نشر بتاريخ: 15/05/2018 ( آخر تحديث: 15/05/2018 الساعة: 13:36 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
بعد الجريمة التي إرتكبتها أمريكا وعصابات تل أبيب، بعد وعد ترامب منح القدس لليهود، وبعد مذبحة نتانياهو واّيزنكوط ضد مسيرات غزة. صارت الصورة أوضح لا لبس فيها، وهي على النحو التالي:
- القيادة الفلسطينية لم تعد تستطيع لوحدها الوقوف في وجه التوحش الصهيوني. ولن تستطيع مقاتلة إسرائيل ولا حتى زيادة أي درجة على المستوى الذي وصلت اليه. وبات السقف الأعلى للقيادة الفلسطينية هو النضال الدبلوماسي والرفض. وعلى السلطة ان تعلن سحبها الاعتراف باسرائيل فورا وتنفيذ القرار فورا
وهذا ما تقدر عليه.- بعد رفض العالم، وضغوط العرب.. التنظيمات الفلسطينية لم تعد قادرة على تنفيذ المزيد من العمليات الاستشهادية ولا القتال، وستواصل المقاومة الشعبية. وهذا هو الحد الاعلى لما تقدر عليه الان.
- إسرائيل توحّشت تماما ضد العرب. وهي لن تكتفي بما فعلت وما تفعل، وتريد المزيد من الاستيطان والمزيد من التهويد وضم الضفة. وتخطط لتنفيذ ما قررته وهو إقامة هيكل ومذبح يهودي مكان المسجد الأقصى.
وبناء على ذلك. وبعيدا عن بيانات جامعة الدول العربية التي لا قيمة لها، وأصبحت "أضحوكة" لطلبة العلوم السياسية في جامعات العالم، ونموذجا صارخا لزمن الانحطاط والهوان. بناء على ذلك تسير الأمور نحو الحسم وعدم الانتظار. ولن يردع الاحتلال سوى طرد السفير الاسرائيلي من كل عاصمة تدّعي أنها تحب فلسطين ولا تقبل تهويد القدس وتدمير المسجد الاقصى.
يجب الان وفورا، وقف حالة المجاملة التي نستمرئ فيها ذواتنا، وأن نطلب موقفا واضحا وفوريا لتنفيذ طرد السفير الصهيوني من العاصمة المصرية، ومن العاصمة الأردنية. وأن تقوم قطر باغلاق مكتب الاحتلال الصهيوني في الدوحة وطرد الخبراء والعملاء الذين يعملون فيه. وعلى المغرب الكف عن استقبال الوفود الصهيونية العلنية والسرية ومعظمهم ضباط موساد يسعون لتخريب بلاد المغرب العربي. وعلى الامارات أن تتوقف عن "سذاجة" استقبال الوفود الصهيونية بحجة الرياضة والفن. وعلى دول الخليج الكف عن مغازلة تل أبيب.
إسرائيل توحشت تماما.. والقدس أمانة في اعناق كل الزعماء العرب، امانة في عنق السيسي شخصيا، وعنق الملك عبد الله والملك السادس واّل نهيان وأل سلمان. وأمانة في عنق الامير تميم شخصيا. وقبلهم جميعا، امانة في عنق أبو مازن.
التاريخ سيتذكر هذه الأيام. وسيكتب عن كل قائد فلسطيني وعربي. كيف ضاعت القدس في عصره وهو يجلس ويبتسم للكاميرات، أو يكتفي بإرسال الادوية ولفافات الجروح للشهداء الذين ماتوا حسرة قبل أن يموتوا برصاص الصهاينة.