الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر لغزة والمستفيد (إسرائيل)!!

نشر بتاريخ: 18/03/2018 ( آخر تحديث: 18/03/2018 الساعة: 21:47 )

الكاتب: عماد الإفرنجي

دموع التماسيح التي ذرفتها الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي في المؤتمر الذي عقداه الثلاثاء الماضي في البيت الأبيض حول "الأزمة الإنسانية في غزة " لم ولن تخدع شعبنا الفلسطيني، فهما سبب آلام ودمار غزة. ما حدث تزييف للحقائق وتضليل للرأي العام العالمي عن مسؤوليتهما المباشرة عن قتل وحصار مليوني فلسطيني.
التظاهر الأمريكي بالحرص على غزة وحل أزمتها كذب وتدليس ، ومحاولة مكشوفة لتمرير صفقة ترامب التصفوية للقضية الفلسطينية من البوابة الإنسانية ، ومن عمق جراح غزة هو من اعتبر القدس عاصمة لإسرائيل ، ومن يقطع تمويل الأونروا ، ويوفر الغطاء لكل جرائم الاستيطان والارهاب في الضفة وتحويلها إلى كانتونات معزولة وبسط السيادة الإسرائيلية عليها، وهو أيضا من يدعم شن الحروب على غزة وقتل أبنائها .
مؤتمر النواح الأمريكي - الذي يتحدث عن تخفيف وليس إنهاء معاناة غزة - لن يجبر غزة على التراجع عن ثوابت وحقوق شعبنا، فقد فقدت أمريكا مصداقيتها حتى أمام من صدقوا وهم التسوية والرعاية الأمريكية لما تسمى عملية السلام ، ما يجري هو فقط لإنقاذ "إسرائيل" من تداعيات الانفجار القادم للغزيين ضد منظومة المحاصرين بعدما وصلت أوضاعها الكارثية إلى ما لا يمكن أن يتحمله بشر !!.
مؤتمرهم المزعوم استغلال لأوضاع غزة الجريح وابتزاز سياسي ضد الفلسطينيين بهدف تمرير المخطط الأمريكي الجديد ، وإسرائيل أكبر الرابحين من المؤتمر عبر تجميل وجهها القبيح وتصويرها الحريصة على أهل غزة ، وتحقيقها خطوات في مسار التطبيع مع دول عربية ، وصفعة من تلك الدول للسلطة الفلسطينية ،إضافة الى أن المساعدات التي وعدوا بها غزة - إن وصلت - سيمر معظمها من خلال اسرائيل التي ستراقبها وتمرر ما يخدم مصالحها وتستفيد منه اقتصادياً .
غزة لا تريد منكم مؤتمرات دعائية ، ارفعوا الحصار الظالم عنها وامنعوا الحروب عليها ، حينها غزة لا تريد منكم اغاثة أو مساعدات ، غزة ليست قضية انسانية فقط ، بل أساسها قضية سياسية وحقوق وثوابت وأرض ووطن وشعب ، والحل فقط بإنهاء الاحتلال وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ، ووقف الدعم الأمريكي السياسي والعسكري والمالي لإسرائيل وعدم حمايتها أمام المجتمع الدولي أو منع ملاحقتها القانونية .
أحسنت السلطة الفلسطينية بمقاطعة مؤتمر النواح والكذب ، لكنها لم تتقدم سنتيمتر واحداً لإنهاء معاناة غزة إنما تعمق أزماتها بعقوبات انتقامية تصل إلى حد الفضيحة الوطنية . يجب على السلطة الرد بخطوات عملية تبدأ بتعزيز المصالحة والشراكة الوطنية وإلغاء العقوبات الانتقامية بحق غزة من أجل مواجهة صفقة ترامب صفا فلسطينيا واحداً ، والمضي قدماً للنهوض بالمشروع الوطني الفلسطيني نحو التحرير والاستقلال .