السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسيرة العودة ويوم القدس

نشر بتاريخ: 11/05/2018 ( آخر تحديث: 11/05/2018 الساعة: 12:57 )

الكاتب: ماجد سعيد

قبل أيام من نقل السفارة الاميركية الى القدس اخذت الأجواء تسخن وتلتهب سواء على جبهة الشمال مع سوريا او على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
إسرائيل تحضر لاحتفال كبير يصاحب نقل السفارة٬ والفلسطينيون يحشدون ليوم غضب ومسيرات٬ إسرائيل تريده عرسا سياسيا تجمع فيه احتفالاتها بإعلان قيامها مع نجاحها في كسر العزلة كما يقول نتنياهو بافتتاح السفارة وسفارات أخرى في القدس٬ والفلسطينيون يريدونه يوما مفتوحا للمواجهة فهذا اليوم في الأصل هو يوم الجرح العميق في تاريخ فلسطين وهو ليس باليوم العادي الذي ظل الجرح ينكأ فيه طوال السنوات السبعين الماضية.
في الضفة الغربية لا نتوقع ان يكون للأحداث صدى كبير٬ سيخرج المئات وربما الالاف في المدن بمسيرات الى الحواجز وهناك سيصطدم الفتية وبعض الشبان مع قوات الاحتلال في مشهد تكرر كثيرا لا يلبث ان ينتهي في ذلك اليوم او تخف جذوته بعد مرور بضعة أيام.
لكن الامر سيكون مغايرا على الحدود الشرقية لقطاع غزة٬ التوقعات تشير الى مشاركة أكثر من مئة الف فلسطيني فيما تغيب التكهنات عن شكل او حدود المشهد هناك.
لكن إسرائيل التي تتحضر لإيقاع الألم في الفلسطينيين بدأت تسخن الأجواء وتطلق تحذيراتها٬ وتصور للعالم بانها الضحية٬ وتقول انها ستدافع عن نفسها٬ فماذا لديها؟
فتح جبهة الشمال ليس بريئا فيما تحضر له في الجنوب٬ في الشمال لا تريدها حربا لكنها تجر العالم الى هناك٬ تريد لعدسات الكاميرا ان تبتعد عن الحدود الشرقية لغزة٬ صحيح انها تدفع الى مواجهة مع ايران ولديها الرغبة في توجيه ضربة قوية لها٬ لكن اختيارها الوقت الان ليس عبثا.
التقارير الاسرائيلية تحدثت عن عزمها قتل مئة فلسطيني في ذلك اليوم اذا ما حاولوا اختراق السياج الفاصل وهي تعلم انهم سيحاولون٬ ربما تستبق يوم الرابع عشر موعد المسيرة الكبرى بمهاجمة مخيم العودة وتدميره٬ خاصة بعد فشل كل خياراتها السياسية ومعها التدخلات الخارجية بالضغط على حماس لوقف المسيرة٬ وفشل أيضا تكتيكاتها العسكرية في هزيمة الشباب الذين طورا اساليبهم محولين الطائرات الورقية لسلاح لا يستهان به.
هذا اليوم بالتأكيد سيكون يوما فارقا في تاريخ القضية الفلسطينية٬ فهو سيضبط بوصلة الايام المقبلة من تطورات واحداث٬ وهو أيضا سيحدد شكل التعامل مع صفقة القرن التي تمثل القدس أولى خطواتها.
تل ابيب ومعها واشنطن تعملان على تسخين المنطقة ما اجل تمهيد الطريق لعبور هذه الصفقة٬ والمطلوب من الفلسطينيين ان يجعلوه يوما للقدس يعكس إرادة الحياة والحق.