نشر بتاريخ: 04/06/2018 ( آخر تحديث: 04/06/2018 الساعة: 13:09 )
الكاتب: منذر ارشيد
صفقة القرن..بين موقف فلسطيني متخوف..وقلق أردني مشروع وانتظار مصريعند البحث عن عمق المشكلة القائمة والتي تقلق جميع من يهمهم الأمر خاصة في الوطن الذين هم الأكثر معاناة...
وعندما نتحدث ونحلل ونحن في خارج الوطن تقع علينا مسؤولية مضاعفة كي نظهر الصورة أكثر وضوحا...
فالمشهد من خارج الصورة اوضح من داخلها رغم أن..أهل مكة أدرى بشعابها.
وعلينا أن نراعي أيضا الظروف الموضوعية دون التحيز لطرف من الأطراف بل علينا أن نبحث عن المخرج الذي يمكن الخروج منه أزاء كارثة حقيقية تعتري قضيتنا الفلسطينية بعد أن إتضحت الصورة تماما... وهنا لا نتهم أحد ولا نبريء أحد فما يحدث ليس وليد اليوم بل هو وليد سايكس بيكو التي قسمت المنطقة وكرست مبدأ الجميع موجود لخدمة المشروع الصهيوني وليس لخدمة المشروع العربي، ولو كان عكس ذلك لكان العرب الان هم القوة العظمى الأولى.
الان وبدون أدنى شك أن الوضع أصبح في غاية الخطورة وقد خرج من الوضع الذي كان معقدا إلى الوضع الأكثر خطورةً، فالتعقيد الذي كان قبل إعلان ترامب المشؤوم أصبح خطرا جدا وقد إتضحت ملامحه بأبشع صورة.
وكما يقال للجائع وأمامه رغيف ..... (كامل لا تأكل ومقسم لا تقسم وكل حتى تشبع).
الفلسطينيون الطرف الأول في المسألة لأنها قضيتهم والأردنييون الطرف الثاني بسبب القدس والعهدة والوصاية الهاشمية ناهيك عن الأطماع الصهيونية المزمنة التي تنادي بالوطن البديل.
أما مصر فكأنها المبخراتي خاصة أن ما تسرب من معلومات حولة تهيئة الأجواء على حدود غزة مع مصر لفتح باب الهروب الكبير من جحيم الحرب القادمة والخ..
الرئيس الفلسطيني أعلن موقفا واضحا أن لا تنازل عن القدس الشرقية وحدود حزيران وحل عادل لقضية اللاجئين (رفض صفقة ترامب).
والأردن لا يقبل بأي تغيير على الوصاية الهاشميةعلى القدس والأماكن الدينية وهو مع القرار الفلسطيني.
ومصر تنتظر الأثنين حتى يتوافقا على أمر ربما سيكون مفروغا منه وكما قلت عن الرغيف والجائع ..!
أمام الموقف الذي أعلنه الرئيس أبو مازن فهل سيكون هذا الموقف كافيا وقادرا على الصمود عمليا وميدانيا .!
كيف والمنطقة كلها تحت عباءة أمريكا ولا تستطيع الخروج منها .!
بدون شك أن الأردن في موقف غاية في الصعوبة وكل شيء تحت السيطرة..
فالقوات الأمريكية تعسكر على حدود سوريا وقيادات مركزية متواجدة في البلد..
وكما ان الضغط الإقتصادي على الأردن وقد تم إغرائهم قبل سنوات بحل جيمع مشاكلهم الإقتصادية من خلال مليارات الدولارات بشرط دخول قوات أردنية للعمل ميدانا في سوريا وهو ما رفضه الإردن رفضا قاطعا ..
فلا الشعب يتقبل الأمر ولا الوضع الأردني يسمح فالأمور ربما ستكون اكثر جهنمية من سوريا والعراق لو حصل ما كان متوقعا لو تدخلت مباشرة في سوريا..!
أما الضغوط الجديدة خاصة في الأيام الأخيرة من خلال رفع الأسعار والضرائب حيث أصبح الحال أشبه بحال غزة أللهم أن الأردن فيه نظام قوي ورواتب تصل للجميع ووحدة وطنية ولكن الفقر والعوز والشعور بالغبن واستغلال الحكومة لحاجة الناس للإستقرار والأمان ما عاد الشارع الأردني يتقبلها خاصة أن الحكومة في واد ونبض الشارع في واد.. مما أجبر الناس على الإضراب ولأول مرة، وهذا نذير شؤم على الأمن والإستقرار اللذان هما رأس مال الأردن.
