السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى الاجتياح تحية وفاء لمن كتبوا حكاية مجد

نشر بتاريخ: 06/06/2018 ( آخر تحديث: 06/06/2018 الساعة: 14:12 )

الكاتب: عباس الجمعة

نقف كل عام لنكتب تحية وفاء لمن كتبوا حكاية مجد وبطولة، ولنوجه التحية الحارة للشعب الفلسطيني البطل ولجماهير لبنان، لجماهير صور، جماهير النبطية، جماهير الجنوب، جماهير صيدا، جماهير بيروت، جماهير الجبل، حيث كان التلاحم والصمود البطولي للقوات المشتركة اللبنانية الفلسطينية، ولنوجه التحية لجماهير الأمة العربية كلها في تونس، في عدن، في صنعاء في الجزائر، في سوريا الذين استقبلوا ابطال الثورة الفلسطينية بالفرحة، وبإشارات النصر، هذا الصمود الذي احتفلت به كل جماهير الأمة العربية ما كان ليتم لولا صمود الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني.
ونحن نكتب عن قناعة بأن أهم درس، أو من أهم الدروس التي يجب أن تقف أمامها الثورة الفلسطينية في نضالها المستقبلي هو ضرورة وأهمية التلاحم بين فلسطين والجماهير العربية، حيث رأينا اثناء الاجتياح ما يتولد فعلاً عن هذا التلاحم الحقيقي بين حركة الجماهير الفلسطينية وحركة الجماهير اللبنانية، تلاحم حقيقي فعال يؤشر بشكل واضح اليوم من خلال دعم الجماهير العربية للشعب الفلسطيني باعتباره الطريق نحو النصر الكامل.
عندما نوثق احداث ومعارك حتى تبقى في ذاكرة الشعب الفلسطيني ومعه الشعب اللبناني والجماهير العربية واحرار العالم، فاليوم نحن نوثق ذكرى الغزو الصهيوني للبنان في 6 يونيو عام 1982، حيث تم تحت غطاء جوي لم يسبق له مثيل ومهد لهذا التقدم قصف مواقع المقاومة والقوات المشتركة اللبنانية والفلسطينية وضرب مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب والضاحية وبيروت، وقصف قوات الجيش العربي السوري التي كانت تتواجد في بيروت والبقاع، وقد كانت اهداف غزو العدو الصهيوني للبنان معروفة هو تصفية منظمة التحرير الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وفرض شروط على لبنان، وأتى هذا الاجتياح بمباركة من قبل الولايات المتحدة الامريكية وقوى امبريالية ورجعية، بهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية وحليفتها الحركة الوطنية اللبنانية, ولكن كانت المفاجأة الكبرى في تصدي المقاومة الفلسطينية واللبنانية وصمودها في وجه هذا العدو لمدة 82 يوم متواصلة لتبدأ معها الضغوط من بعض العرب لإخراج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان.
من هنا نقول لقد صمدت الثورة الفلسطينية والحركة الوطنيه اللبنانية، حيث شكلت قاعدة صمود الجماهير اللبنانية وقواها التقدميه مع الصمود البطولي للشعب الفلسطيني، فكان تلاحم المناضلين من الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة العمل الشيوعي والحزب السوري القومي الاجتماعي والتنظيم الشعبي الناصري وحزب العمل الاشتراكي وحركة امل مع مناضلي حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية والجبهة الشعبية والديمقراطية والنضال والعربية يشكل نقطة تحول هامة في تاريخ النضال والصراع العربي الصهيوني.
