزمت بمسيرات الشموع وتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات .

ولكن الاحتلال خطط لتدمير المقاومة الشعبية فقتل ٢٦ فلسطينيا وأصاب سبعة آلاف واعتقل الفا في أقل من شهرين؛ قصف غزة وإعتقل الأطفال واغتال المقعدين وهدم المنازل وكثف الإجتياحات ونصب الحواجز . فأفسد على الفلسطينيين فرصة المقاومة السلمية الشعبية وزاد من الضغط الممنهج حتى خرجت خلايا غضب ونفذت عملية صرة وعملية الطعن في ارئيل وهكذا ...

بعد إغتيال الشهيد أحمد جرار .. لم تتوقف إسرائيل عن صب المزيد من الزيت على النار . فاقتحمت نابلس في ساعة الذروة ، وهدمت منازل وقتلت مدنيين وأصابت نحو سبعين مدنيا بالرصاص الحي .
لقد بدأت نابلس اليوم أول تجربة للعصيان المدني . ومن شاهد كيف خرجت المدينة تواجه الآليات العسكرية يعرف أن ما حدث اليوم ليس مجرد ردة فعل وإنما بداية مرحلة جديدة ، هي مرحلة العصيان الشعبي في مدن الضفة .
المدن الفلسطينية التي سلمت سلاحها للسلطة في العام 2005 مقابل وعد بوقف الإغتيالات والإجتياحات ؛ لم تحصل على الوعد . ولم تتوقف الإغتيالات ولم تتوقف الإقتحامات ولم يتوقف الاعتقال ولا الإستيطان ولم يتوقف عدوان اليهود على القدس وعلى المسجد الأقصى .
إن الوضع الراهن في الضفة الغربية يشكل منعطفا حادا . بين المقاومة الشعبية وعودة العمليات بكل قوة .
كما أن جيش الإحتلال وضع أجهزة الأمن الفلسطينية في وضع خطير وحساس ومحرج .
والأخطر من هذا كله هو سلوك وتصريحات ترامب ونائبه التي تسببت في إنسداد الأفق السياسي بشكل تام .
والطبيعة لا تقبل الفراغ .