السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قال لها صائب عريقات : إخرسي . ولكنها تواصل النباح

نشر بتاريخ: 20/02/2018 ( آخر تحديث: 20/02/2018 الساعة: 20:10 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

حين تولّت نيكي هايلي منصب ممثلة أمريكا في الأمم المتحدة قالت للصحافيين : هل تعلمون لماذا أرتدي الكعب العالي ؟ وأجابت هي على سؤالها : حتى أضرب أي أحد ينتقد اسرائيل بالكعب العالي . ومنذ ذلك الحين لم تضرب أحدا بالكعب العالي ، ولكنها تحوّلت الى مسخرة في عالم الدبلوماسيين ، وقد لاحظت أكثر من مرة أن السفراء العالميين والصحفيين يبدأون بالابتسام ثم تظهر أسنانهم من فرط الضحك . حين تمشي نيكي هايلي وهي تلبس الكعب العالي تتحوّل الى أضحوكة الامم المتحدة .
وفي ردها على كلمة الرئيس عباس أمام مجلس الأمن قالت أمام العالم : أنا اعرف أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات نصحني بأن أسكت ، ولكنني لن أقبل النصيحة وسوف أواصل الكلام .
تؤكد جلسة مجلسة الأمن في نيويورك ، أن الصراع لا يمكن أن يحل بالاتفاق ولا بالمفاوضات ولا بالجلوس على الطاولات ولا من خلال الحوار . وانما هو صراع وجود مستمر  . وأنه أحد مكونات الصراع البشري الموجود من مئة عام والذي سيستمر لمئة عام اخرى على الاقل .
الخطاب الحزين الذي ألقاه الرئيس ، لم يؤثر في ممثل إسرائيل ولا في ممثلة أمريكا ، فقد كان هذين المجرمين ، مستعدان للهجوم عليه ومهاجمته وإدارة الظهر لحقوق الشعب الفلسطيني ، ومواصلة التنكر للتاريخ وللجغرافيا وللدين وللاخلاق .
لقد تحوّلت جلسة مجلس الأمن الى شجار دبلوماسي أمام العالم ، حيث فشلت الإدارة الامريكية في الضغط على الفلسطينيين للتراجع عن موقف الرفض للرعاية الامريكية ورفض تهويد القدس . ولأن الاستعمار الامريكي والاحتلال الصهيوني لا يفهم البعد التاريخي لحقوق الشعب الفلسطيني ، فانهم لا يدركون حتى الان أبعاد الخطاب على الواقع الحقيقي في الأرض المحتلة وللاجيال العربية القادمة .
ان نصيحة صائب عريقات لنيكي هايلي كانت في محلها . لان كل كلمة تقولها هايلي سوف تتسبب في قتل يهودي خارج أو داخل فلسطين ، وسوف تزرع الكراهية لعشرات السنين في قلوب الشباب العرب والمسلمين .
لقد أثبتت كلمة ممثل الاحتلال داني دنون ، وكلمة ممثلة أمريكا . ان السلام مستحيل مع إدارة ترامب وحكومة نفتالي بينيت ( هو رئيس الوزراء الفعلي لاسرائيل ) . وان باب الكراهية يفتح كل يوم بمقاييس جديدة ضد اليهود المستعمرين لفلسطين .

 ربما لن تقع حرب ، وربما لن تنفجر حافلات في تل أبيب ، ولكن العالم سيحتاج الى تريليونات الدولارات وعشرات السنوات والاف العقول ومليارات ساعات العمل من اجل وقف الكراهية التي زرعتها نيكي هايلي .