حينما نستذكر بيروت نستذكر مواقع المواجهة مع الاحتلال الصهيوني حيث رويت ارض فلسطين والاراضي العربية المحتلة، وترابها بدماء وعطاءات الشهداء الذين حولوا النكسة الى انتصار، وهنا عندما نقف امام ذكرى النكسة التي تتزامن مع ذكرى اجتياح العام 1982، نؤكد بان مقاتلي الثورة والحركة الوطنية اللبانية والجيش العربي السوري كتبوا صفحات المجد من خلال مقاومتهم البطولية على مدار مئة يوم، وبعد خروج مقاتلي الثورة الفلسطينية من بيروت الى العديد من الدول العربية، كانت بيروت تنتفض وتبدأ المقاومة في كورنيش المزرعة وشارع سليم سلام والحمرا، ما دفع بالاحتلال الى أن يغادر العاصمة خلال أقل من 72 ساعة على دخوله بالرغم من كل قصفه واعتداءاته وبالرغم من مجزرة صبرا وشاتيلا ومن كل شيء ، سطر المقاومون الابطال ملاحم بطولية لا تزال محفورة بالذاكرة حتى يومنا هذا، ونحن نستذكر وقفة لكل واحد من هؤلاء المناضلين والقادة الذي بات بفعل النضال وبفعل التضحية ودم الشهادة رمزا وعنوانا لمرحلة معينة وان كان ما يجمع ما بين هؤلاء المناضلين الذين قدموا انفسهم فداء للبنان وفلسطين والامة العربية وفي مقدمهم القائد العسكري لجبهة التحرير الفلسطينية سعيد اليومسف عضو المكتب السياسي ورفاقه الابطال وغيرهم من المقاومين الذين قاتلوا المحتل الصهيوني، واليوم من خلال تجربة المقاومة في لبنان وانتصاراتها المتلاحقة على الكيان الصهيوني، حيث أثبتت العديد من الوقائع وكرست مفاهيم مغايرة للتفوق والقدرة والامكانيات عمّا كانت عليه في حقبة الانكسار أمام قوة كيان العدو من خلال طي ثقافة الانكسار والهزيمة والاستسلام التي روّج وعمل ترسخت في الاعلام العربي والعالمي وانقلاب الصورة للجندي الإسرائيلي حيث بات مهزوما محبطا في مواجهة المقاومين سواء في لبنان أو فلسطين، ومجرما في مواجهة الاسرى الابطال والمدنيين العزل.
نعم ايام صمود وتضحية وعزة وكرامة قدمت فيها الثورة الفلسطينية والحركة الوطنيه اللبنانية خيرة مناضليها وقادتها منهم من استشهد ومنهم من فقد على يد قوات الاحتلال الصهيوني، بل اختفى في تلك الأيام مناضلون كثر ينتمي بعضهم الى منظمات وأحزاب، مثل المناضل محي الدين حشيشو أحد قادة الحزب الشيوعي في مدينة صيدا، ومناضلي جبهة التحرير الفلسطينية وفي مقدمهم القائد العسكري عضو المكتب السياسي سعيد اليوسف ورشيد آغا وعماد عبد الله، والقائد حسين دبوق عضو قيادة جبهة التحرير الفلسطينية الذي كان له دور أساسي في جبهة المقاومة الوطنية، ورفاقهم في تجمع اللجان والروابط الشعبيه إبراهيم نورالدين، بلال الصمدي، حيدر زغيب، محمد المعلم، محمد شهاب، فوازالشاهر وصولاً الى المناضل عدنان حلواني عضو قيادة منظمة العمل الشيوعي الذي اختطف من منزله في رأس النبع بعد دخول قوات الاحتلال الى العاصمة مع العشرات آخرين من أبناء العاصمة الذين تناوب على خطفهم جنود الاحتلال والميليشيات المتعاملة معه، وكذلك حسن طه "ابو علي دلة" واخوانه الذين كانوا في الاسر ، وكذلك لن ننسى ايضا ويحي سكاف ومحمد فران وعبدالله عليان ، حيث نقف في ذكرى اختفائهم لنطلق صرخة امام الضمير الانساني ، فاعتبر السادس من حزيران يوماً للمفقود العربي على العدو الصهيوني.
