الأربعاء: 08/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

(حماس) للمقاومة الشعبية

نشر بتاريخ: 13/04/2018 ( آخر تحديث: 13/04/2018 الساعة: 09:40 )

الكاتب: ماهر حسين

عندما كنا نتناول أطراف الحديث والنقاشات عن التجارب الثورية في العالم لتدارسها والإستفادة من تجربتهــــا وخلال أي حديث أو لقاء يتواجد فيه أخوه من أتباع حماس وأنصارها كان الرد الفوري الموحد والعاجل جدا من أتباع حمـــاس هو لماذا لا نأخذ التجربة الإسلامية؟؟؟ ولماذا لا نتعلم من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟؟ لماذا تريد الحديث عن كوبا وفيتنام والصين ؟؟؟؟ما فائدة الحديث عن جنوب أفريقيا ؟؟؟؟ماذا نستفيد من تجربة غاندي ؟؟؟ وطبعا كان يواكب النقاشات الرفض المطلق للحديث عن عروبة فلسطين ففلسطين قضية إسلامية وأهمية فلسطين بالنسبة لهم نابعة من إسلاميتهـــا .
كنا وما زلنا نتحاور ونناقش الكثير من الأفكار فنترك أثر فيمن يرغب بالتفكر والتفكير ويزداد تعصب وتشنج البعض ممن يرفض التفكير.
ودوما من على قاعدة ضرورة الإستماع فإنني أستفيد من الأفكار المطروحة وأتعلم منها الكثير .
كنا نستمع الى مفاهيم غريبة وبل شاذه أحيانا من قبل الأخوة في حمــاس وبقى واحد من أكثرها غرابة لي رفض التظاهر في يوم الأرض وتعارض الديمقراطية مع الدين وكانت الإشكالية الأهم شك أتباع حمــاس الدائم في إختيارات الشعب فماذا لو أختار الشعب شيوعي أو نصراني أو إمرأه لرئاسة الدولة مثلا.
وكل ذلك على حد زعم حماس غير جائز.
بالنسبة لي حمـــاس تنقلب دوما على أفكارهـــا ومواقفها وتفسيراتهــا فحماس حركة تستغل الدين الإسلامي لتبرير مواقفها وتحالفتها وفي نفس الوقت حمــاس تقوم ببناء ولاء أتباعها على قاعدة عدم التفكير ومنع الإجتهاد إلا لمن رحم ربي منهم.
اليوم سأتحدث عن التحولات غير الواضحه والخادعة في حمـــاس وعن محاولة إظهار حماس لنفسها بإعتبارها تنتهج نهج المقاومة السلمية الشعبية مستغلة تجاوز الشعب الفلسطيني لحمـــاس الحاكمة لغزة بالأمر الواقع في مسيرات العودة حيث أن هذه المسيرات مبادرات شبابية .
إن ما تقوم به حماس من محاولات إظهار سلميتها مناقض تماما لكل ما تؤمن به قيادة حمـــاس بل أن حماس كانت تهاجم هذا المشروع والأسلوب النضالي وكانت تعتبره شكل من أشكال الخيانه والتفريط.
الأن السنوار وهنيه يؤكدوا على أهمية المقاومة الشعبية السلمية وهذا فقط في محاولة منهم لإدارة التحرك السلمي الشعبي في غزة والصعود على أكتاف المتظاهرين هناك لتعود حمــاس في موقع النضال البعيدة عنه تماما فهي الحافظة لحدود غزة وللهدنة مع الإحتلال بشكل فاق قدرة السلطة الوطنية أثناء وجودهــا في غزة .
مواقف حماس الداعية لسلمية المظاهرات في غزة مجرد خداع وأكرر الكلمة بلا تردد مجرد خداع بل خداع رخيص من قبل قيادة حمـــاس ليظهروا بأنهم قادة المقاومة الشعبية في غزة والكل يعلم بعدم صحة ذلك.
حماس فشلت في إدارة القطاع ودمرت القطاع ودمرت حياة أهل القطاع بحروبها الخاسرة وتريد الان الظهور بثوب جديد.
بالمحصلة المقاومة الشعبية السلمية هو الوسيلة التي أعتمدتهـــا حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) من سنوات للتعامل مع المحتل وهي جزء من البرنامج النضالي المعتمد في المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني(فتح) وهي جزء من رؤية القيادة والرئيس محمود عباس للتعامل مع المرحلة وبالنسبة لي هو الطريق الذي أثبت جدواه بتجنيب شعبنا خسائر مادية وبشرية ودمار للمؤسسات وللبنية التحتية وبنفس الوقت الثبات على الأرض والثبات على المبادئ بلا تردد ولا يمكن تجاوز موقف قيادتنا المشروف والوطني من تحركات الولايات المتحدة الأمريكية للتعامل مع ما يسمى صفقة القرن .
بالمحصلة محاولات قادة حماس للظهور باعتبارهم قادة حركة سلمية مناهضه للإحتلال هو بعيد كل البعد عن أفكار حمـــاس وهي مجرد محاولة لإستخدام مسيرات العودة للحصول على تعاطف دولي.
الحل الحقيقي لحمـاس لكي تكون مقبولة دوليا وعربيا وفلسطينيا هو تسليم القطاع فورا للسلطة الشرعية وطلب المشاركة في المجلس الوطني الفلسطيني وإعلان إلتزامها ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية بدلا من هذه الكوميديا السوداء المضحكة المبكية التي جعلت هنيه يظهر ومن خلفه صورة غاندي .