الكاتب: منذر ارشيد
لا يجب أن نلوم الشيطان ترامب و أمريكا ولا أوروبا ولا حتى العرب .. فقد إنطبق علينا قول الله تعالى تماما في قوله ...
( وقال الشيطان لما قُضي الأ مر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم , وما كان لي عليكم سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ).. صدق الله العظيم
بعض العلمانيين سيقولون ما دخل الله في السياسة..!
وهؤلاء بدهائهم وخبثهم غيبوا الشرع غيبوا العقل والمنطق لحساب الفكر المستنير الذي هو فكر ماسوني شيطاني جمع أصحاب الجاه والمال الذين يسيطرون على مقدرات الأمم ففرضوا ثقافتهم مما ساعد على نشر الفكر الصهيوني الذي ساعد إسرائيل ومن خلال فرض رؤيتهم الإستسلامية لكل ما هو غربي على تدمير الأمه من خلال الماسونية التي أفرزت العلمانية والشيوعية ومعظم الأحزاب التي فرقت الأمم وجعلتهم فئات متنازعة لحساب المشروع الصهيوني !؟
نحن أمة لم نتعظ لا مما جاء في النص القرءاني ولا في الحديث النبوي ولا حتى من دروس التاريخ وعبره التي تؤكد كلها أن لا عهد مع اليهود ولا ميثاق وقد جادلوا الله على لون البقرة
كنتم خير أمة أخرجت للناس
كانت الأمة الإسلامية على مر تاريخ تتأرجح بين العلو والهبوط حسب وضعها وثقافتها ومرت فترات نهوض عندما غلبت مصالحها كأمة وتوحدت تحت لواء قادة ميامين أشراف أطهار فقادوها نحو العلى
وتارة تهبط أسفل سافلين بسبب إختلافها وتولي أشرارها زمام الأمور
فمثلا بعد النكبة الفلسطينيه جائت النكسة عام 67 وبدأنا بالنهوض تحت قيادة عظيمة أخذت على عاتقها تحرير فلسطين من اليهود
وقد شعر العدو للأول مرة بالخطر القادم ليس م ن جيوش عربية مدججة بالطائرات والصواريخ بل برجال آمنوا بربهم ووضعوا أرواحهم على أكفهم وعاهدوا الله أن يعيدوا للأمة كرامتها بعد الهزيمة النكراء
فبعد أن وصلنا الى قمة الوضع العربي بعد انطلاقة الثورة وبعد هزيمة العرب في عام 67 وكان بإمكاننا أن نجبر العرب أن يتبعونا لو إستخدمنا ما أتيح لنا من مكانة وقوة دفعت العالم للوقوف إحتراما لنا نتيجة الثورة العاريمة التي إنتهجناها بعد حرب حزيران عام 67 بعد الإحباط الذي اعترى العرب وقد نهضنا وأعدنا الكرامة للجميع بعد ملحمة الكرامة ..ولكن وبما أن الجزاء من جنس العمل , وقد فرطنا بمبادئنا التي إنطلقنا بها من خلال حرفها عن الهدف ألا وهو تحرير فلسطين ولا شيء سوى فلسطينين سواء في الأردن او في لبنان وسهلنا للقوى المعادية اختراقنا وتشتيت قوانا وتعزيز الكراهية لنا بعد الحب والعشق الذي كان حتى بعد معركة الكرامة وكان ما كان من نزاعات داخلية بيننا وبين القوى العربية المحلية
وبعدصمودنا التاريخي في بيروت وكان الهروب الكبير من الجنوب الذي يسر للعدو الطريق إلى قلب الفاكهاني ومن ثم إلى الشتات وحتى أوسلوا التي فاجأت الجميع
وقد أجلنا فيها القدس إلى المرحلة النهائية بدل أن تكون على قمة الإتفاق التعيس وهو ما حذر منه الكثير من القيادات وعلى رأسهم المرحوم الدكتور حيدر عبد الشافي في حينه وهي جوهر الصراع مع العدو , وها نحن نتوسل ولو جزء بسيط من القدس والمسجد الأقصى فأضعنا الفرصة في تحقيق ذلك وكان العالم بمعظمه معنا
إلا أننا تفردنا وتذاكينا على العدو الذي لا يخطو خطوة إلا بعد دراسة وتمحيص
فأصبحنا سلطة تحت البسطار الإسرائيلي كما اعترف رأس الهرم
أما الحل الترامبي صفعة القرن والذي لم يكن مفاجئا لي ولكل مستقريء لوضعنا المهتريء
وها فنحن فيه , وما وراء الكواليس أعظم وقد تسرب منه الكثير عن عمد وذلك لإشباعة تمحيصا وتثقيفا وترويضا حتى لا ينزل كالصاعقة فوق رؤوسنا , وسيكون حلا رغم أنف الجميع ,
( رضيتم أهلا وسهلا لم ترضون هذا الي أجاكم ) .. وشو في عندكم بتع تفضلوا
هذا لسان حال ترامب الذي فرض نفسة على المرتجفين .