فالأردن حسب ظواهر الأمور سيدفع ثمن القدس.. والضغط عليه الذي جاء تدريجيا وبخطى مدروسة من صندوق النقد الدولي والحكومة تبرر ذلك حسب المقولة مكره أخاك لا بطل وإلا سينهار الأردن إقتصاديا وبشكل خطير مما يعرضه لكثير من الكوارث.
ولا شك أن الإجتماع الأخير في القاهرة ما كان إلا من أجل إيجاد مخرج للوضع الخطير الذي تتعرض له المنطقة، فالفلسطينين حسب الدارج لا يخشون شيء فالغريق لا يخشى من البلل.. ولكن الأردن ليس غريقا ويخشى من البلل فعلا وأي هزة ستجعل الأمر مخيفا ومفزعا.
أما مصر كما يبدو عليها ... مش فارقة معها المهم التوافق الأردني الفلسطيني على ما هو قادم وهي جاهزة لاي شيء.
أما المصالحة أعتقد أن ألأمور قد تجاوزتها فإن حصلت خيرا وإن لم تحصل ليست مشكلة للجميع.
غزة تعيش حالة حصار وبؤس وحماس تتصرف من خلال الحياة والموت فلا شيء ستخسره وليس أمامها إلا إطلاق الصواريخ، فالصواريخ تصرخ في وجه الجميع لتقول غزة تحتضر وتنتحر.
والسؤال الاكثر الحاحا هل غزة ستدفع الثمن الأكبر في النهاية..اللهم سترك..
أما الضفة فليس مطلوب منها أكثر مما هي عليه هدوء وبعض الإستقرار مع تنقيط في الحلق وعدم تجويعها حتى لا تثور، ولكن رفع العصى ضروري كل فترة والتهديد بقطع الموارد إذا ما غيرتم وبدلت ..!
واسرائيل غير معنية بإسقاط السلطة وتحمل عبء الشعب وحياتهم، بل على العكس تريد تهجير عرب الداخل لو أمكنها ذلك.
إذا نحن أمام حالة ميؤوس منها أمام هذا الزخم من قبل أصحاب الخطة... الان هل ستنجح الخطة المخطط الصفقة ..!
ربما نعم وربما لا ..!
فالفلسطينيون في حيص بيص والعالم لا يعبأ..
والمنطقة العربية بين حروب داخلية من جانب وخنوع وتطبيع جانب آخر..
والمفارقة العجيبة ان ليس هناك من يمتلك إرادته ولا سياستة ولا قوته الكل منشغل بمشاكله الداخلية وأي لفته باتجاه مساندة القضية الفلسطينية سيكون ثمها رأس النظام أي نظام.. واستقرار البلد أي بلد.
وكما قلت في مقال سابق أكرر القول من جديد..
الفلسطينيون ... حقيقة ..نحن يا وحدنا
ومعظم الأنظمة والدول العربية اصبحت تبحث عن طوق نجاة لها في خضم هذا الإعصار الصهيو امريكي الذي تورطوا به ولا فكاك منه بعد أن غرقوا (يا الدفع يا الرفع) .
ولا فائدة من تكرار الأسطوانه المعروفة..
(النظام العربي الخائن ) فلا عبد الباري عطوان ولا غيره من اصحاب الصوت العالي قدموا ولا اخروا وهم يصرخون طوال عقود وقد استهلكوا الوقت والعزيمة بلا فائدة..
فيجب ان نضع هذا الامر خلفنا ولا نضيع الوقت ونحن نردده فالوقت قد فات على هذا الشعار.. نريد فعل..
اذا نحن الفلسطينيون وحدنا فعلا..
فكيف سنواجه عمليا القرار الأمريكي خاصة ان ترامب سيعلن عن الخطة خلال أيام..!؟
حتى لو توحد شعبنا وانطلق الجميع نحو مسيرة العودة وتم العصيان المدني..
هل العالم يتوقف أمام هذه الحالة ويقول قفوا وفكروا..!
هل سيتوقف ترامب امام وقفة الشعب الفلسطيني الموحدة..
نأمل ذلك ...والأمل بالله وبالشعب الفلسطيني إذا عمل وتوكل وفاجأ العالم بوحدة كاملة شاملة وبقرار واحد..
أو ..أن يحدث من عليائه أمرا ما، ويبدل من بعد عسر يسرا..
فالوضع أكثر من خطير..
والزلزال حتما قادم....اللهم لطفك