نشر بتاريخ: 18/05/2018 ( آخر تحديث: 18/05/2018 الساعة: 17:46 )
الكاتب: ماجد سعيد
لم نصح بعد من كابوس غزة٬ نشعر وكأنه ليس حقيقة٬ فلم يأت الى هنا في فلسطين من يوقظنا من هذا الكابوس برد لم نعهده٬ فردود الأفعال كانت باهتة تعبر عن عجز العالم الذي نحن أيضا جزءٌ منه.
هذا الكابوس الذي كنا توقعناه واعددنا له العدة٬ عرانا وكشفنا٬ فاذا كانت مصيبة شعبنا انه بات وحيدا امام جبروت الاحتلال٬ بعد ان تكشف الغرب وبانت هشاشة منظومته الأخلاقية الا من رحم ربي٬ وانشغل العرب بخوض معاركهم الخاصة سواءٌ العسكريةُ ام السياسية التي ترتكز على نيل الرضا الاميركي والإسرائيلي٬ فاننا نحن الفلسطينيين لسنا بأفضلَ منهم.
حماس في غزة تبحث عن انتصار لها يحسن شروط بقائها في الحكم٬ لا يهمها من يموت من هذا الشعب٬ خاضت ثلاثة حروب مع إسرائيل مات وجرح فيها آلالاف وبقيت آثارُها قائمة الى الان من دمار وفقر٬ وها هي تدفع برابعة٬ لانها تتوقع ان تكون الحرب منجاةً لها وان كان على حساب الفقراء والجوعى.
والقيادة في رام الله بدت هي الأخرى مفلسةً لا خيارات لديها٬ ولا اعرف اين ذهب ما كانت تتحدث عنه دوما من امتلاكها لخيارات عديدة ومختلفة.
بعد ان هزمنا العالم والعرب بمواقفهم الباهتة كنا ننتظر ان تفاجئَنا القيادة بقرارات جريئة تروي عطشنا٬ توقف التنسيق الأمني٬ تسحب اعترافها بإسرائيل٬ تعلن البَدء بتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي٬ تعلن احتضان من يموتون على حدود القطاع المحاصر٬ وتداوي جراح هؤلاء ممن لا يهمهم عقدُ القمم او الانضمامُ الى مزيد من المنظمات الدولية التي تحكمها القوة٬ فنحن امتدادهم٬ وبهم ننتصر.
مسؤولون اعترفوا بوجود فجوة كبيرة بين القيادة والشعب٬ وهنا نسأل من خلق هذه الفجوة؟ السنا نحن؟ قلتها سابقا واعيدها٬ غرقنا في السياسة الخارجية واغفلنا وضعنا الداخلي، مع ان لكل بناء أساس٬ واساس بنائنا وحدتُنا وتحصينُ بيتِنا الداخلي بالديمقراطية الحقيقية وتعزيزُ النزاهة وإطلاقُ الحريات٬ فلماذا نضيق على أنفسنا؟
نعرف جميعا ان غزة لم تخرج بهذه الطريقة الا بعد ان أصبح الموت يتجول في ازقتها عقب حصار امتد لإحدى عشرة سنة٬ حلم أهلها بحياة أخرى دفعهم الى حدود الموت٬ فاين نحن منهم؟