الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

معالم المرحلة الاخطر في قضية فلسطين

نشر بتاريخ: 31/05/2018 ( آخر تحديث: 31/05/2018 الساعة: 12:16 )

الكاتب: المحامي سمير دويكات

تشكل هذه الايام من الوضع الفلسطيني المرحلة الاخطر في قضية فلسطين، وكانت المرحلة المشابهة لها في سنوات الثلاثينيات والتي كان الابرز فيها الخلافات الفلسطينية الداخلية وغياب الخطة والتي نتج عنها غياب الوعي السياسي لدى النخب، وعدم اكتراث الشعب في وقتها، فكان نتيجتها ان اعد اليهود انفسهم وانشأوا دولتهم المزعومة فوق ارضنا، فاستفاق الفلسطينيون على وضع عقب النكبة بوجود دولة اسرائيل وبعدها ناموا حتى النكسة فوجدوا ان جزء كبير من فلسطين قد ضاع.
ومنذ النكسة ونحن نعاني من وحدة شعبية وقيادية، وظلت هذه المرحلة حتى 1974 بالاعتراف بتمثيل فلسطين عن طريق منظمة التحرير، والتي على اثرها غيب مفهوم الدولة الفلسطينية وتم تقزيمها بقرارات اممية لا تطعم ولا تسمن من جوع، فبقي الحال حتى بداية التسعينات والذي تولد عنه اوسلو المشؤومة، والتي كان لها الاثر الايجابي الكبير على الصهاينة في بناء منظومة مستوطنات وبنية مجتمعية لديهم كبيرة على خلاف الفلسطينيين والذي لم يحسب لهم اي انجازات سوى انهم يدفعون الرواتب للموظفين، وبحلول سنة 2018، قطعت الرواتب فأدى ذلك بالنتيجة الى اننا خسرنا كل شىء.
الان وليس غدا، في معالم المرحلة هي من اشد المراحل خطورة على الفلسطينيين كشعب وعلى فلسطين كأرض، ومن اهم سماتها، ضعف الدعم الرسمي العربي بل ذهب هذا الدعم من البعض الى اسرائيل بنشاطات علنية او خفية وهو ليس بجديد ولكن اليوم اصبح بوقاحة اكبر، عدم اكتراث الشعب الفلسطيني والذي اضعف القدرة الابداعية وادى الى توغل الاحتلال اكثر واكثر، ضياع المكتسبات في الدعم الدولي وتغييب دورنا العالمي، تحول الفصائل الفلسطينية الى اشبه بعزب للبعض بعيدا عن اي مظاهر للممارسة الديمقراطية، ضياع في توجهات القيادات والذي ادى الى خلق شرخ كبير مع الشعب الفلسطيني، اذ ان القيادات تفتقد الى شرعية القانون والدستور، وان الاجراءات المتخذة ادت الى فضح منظومة النظام السياسي وتعريته.
اما من اهم معالم المرحلة واخطرها على الاطلاق في القضية الفلسطينية، فهي قادمة في قادم الايام وهي ما كشفها مرض الرئيس – شافاه الله - وان كانت ليست المرة الاولى، فهي ابانت كثير من الامور، ومنها اولا ان الدستور والقانون فيما يتعلق بالتغيير والانتقال السياسي ذهب بخبر كان، اذ تم اعدام اي مظلة قانونية لانتقال السلطة في المستقبل واي انتقال لها خارج هذه القواعد سيؤدي الى نشوء قيادة مشوهة ولا تحظى بأي تاييد لا شعبي ولا رسمي ولا اقليمي ولا دولي، وسيؤدي ذلك الى انهيار تام في المؤسسة الرسمية وسينعكس سلبا على جميع مكونات المجتمع، اذ ان الرئيس ابو مازن جاء بانتخابات وانه كان وما يزال الوريث التاريخي للقضية الفلسطينية بجانب ابو عمار وان ايا من المرشحين للخلافة بغض النظر عن الطريقة لن يكون له هذه الحظوة الا بانتخابات نزيه وشفافة، وان اي انتخابات من الصعب تنفيذها في ظل غياب الرؤية السياسية القادرة على الاتفاق على برنامج وطني والاهم انهاء الانقسام.
نعم، هي المرحلة الاخطر، والتي سيكون مشهدها القادم مضي اسرائيل وامريكا في مخطط شارون وفق ما سمي صفقة القرن، وسيؤدي لا سمح الله الى نهاية الحلم الفلسطيني، وسيتحول الفلسطينيون الى اقليات في دول مختلفة موزعين بين مصر والاردن والكيان وغيرها، وسيكون من الصعب وجود كيان لهم، وخاصة ان بعض العرب مما ينساقون لتوجهات واشنطن سوف يبادرون الى هذا الحل لانهاء الوجود الفلسطيني، ولكن امام ارادة الفلسطينيين سيكون صعب بالمقابل سيتورط الفلسطينيين بمازق نحتاج الى سنوات للخروج منها كما حصل بين النكبة والنكسة.
الحل، سوف يكون في اليوم وليس غدا، في اعادة تقييم حقيقي وسريع وفي تبنى رؤية شعبية حامية للقضية الفلسطينية في كافة المواقع، وكذلك اخراج بعض من قيادات المصالح والدفع بالكفاءات الى المشهد الفلسطيني واعادة الاعتبار للقوانين الفلسطينية وتوحيد الراية الفلسطينية بانهاء الانقسام والظهور بموقف موحد، وهو ما يمكن ان يقطع الطريق على كل من يعبث بالقضية الفلسطينية على طريق تبنى برنامج وطني وسياسي واضح المعالم، في ذات الوقت حماية المواطن ودعمه على كافة الصعد، وتعزيز الجبهة الداخلية وفرض تنمية تطوير الاحزاب على قاعدة الديمقراطية، فلقد حان الوقت لنتحلى بشىء من الخجل في التعاطي مع القضية، فقد زاد الامر عن حده كثيرا وكثيرا، هناك العمل الكثير وهناك من يعمل الكثير، ولكن تحتاج الى وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والله من وراء القصد.