ترامب كرئيس عصابة يسيطر على السوق ويدفع له التجار الخاوة
فمنهم من يريد إكتفاء شره ومنهم من يخافه لأنه جبان
ومنهم من سقطوا بين يديه فحياتهم ومستقبلهم رهن إشارته .
ترامب لم يأتي من فراغ على الإطلاق فقد مارست الولايات الأمريكية سياسة العبودية على العالم فمنهم من رضخ ومنهم من إستكان ومنهم من تمرد
فالمتمردون هم من لديهم الإمكانات التي تؤهلهم للتمرد وهؤلاء دولهم مستقلة بكل ما تعنيه الكلمة فرأينا فينام جياب وكوبا كاسترة وكوريا والصين التي أصبحت قوة عظمى بينما كانت في أواخر البلدان
أما من هادنوا فهؤلاء ما دام لم تتضرر مصالحهم, فلا داعي للمواجهة مع الزعيم الأوحد الذي بيده الحل والربط , وما دامو بخير
أما من رضخواواستسلموا فهم أصلا صنيعة سايكسبيكو والصهيونية العالمية
ترامب الذي فاجأنا بعرضه المشؤوم لم يأتي بمشروعه إلابعد تمهيد مهده له من سبقوه من رؤساء أمريكا ضمن سياسيات متتالية كانت تطبخ على نار هادية
وعندما كانت هيلاري كلنتون هي المنافسة والمرشح الأقوى ولم يكن لترامب أي فرصة
إلا أن اللوبي الصهيوني أسقطها وفوز ترامب لأن هيلاري لن تتمكن من أن تفرض حلا ً للقضية
بسبب سياساتها السابقة وعقلانيتها وعلاقاتها مع زعماء المنطقة وكإمرأة أيضا ..
فجيء بترامب الغريب العجيب المتوحش الذي لا يرتبط بأي علاقة مع العربان ويتصر بطبيعته الوحشية
كبلطجي وليس كسياسي
والدليل أنه قلب الطاولة وتعامل مع الزعماء في المنطقة كسيد وعبيد
كثيره هي التحليلات والتكهنات التي نطالعها من السياسيين الذين بمعظمهم يحاولون أن يبرئوا انفسهم من أي شبهة وهم يستعرضون المخططات المؤامرات التي تحاك على القضية واكثرهم يعرف ما يدور خلف الكواليس لا بل بعضهم أخذ التعليمات والأوامر وعليهم أن ينفذوها , وكأن على رؤوسهم الطير وعلى إستحياء وخوف ويحاولون مع كل فترة القول نحن برءاء مما يجري
نعم ونشهد أنهم بريئون فعلاً وهم يساقون كالنعاج إلى مذبح الصهيونية العالمية ,
فهم لا يملكون من أمرهم شيئاً لانهم متورطون منذ البداية سواء كحكام عرب أو مسلمين ولا يستطيعون الدفاع عن المسجد الأقصى الذي هو تاج سنام وجوهر القضية الإسىلامية
فالقدس والمسجد الأقصى ما عاد له صاحب ولا مدافع في العالم الإسلامي إلا بالكلام والأوهام ,
فكيف سيتبرأ الحاكم أي حاكم عربي وهو يعرض نفسه على أولياء الامر كسياسي خاضع لكل ما تفرضه أمريكا وقد طبع مع الكيان الغاصب وغيرها من الامور وقد دخلوا في شباك السياسات العليا وفي دهاليزها ولا يمكن ألخروج منها إلا قاتلا او مقتولا , ولن يكون قاتلاً لأنه لا يملك من أمره شيئا فهو إما مقتولا حتماً ولو أضاء أصابعه لليهود
فاليهود لا يقبلون العربي إلا إذا كان صهيونيا خالصا يخدمهم حتى النهاية وهم حاقدون بطبعهم على كل من هو غير يهودي أما نظرتهم للعرب فهي نظرة إحتقار وأي زعيم أو عميل ليس سوى مجرد ليمونة يعصرونها ويلقونها بالقمامة .
