نشر بتاريخ: 29/05/2018 ( آخر تحديث: 29/05/2018 الساعة: 11:35 )
الكاتب: د.حسن خريشه
لغط كثير واحاديث ممجوجة من الطامعين والطامحين والمتأملين حول من سيخلف الرئيس (بعد عمر طويل) احيانا يتم استخدام القانون الاساسي ومرة اخرى يتم العودة الى اصل السلطة وثالثة الى تفويض المجلس الوطني صلاحياته للمجلس المركزي وفريق رابع يدخل المحكمة الدستورية هذا على المستوى الداخلي، وهذا اللغط بالعادة تجريه وتغذيه النخب الموجودة ممن حصلوا على مواقع قيادية بالتعيين بفعل قربهم وعلاقتهم بالرئيس او بحلقته الضيقة.
الطرف الاخر الاحتلال وصحفيوه ومراسلوه وكتبة الاعمدة بالصحف الرئيسية وهم بالعادة مطلعين بفعل علاقتهم مع بعض القريبين من صناع القرار الفلسطينيين ومصادرهم تعتمد بالاساس على معلومات من الادارة المدنية واجهزة المخابرات الصهيونية والتي اصبحت للاسف مصدرا لاخبار كاذبة وملفقة لكنها مغلفة بالدسم ويبدأ بعض الاعلاميين المحليين وصحفنا ووسائل التواصل الاجتماعي بنقل تصريحانهم واخرها تفويض الرئيس لصلاحياته لعدد من الاشخاص والهدف من التسريبات اعطاء انطباع اننا قطيع ينقاد لهذا وذاك وبالمحصلة ضرب المنطق والتحليل العلمي ونزع الاعتزاز الفلسطيني بديمقراطيته واختياره.
الاشاعه وحربها مشروعة بالحروب وخاصة عندما يستخدمها الاعداء في حروبهم للتأثير النفسي او الضغط لكنها غير اخلاقية عندما يتعلق الامر بالشأن الداخلي وبصحة وحياة البشر عموما والرئيس خصوصا.
هذا هو واقع الحال من جهة لكن الجهة الاخرى المواطن .. المفكر .. المثقف والاكاديمي .. العامل والفلاح .. يسأل احيانا بقصد واخرى بعفوية اين هي المؤسسات الفلسطينية واين هم الناطقين الرسميين سواء في المقاطعة او في الحكومة او لدى القوى السياسية هؤلاء على كثرتهم فجأة غابوا وان حضروا فكل يغني على ليلاه وحتى الاطباء تراجعوا وحل محلهم بعض المتنفذين، كل هذا اثر وبشكل كبير على المتلقي وهو بالنهاية.. الشعب.
والغريب ان الطامعين بالوراثة، قسم كبير منهم عاش تجربة انتقال السلطة بعد استشهاد الرئيس ابو عمار بشكل ديمقراطي وشفاف ووفقا للقانون ومن خلال المؤسسات التي انشأها ابو عمار.شهود الامس ومن تغنوا بعظمة شعبنا وقدرة مؤسساتنا هم انفسهم الذين يثيرون اللغط والذي يتم تداوله عند أي ازمة صحية او عند كل مؤامرة صهيونية امريكية.
اغلبية ساحقة من شعبنا تبدأ بالاطفال وتنتهي بالشيوخ يعلموا تماما ان طريقة الوصول الى الحكم او الرئاسة او السلطة هي صندوق الاقتراع والانتخابات، مارسناها في اعوام 1996 و2005 و2006 ومارسناها ايضا خمس مرات في الانتخابات المحلية .... شعبنا يعشق الديمقراطية والانتخابات ويهتم بها في أي مكان كانت في امريكا او روسيا والعراق ولبنان وحتى فنزويلا فكيف عندما تكون حق له في وطنه، لكن الكثير من الطامحين يدركون عجزهم امام صندوق الاقتراع لذا يلجئوا للبحث عن بدائل اخرى منها التعيين والتزكية والتوافق والانقلابات احيانا باستخدام المال للاستزلام وكذلك النفوذ.
وباعتباري نائبا منتخبا شعبيا مرتين اؤكد للقاصي والداني ان الكثير ممن يطرحوا انفسهم او يروجوا لذواتهم عبر وسائل الاعلام العربية والدولية حتى العبرية ليسوا مؤهلين لذلك وادرك ايضا ان الكثير من بطانة السوء بدأوا بلملمة امتعتهم والاموال المنهوبة استعدادا للرحيل فعلوها بالامس بعد استشهد الرئيس عرفات وسيفعلوها اليوم لكني اقول كغيري اذهبوا حيث شئتم وضعوا اموالكم في حقائبكم او في بنوكهم لكنكم لن تفلتوا من غضبة شعب مقهور.
لبعض من هذا والكثير الذي لم يكتب بعد وبصفتي التشريعية والدستورية وباعتباري مواطنا..
اولا... اتمنى الشفاء العاجل للسيد الرئيس ودوام الصحة
ثانيا... اتمنى من الرئيس والذي اعرفه عن قرب واعرف جرأته وقدرته ومعرفته بكل المحيطين به سواء الصادقين او المنافقين او بطانة الخير او بطانة السوء ان يصدر تعليماته بانهاء الانقسام لان ذلك بحاجة فقط لارادة وقرار وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه والغاء كل العقوبات عن اهلنا في غزة العزة.
ثالثا...اطالب سياده الرئيس اليوم وليس غدا باصدار مرسوم رئاسي يحدد موعدا قريبا لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بهدف قطع الطريق امام فتنة داخلية واصطفاف داخلي يؤدي الى صراعات داخلية ومناطقية وعشائرية وحتى لا يقسم الوطن الى امارات وعلى راس كل امارة مختار كما هي مساعي الاحتلال.
اخيرا ندعو الجميع الى التوقف عن الثرثرة والالتزام بالقانون ووقف تسويق انفسهم عبر اغراق الفيسبوك بصورهم من قبل بعض ازلامهم.
الطريق الوحيد هو القانون وصندوق الاقتراع ولا شيء اخر.
نائب رئيس المجلس التشريعي