الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المستوطنات الجديدة في الضفة.. بداية صفقة القرن

نشر بتاريخ: 28/05/2018 ( آخر تحديث: 28/05/2018 الساعة: 12:53 )

الكاتب: غسان مصطفى الشامي

منذ بداية هذا العام تواصل الحكومة الصهيونية طرح المئات من المخططات الاستيطانية في الضفة المحتلة، والتي تهدف لاستمرار تهويد الضفة والتوسع الاستيطاني في كافة أرجائها وهو ما ينهي ويقوض اتفاقية (أوسلو) وحلم الفلسطينيين بإقامة دولة الفلسطينية على أراضي عام 1967م، حيث تسير هذه المخططات في فلك صفقة القرن الأمريكية.
وقد أعلن وزير الجيش في حكومة الاحتلال ( أفيغدور ليبرمان) عن مخططات استيطانية جديدة في الضفة المحتلة تستهدف بناء ( 3900) وحدة استيطانية في أكثر من ( 30) تجمعا استيطانيا في الضفة المحتلة بينها مستوطنات ( أرئيل) و ( معاليه أدوميم )، و ( كريات أربع) و( كفار عتيصون).
إن المخططات الاستيطانية الجديدة، واستمرار عمليات مصادرة الأراضي اليومية هي بمثابة حرب مسعورة على أرضنا يستهدف الكيان تهويد المزيد منها وفرض واقع جديد في الضفة وتكثيف بناء المستوطنات وذلك بهدف ضم هذه المستوطنات للكيان وعزل الضفة المحتلة في (كانتونات) ومنع التواصل الجغرافي بين مدن الضفة التي تفصلها الكتل الاستيطانية.
إن هذه المستوطنات أنهت بصورة عملية اتفاقية ( أوسلو ) المشئومة بل أنهت السيادة الفلسطينية في الضفة المحتلة، حيث ما زالت الضفة تخضع لحكم الإدارة المدنية في الكيان وهو ما يستوجب على المفاوض الفلسطيني وقف التغني بالمفاوضات التي لم يحصل على شيء منها؛ فيما يواصل الاحتلال فرض سيطرته الكاملة في الضفة والقدس ويواصل جرائم سرقة الأرض وتهويدها وبناء الكتل الاستيطانية عليها.
إن حكومة ( نتنياهو) العنصرية تمضي بقوة في تنفيذ مشاريع الاستيطان دون حسيب أو رقيب وبضوء أخضر من الإدارة الأمريكية حيث تسابق الحكومة الصهيونية الزمن في بناء أكبر عدد من الوحدات الاستيطانية والتي تتمشى مع مخططات صفقة القرن الأمريكية التي تهدف لعزل الضفة المحتلة وضم الكتل الاستيطانية للكيان.
إن الحكومة ( الإسرائيلية) بدأت بالتنفيذ الفعلي لصفقة القرن ومع نهاية هذا العام تكون مستوطنات الضفة ضمن حدود الكيان ولم يتبقى من الضفة سوى رام الله وعدد من المدن الفلسطينية الأخرى، وهو ما يؤدي إلى فرض واقع جغرافي جديد على أرضنا يتماشى مع ما رسمته صفقة القرن للضفة المحتلة.
إن الحديث عن مواصلة الكيان مخططات الاستيطان الذي أدى إلى زيادة كبيرة في أعداد المستوطنين حيث أصبحت أعداهم تزيد على النصف مليون مستوطن في الضفة والقدس، و يعكف قادة التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية على تنفيذ خطة تهدف إلى مضاعفة عدد المستوطنين هناك ليصل إلى مليون مستوطن؛ فقد كشف مدير عام مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ( شيلا إلداد ) النقاب في مقابلة صحفية عن خطة تستهدف إقناع حكومة (نتنياهو) بضم مستوطنات الضفة وتوسيع دائرة استيعاب اليهود فيها بهدف زيادة أعداد المستوطنين وتقارب التوجهات الفكرية بين اليهود، فيما أعلن مجلس المستوطنات عن العمل على تعزيز البناء الرأسي داخل المستوطنات، بهدف استغلال مساحات الأرض، وتحسين قدرة المستوطنات على استيعاب المزيد من المستوطنين، كما يعمل مجلس المستوطنات بشكل مباشر مع كبير مستشاري ترامب وصهره ( جاريد كوشنير) والمبعوث الأميركي للمنطقة ( وجيسين غرنبليت) بخصوص المخططات والمشاريع الاستيطانية والضغط على الحكومة الصهيونية لإسراع في ضم هذه المستوطنات للكيان وعدم التخلي عنها في أية تسويات سياسة قادمة مع الفلسطينيين، ولا تسلم المدن والقرى الفلسطينية من عبث وجرائم المستوطنين بحق الفلسطينيين أنفسهم وبحق المشاريع الزراعية ومواصلة حرق أشجار الزيتون المثمر واقتلاع مزروعات العنب .
إن مواصلة دولة الاحتلال في تنفيذ المشاريع والمخططات الاستيطانية في الضفة المحتلة ومواصلة مخططات تهويد القدس تمثل خطرا كبيرا على القضية الفلسطينية وتعمل على عزل الضفة والقدس داخل جدار الفصل وإنهاء أية جهود تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية ولو على جزء من أرضنا المحتلة؛ في المقابل فإن المجتمع الدولي لا يحرك ساكنا سوى الإدانات الرسمية دون الضغط على الكيان لوقف مواصلة بناء الكتل الاستيطانية وفضح جرائم دولة الاحتلال في مواصلة سرقة الأراضي الفلسطينية.
إن دولة الاحتلال تستغل حالة الضعف والتشرذم العربي والواقع الفلسطيني الأليم وتواصل مخططات سرقة الأرض الفلسطينية وجرائم تهويد القدس والمسجد الأقصى ومواصلة مشاريع التخريب والتدمير لأرضنا الفلسطينية وسط الصمت العربي والأممي على هذه المخططات الإجرامية.
إن مواجهة المخططات الاستيطانية تتطلب تحرك عربي وأممي عاجل من أجل وقف تنفيذ المشاريع الاستيطانية الجديدة وفضح جرائم الكيان بحق أرضنا الفلسطيني، كما تتطلب موقف عربي جاد من أجل حماية ما تبقى من أرضنا ووقف التغول الاستيطاني الشرس على الأرض الفلسطينية.