القدس والأقصى مركز ومحور الصراع ورغم أنف الجميع سيعود العرب والمسلمون إليها عاجلا وآجلا ً باذلين الغالي والنفيس من أجل تحريره ..وهذا وعد الله , وخسيء ترامب الشيطان الرجيم
أمام كل ما يجري وقد وصل الأمر إلى حد اللامعقول واللا منطق ونحن في زمن الشقلبة وقد صدق الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم في وصفه عن الوضع الحالي والقادم للأمة ( غثاء )
وها نحن في أسوأ ما مر على العرب وفلسطين هي جوهر الصراع
وقد تكالبت الأمم علينا ونحن كشعب فلسطيني لا ولن نستكين ولا ولن نستسلم
ولكن هل لدينا إمكانيات الخروج من المأزق الذي اوصلونا إليه ..!
هنا السؤال الذي يجب الإجابة عليه ..!
فقضيتنا الفلسطينية الان ليس لها عون سوى الله , والله تعالى لن يخلف وعده ., ولكن متى .!
الصراع مفتوح ولن يتوقف وسيمر فترات مد وجزر ربما عقود اوسنوات قليلة , والله اعلم
ولكن حتى يأتي وعد الله كم من السنوات والعقود ستمر وكيف سيكون حالنا في هذه المرحلة ..!
فهل نستسلم ونقول ليس بالإمكان أكثر مما كان وقد تكالبت علينا كل قوى الشر من عجم وعرب .!
إن القول.. أن ليس أمامنا سوى المقاومة كلام صحيح وهذا ما أمرنا الله تعالى ورسوله
ولكن هل لدينا الإمكانيات والقوة والدعم كي نستمر, والعالم الظالم مستعد أن يبيدنا من أجل إسرائيل
وهل يجب أن ننتحر ..!؟
لقد مرت على أمتنا أكثر من تجربة وظروف شبيهة لوضعنا الحالي وتدرج الأمر من خلال المؤامرات والرضوخ والخيانات حتى وصلت قضيتنا إلى عنق الزجاجة والنفق المظلم
المخطط المرسوم خطير جدا وهناك قوى عالمية وإقليمية وعربية تعمل من خلال تأثيرها المادي والمعنوي لفرض الحل الذي لن يكون إلا من أجل إسرائيل
والحل لن يكون إلا على حسابنا أرضا وشعبا وكرامتنا ..فهل نرضخ.!
جميعنا يقول لا ولن نرضخ ..وهذا قول عظيم ولكن هل بالشعارات والكلمات الرنانة تحيي الشعوب وتنصرها .!
لن نستكين ..وسنقاوم , ولكن كيف نقاوم , وما هي إمكانياتنا المتوفرة كي نقاوم ونستمر بالمقاومة.!
هنا السؤال الذي يجب علينا جميعا أن نجيب عليه
كيف سنقاوم وقد أصبحنا متفرقين وإنقطعت أرحامنا وتشتت وحدتنا وتغلب الفصيل على الأصيل .!؟
أليست هذه مشكلة ...لا بل المأساة ..!
