نشر بتاريخ: 25/03/2018 ( آخر تحديث: 25/03/2018 الساعة: 12:38 )
الكاتب: رامي مهداوي
افتتح مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية يوم الاربعاء الماضي اعمال مؤتمر مراجعة استراتيجيات الحركة الوطنية الفلسطينية خلال مئة عام ” أين أخطأنا وأين أصبنا” بمقر المقاطعة في رام الله، بمشاركة نخبة من صناع القرار، الخبراء، السياسيين، الأكاديميين، وقادة الرأي العام.
حيث تم تقديم 30 ورقة من خلال خمسة محاور رئيسية ضمن العناوين التالية: واقع الحركة الوطنية في الثلاثينات والاربعينات من القرن الماضي، وواقع الاستراتيجية بعد النكبة وحتى 1993، والأداء عقب اتفاق أوسلو والمفاوضات وما بعدها، ومراجعة استراتيجيات انهاء الانقسام، استراتيجية التوجه المستقبلي.
وهنا كلمة حق يجب أن تُقال قبل البدء في صُلب المقال، بأن تجميع هذا الكم من القيادات الفلسطينية على اختلاف مشاربهم الفكرية والحزبية لمدة يومين لهو أمر يُسجل للمركز وخصوصاً بأنهم جاؤا من أماكن جغرافية مختلفة، لهذا كنت أتمنى أن يكون المؤتمر بعنوان "أين أخطأتم؟ وأين أصبتم؟" وأن تستمع القيادة لأصوات غير أصواتها، وكأنهم يدافعون عن بعضهم البعض.
لا يعقل أن يلعب صانع القرار دور المحلل السياسي أو الأكاديمي، لا يعقل أن يكون لسان من كان ومازال يجلس على مقعد المسؤول أن يتحدث بلسان المواطن العادي!! لا يعقل أن تكون كلمات من يحمل ملف سياسي ما مثل كلمات لاعب النرد في المقهى، وحتى أكون صريحاً هناك أحاديث في المقاهي متطورة أكثر من الصالونات السياسية والندوات، بسبب الفضاء الفكري المفتوح دون رقيب أو حسيب!!
خلال حضوري للجلسة الثالثة "مراجعة الأداء في مرحلة اتفاق أوسلو والمفاوضات وما بعدها" وبعد الإستماع الى المتحدثين الذين كان وما زال لهم تواجد في المفاوضات أمثال د. حنان عشراوي و د. نبيل شعث، وغيرهم؛ طالبت من د. محمد اشتية رئيس مجلس ادارة مركز الأبحاث؛ أن يكون عنوان المؤتمر القادم هو أين أخطأتم؟ وأين أصبتم؟ بحضور القيادات المختلفة كمشاركين وليس كمقدمين أوراق.
وأنا على يقيين بأن ما سيطرح سيكون مختلف؛ لسبب بسيط وهو أن من هو في المطبخ السياسي لن يتحدث عن طبيخه إلاّ بما هو يراه ويتذوقه ليصف لنا مهارته بأجمل وأسحر الكلمات، لكن من هم خارج المطبخ يتذوقون ويشاهدون ويلامسون الواقع بشكل مختلف كلياً، ولهم الحق في التعبير عن ما يتم طبخه لأنهم هم من سيأكلونه اولاً وأخيراً!!
وهنا أضع هذه النصيحة لله وللوطن، بأن على مراكز الأبحاث والدراسات والمؤسسات التي تعنى بالشؤون السياساتية في شتى المجالات، أن تقوم بتغيير شكل أنشطتها التقليدية وأدواتها وطرق طرحها للقضايا، بحيث أن تقول للمسؤول بأن المطلوب منك هو الجلوس بين المواطنين والإستماع لهم في أين أخطأتم وأين أصبتم؟ مع الحفاظ بحقكم بالرد إن أردتم.