نشر بتاريخ: 24/03/2018 ( آخر تحديث: 24/03/2018 الساعة: 13:17 )
الكاتب: نائل أبو مروان
لا شيء مستحيلاً في المعارك والصراع واعادة الهيكله لظروف الزمان والمكان والتغيير في الاستراتيجيه في طرق المقاومه ع بما يتناسب المرحله .. فلسطين ما تزال محتلة، واسرائيل هي دولة الاحتلال العسكري المسؤوله بأمر عسكري وما زال الحاكم العسكري يصدر أوامر عسكرية حتى يومنا هذا ولم يتوقف عن إصدار أوامر عسكرية في الضفة وكذلك غزه ..
اسرائيل التي أعلنت الحصار وهي التي تمارسه، وترتكب ابشع انواع الحصار ..من الناحيه القانونية مقاومة الاحتلال حق للشعوب التي تقع تحت الاحتلال وهو حق أقرته المواثيق الدولية والأعراف الدولية ليس فقط المواثيق وليس فقط قرارات الجمعية العامة إنما أقروا قبل ذلك في اتفاقيات لاهاي في 1899 وفي 1907 فالمقاومة حق مشروع بالمطلق.
وفق القانون الدولي ما يقوم به المقاومون الفلسطينيون في الضفه او غزه هو رد فعل على الاحتلال هو نوع من المقاومة وهو حق مشروع ولا يعتبر ارهاب في القانون الدولي حتى لو انسحبت اسرائيل من غزه هي لم تنسحب بل اعادة انسحاب وانتشار لقواتها فقط وما زالت تحكم غزه بأمر عسكري تحكم وتحاصر , بل هذا الانتشار جعلها تستخدم القوه المفرطه ضد المدنيين ما تطلقه إسرائيل من صواريخ من الأباتشي أو من طائرات لم يحدث في تاريخ هذه البشرية لقد قامت دولة الاحتلال بقصف الشعب الواقع تحت احتلالها بطائرات وصواريخ، ، ما يجري في غزة قصف يومي تقريبا، استخدام السلاح الجوي في العمليات يشكل جريمة حرب..
استخدام الصواريخ حين تضرب منطقة سكنية لا تستطيع أن تقول إنني أستهدف فردا أو أستهدف مجموعة أفراد منطقة سكنية فأنت تستهدف مدنيين لا علاقة لهم بالنزاع فأنت تقوم بعملية ارتكاب جريمة مروعة وهذا ما جرى في كثير من الحالات .فجريمة الإبادة الجماعية هي جريمة دولية وردت في البند الأول من المادة الخامسة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والمادة السادسة من ذات القانون، وهي جريمة ترتكب "بقصد إهلاك جماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية، بصفتها هذه، إهلاكا كلياً أو جزئياً" ومن صورها "إخضاع الجماعة عمداً لأحوال معيشية يقصد بها إهلاكها الفعلي كلياً أو جزئيا" المادة (ج/6) وهو ما رمى إليه حصار غزه حيث توفي العشرات نتيجة نقص الدواء وضعف الإمكانات العلاجية وإغلاق المعابر ، ويعد هذا جريمة إبادة جماعية "قتل أفراد الجماعة" وهذا الحصار ضد شعب محتل يواجه الفقر و المجاعة و البٶس و الحرمان، والموت .
وتزداد حالته سوءا عام بعد عام بحيث صارت معالم البٶس و الحرمان تتجلى بصورة واضحة في الشارع الفلسطيني و يمکن لمسها بکل جلاء وقوه في غزه .في ظل هذه الاوضاع المزرية، و المعاناة الاستثنائية لأهل غزه ، هذا الامر قد يغير معالم التكتيك في الصراع ويؤدي الى تحرك شعبي.. الوضع الانساني والاقتصادي في غزه صعب جدا جدا هذا الامر قد يعمل على تغيير الاستراتيجيه واتخاذ الشعب بيده قرار مصيره ويؤدي الى اندفاع مئات الاف البشر من الغزيين الى الحدود طلب للحياه قد يضع اسرائيل أمام خياران قتل الاف البشر وهذا مستحيل.او قتل بعض الاشخاص وفي النهايه ستجد اسرائيل أن المدن القريبه من غلاف غزه يجتاحها مئات الاف البشر .. ما تخشاه اسرائيل منذ قيامها قد يحققه أهل غزه واذا حدث لن تكون غزه لوحدها قد تتفاجأ اسرائيل باندفاع مئات الاف الاجئين من الضفه الى حدود 76 .. قد يخلق معادله لم تعرفها اسرائيل من قبل ..
فك الحصار عن غزه مصلحه عالميه واقليميه لان هذا الامر سيجر الى اشياء لم تكن في الحسبان من قبل وليس لها حل .. حتى لو قتلت اسرائيل الحشود سيتم ضبط النفس عند المقاومه وعدم الانجرار لحرب ..حتى تظهر اسرائيل أمام العالم انها تقتل شعب مسالم واطفال ونساء وشيوخ واناس مدنيين . مما يؤدي الى اندلاع ومواجهات قد تطال جميع الانظمه العربيه والاسلاميه .. ولن تقدر الانظمه على الصمود امام مد جماهيري عربي في الدفاع عن شعب عربي فلسطيني وستكون الاردن اول الدول بعد الضفه وكذلك لبنان في اندفاع جماهيري نحو الحدود وو الخ..الوضع بمجمله صعب وعلى العالم ادراك أن حصار وتجويع شعب سيؤدي الى أمور مرعبه . واسرائيل أول من ستدفع الثمن في استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني وعلى غزه .
ليس في مقدورها الحرب ولا أحد يحب الحرب ولا في مقدورها أن تواجه شعب جائع يموت كل يوم اما نقص دواء او ماء او غذاء . أعتقد هناك مواجه قادمه ستكون الاكثر رعبا.