نحن اليوم في أسوأ حالتنا وقد تفرق شملنا وأصبحنا نتعامل مع القضية بردات فعل وليس ضمن مخطط إستراتيجي ودون أي فكر واضح وقد تباعدت الوسائل وحتى الأهداف
حتى المسيرات الضخمة في غزة مسيرة العودة التي هي من أعظم الخطوات التي انتهجها شعبنا في هذه الأيام
وقد وضعت العدو في مأزق كبير أمام هذا الحشد الجماهيري الهادر وشباب لا يهابون الموت وإسرائيل تعتمد القتل الجماعي وبأسلوب المجازر الجماعية العلنية والمشهد المرعب كاصطياد العصافير
وقد تحركت شعوب العالم ضدها ولربما حتى اليهود العقلاء وقد أصدروا بيانات تحذر من عواقب هذا الأمر
وبدأت أصوات مسؤولة في اوروبا وحتى في أمريكا تحذر من مغبة التوحش الصهيوني ما سيشكل خطرا على العالم أجمع من خلال ظهور مجموعات إنتقامية تتوزع في مجمل دول العالم مما يهدد الأمن واللإستقرار العالمي
هذا كله وبالرغم من فعاليته من الممكن إحباطه من قبل الصهيونية وأتباعها في العالم , أللهم إلا إذا توجهنا كفلسطينين توجها سليما قويا ثابتا بعيدا عن المصالح الفئوية والحزبية
فمسيرة العودة العظيمة إذا لم تستند إلى قوة وطنية جامعة لن تكون إلا ذكرى ستمر على التاريخ المكتوب والمروي كتاريخ إنتفاضاتنا, وسيقال .. كانت هناك مسيرة العودة ونحتفل ونعدد أسماء شهدائها لنسجل يوما
نتوجه بإحتفالية سنوي كيوم الأرض مثلاً ..
فلا أمل لنا إلا بعمل جاد تحت تجمع وطني شامل وموحد وما العيب في أن يكون تحت مظلة منظمة التحرير ..كإطار معترف به عالميا .!
وما يمنع من إجتماع عاجل لمجلس وطني شامل يضم الجميع ويعيد صياغة ميثاقها ويضع استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة القوى المتئامرة علينا .!
نحن لسنا في جزيرة معزولة وعلينا أن نتعامل مع الأوضاع بمنطق وليس بالخيال
فبحكم واقعنا ونحن نعيش ضمن إطار عربي محكوم ومرتبط بالغرب الظالم والذي أوجد الكيان الصهيوني
والذي يتحكم بكل صغيرة وكبيرة بالنظام العربي
كيف سنتمكن من أن نكون مستقلين وأحرار في إتخاذ قرارنا ..!
النظام العربي بما هو عليه وحكامه , لا أمل بأن ينصرونا ولا حتى بالكلام , لأنهم محكومين بالمطلق ولا أحد يضمن بقائه على كرسيه لحظة واحدة لو عارض أو عاند .!
ولنعترف بذلك ونتركهم يخلعوا شوكهم بأيديهم ونتمنى لهم الحرية والإنعتاق من العبودية
فبدل أن نهاجم العرب ونتهمهم بالخيانة ونكرر المكرر ونعزز طوابير الأعداء ونضيع وقتنا ونفتح على أنفسنا جبهات لن تفيدنا إلا مزيدا من الصراعات والكوارث ,
فا لنتقدم خطو إلى الأمام متجاهلين الوضع العربي على الأقل ..( إكتفاءً لشرهم )
فأي قرار فلسطيني موحد سيحول دون تدخل عربي لابل سيضعهم في موقف المندهش ولا حول ولاقوة
ودون ذلك فسنظل لقمة سائغة يبتلعونا ولايبقوا لنا وجود
.
فالنتعب ولنشمر عن سواعدنا بدل الركون والإتكالية التي ثبت أنها أخرتنا وعطلت مسيرتنا عقود من الزمن
وكما قال الله تعالى .. وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله ..صدق الله العظيم
والعمل متوفر وبأقل المتطلبات ولايحتاج لدعم من أي جهة لا بالمال ولابالسلاح والأمر يحتاج منا للتضحية وإلا فالنسلم ونضع رقابنا على المذبح
فهل نقرر ونتوكل على الله..!
