الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسرى الفلسطينيين كقوة تحرير وبناء

نشر بتاريخ: 25/03/2018 ( آخر تحديث: 25/03/2018 الساعة: 12:44 )

الكاتب: ناصر دمج

الاهتمام الفردي والجماعي من قبل سكان هذا الكوكب، بحالته التي سيصبح عليها جراء التغييرات المناخية المضطربة في داخله، أمر ينذر بزوال جميع الأوطان، بعد غرقها بالمياه، وهذا الأمر يجعلنا نشارك العالم القلق نفسه على مصير وطننا (فلسطين)؛ رغم الالتباس الشديد المحيط بهذا الموقف، وهو الذي يتضمن ربما زوال إسرائيل من الوجود، لكنه لن يبقينا أيضاً.
يعني ذلك، أن مشاركة العالم مساعيه لإنقاذ الأرض أم الأوطان كافة، ينبع من إيماني الشديد بأن مصير إسرائيل يقرره قانون الصراع بين الحق والباطل والشر والخير، وهو الذي حدد بسيفه القاطع مصير الفاتحين الذين عبروا هذه الديار، وهم بلا أي أثر لكن فلسطين موجودة كما خلقت في المرة الأولى.
إن مساهمة الشعب الفلسطيني (رسميا وشعبياً) في الجهد العالمي المبذول للحد من الاحتباس الحراري، وتخفيض درجة حرارة الأرض، والتصدي للتصحر الآخذ في الاتساع وتنظيف البحار والمحيطات من مخلفات الإنسان وقذاراته، يعكس من وجهة نظري مستوى الالتزام الفلسطيني بالخطاب الإنساني المكرس لحماية الجنس البشري من الانقراض، ويقدم للعالم إضاءة ساطعة على حسن التفكير الفلسطيني بالمشكلات الكونية التي تُجمع الإنسانية على ضرورة حلها، وهي مشكلات ناصيتها بيد خالق هذا الجنس؛ لكنه سمح لنا السير في الأرض والبحث عن سبل النجاة والفرار من أمام المخاطر.
أنا مدرك بأن هذه المشاركة تحتاج لوعي عميق ونظرة ثاقبة للإلمام بخلفيات الدور وتحديد المطلوب لبدء العمل، لهذا عنونت هذه المقالة بــ (الأسرى، كقوة تحرير وبناء) لأنهم يمتلكون من المهارات الريادية الكافية لهضم الفكرة، ويمتلكون الدافعية المساعدة للمشاركة في هذا الجهد من خلال مشروعات عمل خلاقة تسهم فعلياً في انقاض الأرض من المخاطر المحدقة بها، كما يمنحهم فرصة انتاج وعرض أفكار صافية عن مضمون كفاحهم االوطني والإنساني البديع؛ الذي تبذل ضده جهود كبيرة لتشويهه ورميه بتهم باطلة.
ما الذي يمكننا عمله ؟
زراعة الأشجار المثمرة والحرجية في مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المهددة بالمصادرة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، سيسهم في تحقيق العديد من الأغراض ذات المرمى الوطني التنموي والغلاف البيئي العالمي، وهما:
الهدف الأول:
زراعة وتشجير المناطق الخالية من الأشجار (جبال هضاب وديان) وزراعتها بالأشجار المثمرة التي من شأنها الإسهام في تخضير الاقتصاد الفلسطيني، وتوفير مصادر غذاء مجانية، خلال الكوارث الطبيعة والحروب.
الهدف الثاني:
المساهمة في تخفيض درجة حرارة الأرض، لأن كل (100 هكتار) من الأراضي المشجرة يسهم في تخفيض درجة حرارة الأرض بمقدار 1%، وفقا لأرقام منتدى باريس الكوني لتخفيض دراجة حرارة الأرض.
خلاصة:
إذن، نحن أمام دعوة عامة للمشاركة في هذا الجهد، لإثراءه بالنقاش المنتج والبناء، وايجاد الصيغ التطبيقة الملائة لبدء العمل، بمبادرة الأسرى المحررون (كقوة تحرير وبناء) ومشاركة جهات الاختصاص الوطنية والعربية والدولية.