نشر بتاريخ: 03/05/2018 ( آخر تحديث: 03/05/2018 الساعة: 13:02 )
الكاتب: خالد السباتين
بدأ العد التنازلي وبدأت مرحلة حبس الأنفاس، عواصم العالم تراقب الأوضاع عن كثب، الاتحاد الأوروبي يطالب بعدم التصعيد، صنّاع القرار في العالم بدأوا بوضع السيناريوهات المستقبلية المحتملة، بوتين يعطي أوامره لرسم خرائط جديدة للشرق الأوسط، ايران ترفض اللعب بالإتفاق النووي أو التغيير عليه، مسيرات العودة تتفاقم والفصائل تتطالب بتوسيع دائرة المشاركة والتأكيد على سلميّتها، الشارع الفلسطيني يغلي، والغضب الشعبي في حالة تصاعد مستمر، أهالي القدس يتجهزون لإستقبال رمضان وتجهيز باحات المسجد للصلاة، نتنياهو يستعد لاستقبال الحدث الأبرز وهو نقل السفارة الأمريكية الى القدس، ترامب يتجهز لحضور الافتتاح بنفسه أو ربما بإرسال صهره كوشنير وابنته لحضور الافتتاح، خمسة عشر يوماً تفصلنا عن انفجار الأوضاع، خمسة عشر يوماً تفصلنا عن خروج الأمور عن السيطرة، خمسة عشر يوماً قد تفتح أبواب للصراع الى ما لا نهاية ولكنها قد تغلق أمام اسرائيل والولايات المتحدة فكرة العبث بالقدس والمقدسات وقضايا الحل النهائي.
قد يغيّر حدث نقل السفارة الأمريكية شكل الخرائط السياسية في المنطقة وقد يغيّر إتفاق إيران النووي شكل التحالفات الإقليمية والدولية، الرئيس ترامب الذي يعنيه أمن اسرائيل أكثر من أمن بلاده والذي حرص وما زال يحرص على أن يكون فريق عمله موالِ لإسرائيل حتى النخاع والذي جعل من البيت الأبيض كنيست آخر ناطق بالعبرية يدافعون عن اسرائيل وجرائمها وممارساتها غير الاخلاقية باستخدام سياسة الابتزاز الرخيصة وفرض التهديدات على كل من يقف ضد سياسية اسرائيل وبطشها.
تحاول الولايات المتحدة الأمريكية استخدام اسلوب المال الرخيص كبوابة عبور لصفقة القرن والصمت عن الجرم الذي ارتكبته بحق الفلسطينيين لإعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل وفي المقابل تطالب الفلسطينيين بالعودة الى المفاوضات للعمل على ايجاد وتحقيق فرص السلام بينهم وبين الاسرائيليين متجاهلين أن أصل الصراع هو القدس وقضية اللاجئين وحق العودة الذي يحاولون انكاره بالإضافة الى قطع المساعدات عن الأونروا وتجفيف مواردها مما يقوّض فرص عملية السلام ويعقّد الأمور أكثر فأكثر ويطيل عمر الصراع حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وزير الخارجية الأمريكي بومبيو الذي عيّن مؤخراً قد زار السعودية ومن بعدها توجه الى اسرائيل والحديث هنا كان أو النقطة الأساسية التي دار النقاش حولها هو ايران والاتفاق النووي الذي تسعى الولايات المتحدة للخلاص منه ومن استحقاقاته أو اجراء تعديل جوهري على حد قولهم على هذا الاتفاق مما قد يحدث حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، بالإضافة الى أنه أكد على نقل السفارة الأمريكية في موعدها ولم يتطرق الى عواقب تلك الخطوة وما سيحدث بعد ذلك إذا لم تتراجع الولايات المتحدة عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده اليها، وبعد انتهاء جولته من اسرائيل توجه الى الاردن واجتمع بوزير الخارجية لمناقشة القضايا المشتركة وتم التباحث في كيفية تحريك عملية عملية السلام العالقة بقوله: ينبغي أن يكون هناك حوار سياسي بين الفلسطينيين والإسرائيليين كما أكد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها بقتل المتظاهرين السلميين الذي خرجوا في مسيرات العودة الكبرى و تحدث أيضاً عن احتمالية تحقيق حل الدولتين لكن دون القدس ودون اللاجئين ودون حق العودة !! فهل ممكن أن تتم هذه الصفقة المنزوعة الدسم والقبول بدولة فلسطينية من دون القدس ؟؟
ومن جهته أكد معالي الوزير أيمن الصفدي على موقف الأردن تجاه حل الدولتين وإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفق الشرائع الدولية المتفق عليها.
السؤال هنا من سيدفع ثمن هذه التصرفات غير المسؤولة ؟؟
والى أين ستصل بنا سياسية الولايات المتحدة التي تعبث بأمن وإستقرار المنطقة ؟؟
من المستفيد من تأجيج المزيد من الصراعات الطائفية والمذهبية في الشرق الأوسط المتهالك ؟؟
اذا كانت ايران خطر على أمن المنطقة فماذا عن إسرائيل ؟؟ و هل قصفها المستمر لسوريا يحافظ على أمن المنطقة ؟؟
ترامب الذي لا يرى من العرب الا أموالهم ونفطهم وثرواتهم ولم يعد يخجل من طلبه للأموال على الملأ في كافة خطاباته ويؤكد على ضرورة زيادة الدول الغنيّة مقدار حصّتها من الأموال المدفوعة للولايات المتحدة حتى تبقي قوّاتها في المنطقة وتحافظ على أمنها !! لكن عن أي أمن يتحدثون ؟؟ فالمشهد لا يحتاج الى مزيد من الشرح والتفصيل والعناوين باتت واضحة ومقروءة للجميع من سوريا الى ليبيا الى اليمن الى العراق اللى لبنان الى فلسطين الى الأزمة الخليجية، أميركا هي سبب كل حصار وصراع وسبب كل حرب وسبب كل دمار، ما تكاد تنطفئ نيران الحرب في منطقة حتى تشتعل في منطقة اخرى والأمر أصبح بديهياً ولا يحتاج الى مفكرين أو محللين كميّات مهولة من الأسلحة يتم انتاجها وبيعها للشرق الأوسط وعقود أسلحة بمئات المليارات لذلك لا بد من أن تبقى يد الشيطان "أمريكا" فوق بلادنا لتدب الخلافات بيننا ولتمنع وحدتنا ولتسهَل عملية تقسيم الشرق الأوسط بين القوى العظمى وتسيطر كل منها على ثروات البلاد بحجة حمايتها ونحن ما زلنا في سبات عميق سيفوتنا القطار اذا لم نستيقظ وندرك أنفسنا.
في الثاني عشر سنعرف ما ستؤول اليه الأمور حول الاتفاق النووي
في الرابع عشر سنعرف ايضاً هل يتم نقل السفارة الأمريكية أم لا
في الخامس عشر الذكرى السبعون لنكبة الشعب الفلسطيني
فالأيام القادمة حبلى بالأحداث الخطيرة والمصيرية على الشرق الأوسط بأكمله ...