نشر بتاريخ: 06/05/2018 ( آخر تحديث: 03/04/2020 الساعة: 05:05 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
لم ينجح أبو مازن في منصب رئيس وزراء، ولكنه نجح في منصب الرئيس.. وخلال مسيرته الرئاسية، نجح الرئيس محمود عباس في إنجاز ملفات لم يكن أحد يتخيل أنه يستطيع القيام بها. وبالمقابل أخطأ في قضايا لم يكن أحد يتخيل أنه قد يخطئ بها.
عشرة إنجازات تحسب لصالح الرئيس:
1- نجح في وقف المفاوضات مع إسرائيل وهو أمر صادم لم يكن أحد يتخيله.
2- نجح في وقف الاتصالات مع الإدارة الأمريكية. وهذا أمر لم يكن كبار المحللين على الشاشات يجرؤون على تخيله.
3- نجح في انتزاع تصويت الأمم المتحدة باكتساح لصالح إعلان دولة فلسطين، رغم تهديدات أمريكا و"نصائح" الأنظمة العربية.
4- نجح في الانضمام للمنظمات الدولية رغما عن تهديدات إسرائيل وأمريكا.
5- نجح في عقد المؤتمرين السادس والسابع لحركة فتح والمجلسين المركزي والوطني لمنظمة التحرير، وهي مهمة شبه انتحارية حذّره منها المستشارون، وأنها قد تعصف بحركة فتح وتحطمها.
6- نجح في التخلّص من جنرالات الأمن القديم الذين أسسوا إمبراطوريات ومزارع مسلحة داخل الوطن. ولم يكن يجرؤ أي مسؤول على الاقتراب منها أو انتقادها. ولاحقهم بقسوة وطاردهم في كل القارات.
7- حارب الحركات السياسية الإسلامية وأوقف مدها وحاصرها وحوّل قوتها إلى عبء عليها، وأعاد فتح ومنظمة التحرير لرأس الهرم السياسي من خلال خطاب سياسي وطني معتدل وتحالفات محلية وإقليمية ودولية.
8- سمح بتسريب فكرة الدولة الواحدة وطرحها كبديل سياسي ودفع بها إلى صنّاع القرار والمفكرين، ونجح في تحويل الحصار الجغرافي إلى هجوم ديموغرافي.
9- أعاد ترتيب العلاقات العربية الفلسطينية على أساس أن رام الله عاصمة قرار، فلم يهجم على سوريا مثلما فعلت حماس ودول الخليج ولم يقاطع قطر ولم يقطع مع حكومات العراق ولم يتخل عن الأردن واعتذر للكويت وعبر حقول الألغام في العلاقة مع مصر التي بدّلت خمسة رؤساء في أربع سنوات.
10 - لم يستخدم السلاح ولا العمليات ضد الاحتلال، ولكنه نجح في تكريس مقولة عرفات (نعم ولكن) كمنهاج سياسي دولي معتدل يحظى باحترام المقاومة وقبول العالم الحر.
عشرة ضد الرئيس أبو مازن ...
1- أبقى في الأعوام 2005 و2006 و2007 على عدد كبير من المستشارين الفاشلين في مكتبه لسنوات طويلة وأعطاهم فرصة لا يستحقونها على حساب الكفاءات.
2- الخطأ الأول تسبب في هزيمة فتح في الانتخابات عام 2006 وتراجع منظمة التحرير لدرجة شارفت فيه على الاندثار، وحملته اوساط كثيرة في حركة فتح مسؤولية سقوط الحركة وتسبب ذلك في عقدة لديه من الانتخابات وصار لا يقبل الا القوائم التي يريدها هو.
3- أخطأ في إدارة أزمة غزة عام 2007، أخطأ في التقدير ولم يكن لديه الخبرة الكافية لاتخاذ القرارات بسرعة، وأخطأ في التدبير، وخاف من الإنقلاب وتردد في اتخاذ القرارات بسرعة ما أفقده حينها القدرة على القيادة والمبادرة.
4- حتى ظهور تقرير جولدستون إنخدع أبو مازن بالمحادثات السرية مع الزعماء العرب والبيت الأبيض وسمح للعديد من العواصم العربية باتخاذ القرارات نيابة عنه، ولم يكن يمتلك حينها القدرة على معرفة أن بعض هذه العواصم تستلهم قرارها من تقارير المخابرات الأمريكية ومخططات الصهاينة في البيت الأبيض. ولولا استدراكه للأمر بعد سنوات لضاعت فتح وضاعت القضية الفلسطينية على طاولة سماسرة الإقليم.
5- انقلاب وزير الداخلية السابق محمد دحلان ضد الرئيس عام 2011، ترك أثرا مدمرا على نفسية أبو مازن، وأفقده الثقة بالآخرين لوقت طويل وبالغ في ذلك مبالغة كبيرة، وتسبب ذلك في ظهور شريحة من المتسلقين الذين استغلوا الامر في ارتكاب مخالفات قانونية كثيرة وسمح هذا للمنافقين بالوصول إلى عرش الرئيس ودس التقارير الكيدية، فصار الإعتماد على التقارير الأمنية أكثر من النص القانوني.
6- رغم خبرته في الشأن الإسرائيلي ارتكب خطأ قاتلا في عدم النظر بجدية في مبادرة رئيس وزراء الاحتلال أيهود أولمرت عام 2008 واخطأ في مراهنته على فوز المرشحة تسفي ليفني، وكان فريسة سهلة لمؤامرة المتنفذين في البيت الأبيض حين اعتقد أن العام 2009 سيكون عام حكومة تسفي ليفني، ولكن نتانياهو شكّل الحكومة وماتت المفاوضات.
7- اخطأ في الاعتماد على المراسيم الرئاسية كبديل عن القوانين التشريعية البرلمانية، وكان بإمكانه أن يستفيد أكثر من مجلس القضاء والمؤسسات والنيابة العامة بالحد الأعلى.
8- وضع كل ثقله في تشكيل هيئة مكافحة الفساد وهذا إخفاق قضائي كبير لانه لا يكفي لبسط سجادة القانون على كافة مساحة العمل، فالمحاكم المدنية الموجودة قادرة على البت في ملفات من هذا النوع، بل إن تشكيل هيئة مكافحة الفساد بعيدا عن مجلس القضاء الأعلى يعتبر عوارا دستوريا فاضحا أضعف المحاكم المدنية وهز ثقة القضاة بأنفسهم.
9- تأخر عشر سنوات في استخدام مؤسسات منظمة التحرير كبديل مؤقت وشرعي عن البرلمان المعطّل. وهو ما خلق أزمة في الجسم الدستوري بشكل عام. وتورط الرئيس في تشكيل حكومات ضعيفة لا تحظى برضا التنظيم فصار هو من يقوم بحمل أعباء عملها اليومي بدلا عن العكس.
10 - أخطا في تحويل كافة ملفات العمل اليومي إلى منصب رئيس الوزراء والحكومة في فترة د.سلام فياض وبعدها د.رامي الحمد الله، ولان فلسطين نظام رئاسي كان على الرئيس أن يحل المشاكل المتراكمة بنفسه، وأولها جيش العاطلين عن العمل وخلق فرص عمل ومناطق صناعية لتشغيلهم، وكان عليه أن يقود الحكومة بنفسه بعد خسارته غزة، ولكنه ألقى بالعبء على حكومات لا يريدها التنظيم.