نشر بتاريخ: 31/05/2018 ( آخر تحديث: 31/05/2018 الساعة: 12:10 )
الكاتب: د. حنا عيسى
ظهر مؤخراً رواد جدد في سياسة الخارجية الامريكية ينادون بمصطلح جديد تحت عنوان الدبلوماسية التحويلية لوزارة الخارجية الامريكية .. هادفين من وراء ذلك تغيير السياسة الامريكية لدبلوماسييها في الخارج من كتابة التقريرعن الدول الذين يمثلون الولايات المتحدة الامريكية فيها الى التأثير على هذه الدول في صنع القرار اولاً ونشر الديمقراطية في هذه البلدان عن طريق التجوال في المدن الاخرى بدلاً من التركيز على العواصم فقط لإظهار الدور النشط لامريكا على مستوى الدول ككل ... وكان هذا التركيز الذي ظهر مؤخراً تناول منطقة الشرق الاوسط كنقطة انطلاق للدبلوماسية الامريكية بهدف الحفاظ على مصالحها في المنطقة ولترويض الحكام والشعوب العربية للسير نحو الديمقراطية التي تريدها امريكا والتي من خلالها يكون ثبات لامريكا في هذه المنطقة والمناطق الاسيوية الاخرى لعشرات السنين القادمة.
لكن السؤوال المطروح ... هل ستنجح امريكا في فرض مفاهيمها الدبلوماسية الجديدة كفلسفة وممارسة؟؟؟ بكل تأكيد امريكا تتعامل مع هذه المصطلحات انطلاقاً من مصالحها كدولة قوية ذات القطب الاوحد حالياً وتستطيع من خلال قوتها ان تفرض ما تراه مناسباً لمصالحها ... ونتيجة المتغيرات الدولية وهيمنتها القوية على هيئة الامم المتحدة والعالم ككل فانها قادرة ولو بشكلٍ مؤقت على تمرير سياستها نتيجة الضعف الحاصل في مواقف اعضاء مجلس الامن الاخرين والحروب الجارية في مناطق متعددة ناهيك عن الانشقاقات والتفكك والانهيار الحاصل في معظم مناطق العالم ... وهي ترى اي امريكا بان المتغيرات المطلوبة تستوجب مفاهيم حديثة لا تقليدية كما كان حاصلاً قبل انهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية .. وعليه فان الولايات المتحدة تشعل ما يجري في العالم من حروب وضعف في اقتصاديات دول العالم لتفرض رؤيتها الخاصة بها دون التشاور والتنسيق مع الاخرين لتنفرد لوحدها في تحديد الاستراتيجيات القادمة لسياساتها في منطقة الشرق الاوسط (النفطية) والمناطق الاخرى .. وهذا هو الهدف الذي تشدو اليه الولايات المتحدة من دبلوماسيتها التحويلية.