نشر بتاريخ: 05/06/2018 ( آخر تحديث: 05/06/2018 الساعة: 12:47 )
الكاتب: خالد السباتين
سبق وقلنا أنّها خيوط صفقة القرن وإرتباطاتها وسبق وقلنا أيضاً أنّ عمّان ستكون من أهم العواصم التي ستتأثر بهذه الصفقة التي رفضها الملك ورفضها الشعب وأكد الجميع على أنّ عمّان لن تكون البوابة لعبور تلك الصفقة، فقد قلنا سابقاً بأن الحبل بدأ يشتد حول رقبة الأردن وأنهم بدأوا يخططون لتركيع الأردن إقتصادياً، لكن نحن نقول دائماً أن الترياق يخرج من سمّ الثعبان وأن الملك عبدالله الذي يحمل الملف الأثقل على الإطلاق وهو القدس والذي يأبى إلا التمسّك به ويسعى الى إيجاد حل للأزمة المعقدة في اللحظة التي أدار الجميع ظهره للأردن وكما قال جلالة الملك الأردن اليوم يقع على مفترق طرق لكن بإذن الله سيجد الحلول.
أسماها البعض ثورة وأسماها البعض أحتجاجات وأسماها البعض مظاهرات وأسماها البعض إعتصامات نعم إختلفت المسميّات كلٌّ حسب رغبته لكن الشعب إتفق على شيء واحد وهو حب الأردن والحفاظ عليه وعدم السماح للمساس بأمنه أو نظامه فمشكلة الشعب مع حكومته لا مع قيادته حتى يعي العالم ويدرك جيّداً بأن الشعب الأردني يصطف كتفاً على كتف في حماية أردنّه الحبيب ولا يترك ثغرات في صفوفه يمكن إختراقه من خلالها وأنه قادر على إفشال تلك المخططات التي تحاول النيل من أمنه واستقراره وأن إعتصامه سلمي للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة وخفض الأعباء والضرائب التي أثقلت كاهل المواطن الأردني.
حتى باريس الحضارة لم تُضرِب يوماً مثل عمّان فقد رأينا إضراباً خمس نجوم ورأينا مشاهد لا تراها حتى في أفضل عواصم العالم وأكثرها حضارة وتقدّم، فعندما بدأت الإحتجاجات في الأردن بسبب قانون الضريبة هرعت معظم قنوات الأخبار المحلية والعربية والعالمية لتغطية الأخبار العاجلة ولاحظنا كيف تصدّر الأردن الخبر على تلك المحطات ومواقع التواصل وكيف تم إظهار الخبر بطريقة وكأنهم يتمنون سقوط الأردن أو أن يغرق الشعب في مستنقع الظلام كما في بعض الدول المجاورة وكيف أراد البعض أن يستغل ما حدث لإثارة الفتنة والضغط على جلالة الملك حتى تزداد تعقيدات الأمور، لكن بفضل الله وبفضل وعي هذا الشعب العظيم وفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله لم يحصل ما كان يخططون له بل حدث عكس ذلك تماما.
فقد صدحت الحناجر وغنّت بصوت واحد موطني واصطفت العساكر وكانت غايتها ايضاً حماية موطني، مشهد لم نعتد عليه في الوطن العربي أن يصطف المعتصمين مقابل رجال الأمن بكل ود وحب دون خوف ورهبة من رجل الأمن، مشهد لم نعتد عليه أيضاً أن يأُم أحد المعتصمين ويصلّي جماعة برجال الأمن في قلب الإعتصام، مشهد لم نعتد عليه أيضاً أن يُصدر قائد كتيبة الدرك لضباطه بعدم استخدام أي نوع من أنواع القوة وسبب وجودهم فقط لحماية المعتصمين، رأينا أيضاً كيف وزّعت مرتبات الأمن المياه على المعتصمين وشاهدنا كيف تقاسم المعتصمين بعض الأطعمة والحلوايات مع رجال الأمن وأجمل ما شاهدنا أيضاً فور انتهاء الإعتصامات توديع رجال الأمن وتقبيل جباههم على المجهود الذي يبذل في تأمين الحماية وتفادي حدوث المشاكل وهناك العديد من المظاهر الرائعة والتي إن دلّت على شي فإنّها تدل على ثقافة ووعي الشعب وعدم إنجراره لما تريده بعض الأطراف والأجندات الخارجية فهذا الإعتصام وطني بإمتياز وقطع الطريق على من يشكك بأن الشعب الأردني غير ملتف حول قيادته الهاشمية وأسكت كل أصوات النشاز من حوله.
نعم هذا الاردن سيبقى عصيّاً على من يحاول إختراقه والعبث بأمنه واستقراره، أنصفوا الأردن ولا تتركوه وحيداً يواجه هذه الصفقة، ولا تتركوه يواجه سياسة التجويع والتركيع الإقتصادي فمن واجب الدول النفطية أن تكون طرفاً مساهماً في حل هذه الأزمة بدل من مراقبتها على شاشات التلفاز، فالأردن لم يخذل القدس ولم يتوان لحظة عن الوقوف مع أيّاً من العواصم العربية فلا تخذلوه وهو بأمس الحاجة اليكم وتذكروا دائماً أنه السنديانة التي استظل بها الجميع في يوم من الأيام.