وإن اتخذنا القرار فما هي الاليات الإمكانيات المتوفرة كي نتابع ونتحرك ميدانيا وقد تقطعت بنا السبل وما عاد لنا في الجغرافيا مجال للتحرك خاصة في داخل الوطن المتخم بالمستوطنات
وكيف سنتحرك ميدانيا وفي الضفة سلطة محكومة بإطار ضيق لا يمكن الفكاك منه حتى لو ألغت التنسيق الأمني .!
وكيف وهناك في غزة قوة أخذت الناس حيث تشاء دون توافق مع الكل الفلسطيني لا بل مستعدة للإنسلاخ إذا توفرت شروط حماس التي تستطيع أن تكون السيد المطلق في القطاع ..!
وهنا ننبه أن أي تأخير في التوحد ولم الشمل سيعمل على إنجاح ترامب وسيتم فصل قطاع غزة بالمطلق
فهل هذا ما تريده حماس ...!! ( مصيبة )
الرئيس عباس أعلن موقفه الرافض لصفقة ترامب وأي حل ينتقص من حقوقنا ولو بالحد الأدنى ولتكن مرحلة .. وهذا شيء جيد فالنتمسك برفضه ولا نتركه ينفلت ولنعتبره ناطقا باسمنا جميعا ..
أوليس هذا رأينا.!؟
قضية الرئيس ومرضه وحياته وموته ..!
عاش شعبنا منذ شهر في حيص بيص وهو لا يدري شيئا عن وضع الرئيس أللهم إلا من خلال تسريبات وشائعات وبعض الصور القديمة التي تم بثها وهي لم تنطلي على أحد
عاش الرئيس أو مات الرئيس...شافاه الله ومنحه الصحة ولكن هل الوضع القيادي على المستوى المطلوب والعدو يتحكم بكل شيء..!
وهل إذا مات الرئيس ستنتهي قضيتنا .!
فقبله مات أبو عمار شو صار .!؟
كنا في النفق المظلم وبقينا في النفق المظلم , وسنظل في النفق المظلم , وقد تعودنا على العيش في الظلام حتى أننا أصبحنا نرى في العتمة أكثر من النور كالقطط
فمن سيأتي بعد أبو مازن هذا إن حصل , !
فلن يكون أفضل منه ولن يكون صلاح الدين ولو حتى جاء صلاح الدين فلن يقدم ولا يؤخر ,
أللهم إلا إذا توحدنا جميعا تحت راية واحدة ونهج واحد واستراتيجية موحدة ..
وبدل أن نفكر بمشكلتنا الأساسية وهي مع العدو الذي إستفاد من الوضع الداخلي الخطير
نكون قد تحولنا نحن كفلسطينيين إلى مشكلة وليس قضية , وشعبنا بين فكي كماشة والحيرة أخذت منا الألباب والجميع في حيرة هل يكون مع حماس أو مع فتح ..! ( والله لايرد فلسطين )
هذا الواقع الذي أصبح كابوسا على شعبنا وقد تبدلت الأولويات و الإستراتيجيات وقد وصل الأمر إلى ثقافتنا الوطنية وقد انهكتنا وجعلتنا تائهين بين الحق والباطل ..!
وجيل جديد نشأ على إنطباع مهين ومخزي وهو يرى التناحر على الكرسي الزائف
فكيف ونحن في هذه الحالة يمكننا ان نتجاوز صفقة القرن أو أي مخطط قادم علينا سواء من أمريكا أو من اوروبا او من الأمم المتحدة مجتمعة
لا مجال للعنتريات الفارغة ولا مكان للكذب والنصب والإحتيال الذي يمارسة البعض منا .
فحماس وفتح أمام مسألتين أحلاهما مر
ومن ينكر وجود حماس وقوتها على الأقل في غزة يكون مخادعا أو منافقا أو جاهلاً
ومن ينكر قوة فتح خاصة في الضفة الغربية وغزة فيكون فاقدا لعقله أيضا
فحماس ..إما أن تستسلم وتسالم وتسلم أسحتها وترضى بالمقسوم ...أو ترفض ,
والثمن ستدفعه غزة بكل مكوناتها..
وفتح أيضا ً على إعتبار أنها الحاكمة في الضفة ( السلطة) إماان توافق وترضخ
أو ستدفع الثمن ليس كما ستدفع حماس أو غزة فقط , ولربما اكثر ..
