السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة فوق الأرض وإسرائيل في الأنفاق

نشر بتاريخ: 30/03/2018 ( آخر تحديث: 30/03/2018 الساعة: 13:34 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

جهد الإعلام الصهيوني ليقدّم قطاع غزة للعالم، على أنه شبكة أنفاق للسلاح والصواريخ تحت الأرض. وعلى هذا الأساس سمح لنفسه بالتعامل مع مدن القطاع كميدان حرب يجوز قصفه وضربه في كل يوم.
اليوم نجح الأهل في غزة في إعادة الامور الى نصابها الطبيعي. غزة فوق الأرض، غزة السكان والأحلام والأماني والرؤى والإبتسامات. غزة الشباب والصبايا والنساء والأطفال والرجال والشيوخ في كل الفيافي والشروخ. غزة الأمل والعمل. غزة فوق الأرض وغزة السكان والإنسان.
غزة ليست بيادق على رقعة الشطرنج تموت من أجل الملوك. وانما غزة هي "الملك" الذي لا يخلع تاجه للصعاليك، ولا يسقط صولجانه لقطاع الطرق وعصابات تل أبيب. غزة "العابدين" وليسوا "العبيد"، غزة النفوس الطاهرة والكرامات الطيبة تطالب بحقها في الحياة.
كم حرب شنّها اللصوص على غزة، سرقوا لقمة العيش من أطفالها، سرقوا حليبها، وسرقوا دواءها وحاصروها وأغلقوا بواباتها. لكنها لم تنكسر. بينما إسرائيل تسارع للشكوى لمجلس الأمن بأن مسيرة حق العودة في غزة تهدد وجودها. وهذا صحيح تماما.
نعم إن غزة تهدد وجود إسرائيل، ويطا تهدد وجود إسرائيل. والدهيشة تهدد وجود إسرائيل. وبلاطة وجنين والأمعري والعروب والفوار والعين وعايدة والعزة والجلزون والوحدات والبقعة وجرش وشاتيلا وصبرا وعين الحلوة واليرموك و... جميع مخيمات اللاجئين تهدد وجود اسرائيل وستبقى تهدد وجود هذه المستعمرة.لأنها سفن العودة الى عكا وحيفا ويافا والقدس وصفد وطبريا.
عشرات الاف الفلسطينيين من غزة يرفعون علم فلسطين، يهددون وجود الظلم والطغيان والإحتلال. طبعا يهددون وجود الشيطان الصغير. وهذا هو الرد على "ابن الكلب فريدمان" وهذا هو الرد على صفقة العصر، وعلى اللئيم بولتون الذي دخل البيت الأبيض مؤخرا.
راهن الأعداء على تمرير صفقة العصر وأن غزة ستبكي وتطلب العفو .. ولكنها نهضت تغني، لا صواريخ ولا رصاص، نهضت ترقص وتغني فإستنفر الاحتلال وأجتمع الكابينيت مرتين، يخطط ويفكر كيف يمكن أن يمنعها من الفرح والغناء 
شكرا غزة .. شكرا أيها الشعب الكريم، شكرا يا سادة العصر، شكرا يا ملوك السياسة، شكرا يا أساتذة النضال، شكرا يا مشعل الأمل، شكرا يا بيت الكرم والنخوة. شكرا لكم لأنكم الأفضل والأقوى والأكثر حرصا على القدس وعلى فلسطين.
غزة فوق الأرض .. وليختبئ الارهابيون الصهاينة في الانفاق وتحت الأرض وفي بئر وزارة ليبرمان في تل أبيب.
مات الكلام .. وعاشت غزة.