نشر بتاريخ: 28/03/2018 ( آخر تحديث: 28/03/2018 الساعة: 11:17 )
الكاتب: المحامي سمير دويكات
ربما ظن الامريكان والاسرائيليون ان حكاية الشعب الفلسطيني وقضيته سهلة العبث او يمكن اتخاذ قرارات لا معنى لها وتمر مرور الكرام، لكنهم كما البعض لم يقرأوا التاريخ جيدا ولم يستفيدوا من دروس الماضي، وان الامريكي الذي يجلس في مكتبه البيضاوي ربما يستمتع في كأس شرابه وهو يضطهد حقوق الناس في الشرق، وربما استمتع الصهاينة بما تجرأ عليه الامريكي في منح ما لا يحق له لمن لا يستحق، وقد نسوا مفاهيم التاريخ وقوانينه وان حق العودة الفلسطيني كباقي الحقوق الفلسطينية ان كانت لا تساوي لهم شيئا فانها لنا حياة وحياة وحياة.
وتسميته بقانون العودة لنبين ان هذا القانون هو اسمى من الدستور لدينا وهي يضمن في طياته مفاهيم لا يمكن تجاوزها من اي احد، وخاصة في ظل انسداد بعض الافاق التي كان يمكن من خلالها التبريد على الناس وخاصة ما يتعلق بامكانية السلام وان كان من اولها صوري وارادوه فقط ليجبر لهم وضعهم ويتركوا لنا فتات الامور، فحق العودة ينسجم تماما مع كل الاتفاقيات الدولية وحقوق الانسان وميثاق الامم المتحدة، وهو حق شخصي لكل مواطن فلسطيني خرج غصبا من دياره ولابناءه واحفاده من بعده وفق الاتفاقيات الخاصة باللاجئين والحق الطبيعي للانسان ايمنا وجد.
بالتالي فان هذا الحق الذي هو اساس باقي الحقوق الفلسطينية لا يمكن ان يتم طمسه او تجاهله مهما مر من وقت او زمان ويبقى خالد في ذاكرة الزمن الى ان ياتي اليوم الذي يعود فيه الناس الى ديارهم.
ان الدعوات التي تعالت لمسيرة حق العودة الى الديار والتي برزت خاصة في غزة في يوم الارض القادم لهي دليل قاطع على ان الانسان الفلسطيني ماض نحو حقوقه التاريخية وان اسرائيل تعلم كل العلم ان هذه الحقوق هي مصير وحياة للناس وبالتالي بدا الاسرائيليون في التحسب لها وان ضيق الامر على الناس يكون لهم محفزا للعودة ولو مشيا على الاقدام وهي امور لا يمكن وقفها من قبل اعتى جيوش العالم وخاصة عندما يتم الحديث عن ملايين الناس وان اسرائيل بسياسييها عليهم الاستعداد لما هو اسوا وما هو حق للفلسطينيين وان ترامب الرئيس الامريكي قد اشعل النيران ولن يطفئها احد الا بحقوق فلسطينية مستجابة.
لقد حذرهم كافة الكتاب من العبث بالحقوق الفلسطينية منذ سنين طوال، وقيل لهم ان الزمان ان كان لكم طوق نجاة فلن يكون حتى النهاية وان عامل السكان عبر عامل الزمن سيكون حلا مرضيا للفلسطينيين للعودة الى ديارهم وان اسرائيل لن تستطيع صد اي هجوم او تقدم بشري فلسطيني.
لكن يبقى على المواقف العربية والفلسطينية الرسمية ان تستغل الامر وليس فقط ان تتفرج واحذرهم من العبث بتوجهات الفلسطينيين نحو حقوقهم حفاظا على كراسي الحكم لان الامر اصبح على شفا هاوية حقوقية وانسانية وخاصة في غزة، وعليهم ان يعلموا ان الامر ان لم يكن ضد الاحتلال سيعود اليهم بربيع مزهر.