فالمستوطنات ألغام متفجرة عند الطلب
إذا ما الحل ..!؟
الحل بيدنا نحن الشعب الفلسطيني وليس بيد أحد مهما كانت قوته ولن يستطيع ترامب أن ينفذ خطته إذا وقفنا في وجهه ووجه العالم وذلك من خلال تكوين طود شامخ من خلال وحدة وطنية وتعزيز مسيرات العودة وتوسيع نطاقها في الضفة الغربية وذلك بنفس أسلوب المسيرات في غزة ولكن ربما نحتاج لبعض التعديلات فالجغرافيا لسيت متشابهة .
قبل فترة دعونا للعصيان المدني وما زالت دعوتنا قائمة , ولكن عندما شاهدنا تأثير مسيرات العودة
وجدنا أنها اكثر فعالية وأقوى تأثراً
فالحراك السلمي الذي يخلوا من السلاح ويعتمد على الحشد الضخم على حدود المستوطنات وجميع مواقع العدو
وتأطير هذه المسيرات من خلال قيادات شعبية خالية من أعلام التنظيمات وفقط ترفع العلم الفلسطيني
سيعيد لقضيتنا حيويتها وتفاعلها وتأثيرها
صحيح أن التكلفة ستكون غالية ولكن أليست الشهادة في سبيل الله والوطن غاية معظم أبناء شعبنا .!
فبدل أن يتوجه الشباب للعمل المنفرد والموت بلا ثمن فالعمل الجماعي المنظم سيكون مكسبا لقضيتنا والشهداء لهم الله والجنة
وكما أسلفت فلتترفع التنظيمات حماس وفتح عن كل ما هو فصيل والعودة للأصيل .
ولا نقول إلغائهم , بل يتعاون الجميع ومن خلال الخبرات والتاريخ الحافل بالتضحيات وتوجيه العمل بما يضمن إستمراريته وفعاليته وتأثيره الإيجابي
بهذا نستطيع أن نفرض على العالم إحترامنا كشعب موحد أعاد بوصلته ورفض الحلول التي تحرمه من حقوقه المشروعة مما سيعزز الدعم الجماهيري في مختلف أنحاء العالم, والدليل ما نراه من حراك في أورباو وحتى أمريكا وباقي دول العالم الحر وأكبر دليل ما شاهدناه من خلال التصدي للسياسين الأمريكان كما حصل مع مندوبة امريكا في الأمم المتحدة (نيكي ) وقد شُل لسانها أمام عدد من المناهضين لها ولسياسة ترامب المجرمة .
عدا ذلك ومن غير توحدنا وتعزيز حراكنا الشعبي واحترام دماء شهدائنا
فلا نتوقع أن يقف معنا أحد في العالم
هي دعوة عاجلة لمواجهة الضغط الأمريكي ومواجهة التوحش الصهيوني وذلك بالتعاضد والتلاحم
فيما بيننا وفض النزاعات الداخلية وإعادة التراحم المفترض أنه من عمق عقيدتنا وانتمائنا كأمة واحدة .
وأقول لحماس وفتح ..لا ولن يفوز أحد على الاخر ولن تقوم لكما أي قائمة إذا بقيتم على عنادكم .
فلا حماس هي صاحبة الولاية الإلاهية على الأرض.. ولا فتح هي صاحبة الفضل على القضية الفلسطينية
الشعب الفلسطيني هو صاحب الفضل على جميع الفصائل والتنظيمات ولولا أبناء الشعب الغير منتمين لأي فصيل لولاهم لما كان وجود لا لفتح ولا لحماس ولا غيرهم من التنظيمات
ولولا شباب فلسطين لما كان القسام ولما كانت العاصفة ولاكتائب شهداء الأقصى ولا سمع العالم صوتنا ولا احترمنا أحد في العالم ..
فكفى عنجهية وابتذال وتحزب أعمى وعودوا الى شعبكم إخوانا وتراحموا ..
ودون ذلك لن يرحمنا أحد ..ولا حتى الله ..
وإذا لم نحقق ذلك فليس أمامنا سوى إنتظار الزلزااااااااال..!
والله تعالى أعلم