وامام كل ذلك نتذكر وقفة القائد سعيد اليوسف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية الذي لم يترك ارض المعركة فكان متنقلا بين الجنوب اللبناني الى بيروت وجبل لبنان والبقاع فبقى جنبا إلى جنب مع رفاقه واخوانه في السلاح من المقاتلين اللبنانيين الوطنيين الشرفاء، الذين واجهوا العدو الصهيوني ، ،حيث بفقدانه فقدنا قائدا ومناضلا يستحق اوسمة الشرف والبطولة ، ولكن صمود بيروت والتلاحم الفلسطيني اللبناني التي تكسرت فيه صخرة البطولة والشجاعة والفداء والتضحية، لابادة الثورة وابادة قواتها وابادة قيادتها، ولكن فشل العدو وبقيت الثورة خفاقا علمها، قويا وجودها، ثابتا جنانها باعتبارها الحقيقة الثابتة الاصيلة في هذه المنطقة المهمة والحساسة والمليئة بالمؤامرات والمحفوفة بالاخطار
نعم هناك شهداء خالدون ستظل ذكراهم راسخة في وجدان شعبنا الفلسطيني والعربي وفي مقدمتهم الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات والقائد الشهيد أبو جهاد والقائد الشهيد ابو العباس والقائد سعيد اليوسف ومارشال بيروت القائد الشهيد ابو الوليد سعد صايل والقائد الشهيد عبدالله صيام والقائد الشهيد بلال الأوسط والقائد الشهيد عزمي الصغير ، ولذلك فكانت قلعة الشقيف تكتب التاريح بصمودها فيما نتذكر جنرالات الأشبال وقائدهم في مخيم الرشيدية الشهيد أبو شاكر ونتذكر الشهداء أبطال الأربيجي في مخيمات الرشيدية والبرج الشمالي ومخيم البص ومخيم عين الحلوة وقلعة الشقيف، ونتذكر شهداء القوات المشركة وشهداء الحركة الوطنية اللبنانية ونتذكر شهداء شعبنا اللبناني والفلسطيني والعربي الذين استشهدوا في حرب لبنان عام 1982 ونتذكر الاسرى الذين فقد مصيرهم وفي مقدمتهم ابو علي دلة ورفاقه .
وهنا اتوقف امام مجزرة مخيم برج الشمالي ومقر النجدة الاجتماعية ، هذا المخيم لم يكن أوفر حظا من غيره من المخيمات الفلسطينية في لبنان، فقد لحقه الدمار والقتل والاعتقال، فكانت مجزرة نادي الحولة في 7/6/1982 أكبر شاهد على العدوان الاسرائيلي للمخيم والتي أدت الى مقتل حوالي 93 من المدنيين ولم ينجوا سوى ثلاث نساء وتحول نادي الحولة الآن الى مقبرة جماعية واقامت الهيئة الادارية لجمعية الحولة نصب تذكاري محفور عليه أسماء الضحايا جميعاً ، مع مجزرة النجدة ومغارة ابو جعفر هذه المجازر التي تسمى اليوم بالمجازر المنسية، لأن التاريخ والعالم لم ينصفوها ولم ينصفوا ذوي الضحايا وتركوها منسية للزمن، حيث المخيم الذي صمد وقاتل لم يتخل مناضلوه من كافة الفصائل عنه ولم يتركوه ولا يزالون يحفظون له مجده ومجد شهدائه الأبرياء فاطلق عليه مخيم الشهداء .
فنحن لا يمكن ان ننسى أيام الوداع في بيروت ، حيث شكلت كوفية الرئيس الشهيد ياسر عرفات عنوانا للصمود والشموخ هو ورفاقه القادة الحكيم جورج حبش وابو العباس وطلعت يعقوب وابو جهاد وابو اياد ونايف حواتمه وسمير غوشه وعبد الرحيم احمد وكل القادة اثناء الرحيل وشكلت المشاعر اللبنانية والفلسطينية الأحاسيس والأفكار التي ولدها ذلك الاسبوع ، لذلك من واجبنا أن نعلن بوضوح ، وبصوت واحد ، بأننا كما صمدنا أمام كل القنابل العنقودية والفسفورية والانشطارية بمواجهة العدو الصهيوني ، فجراح الشهيد القائد الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ابو العباس وكل من اصيب في معركة الصمود في بيروت العربيه كان هدفها لنحيا بكرامة من اجل استكمال مسيرة المقاومة رغماعن الجراح، فالشهيد القائد ابو العباس تحدى المصاعب..ولم يترك ميدان العمل المقاوم ، لذلك علينا اليوم ان نصمد أمام الهجمة الامبريالية الصهيونيه الرجعيه من خلال صون الوحدة الوطنية على أساس البرنامج الوطني ، ونعلن للعالم وبوضوح تام أن معارك الصمود من بيروت الى الانتفاضة الاولى والثانيه وصمود وانتصار غزة والهبات الشعبيه المستمرة في الضفة والقدس ومسيرات العودة يجب ان تزيدنا ايمانا بوحدتنا الوطنية وبثوابت شعبنا ، و رفض كافة المشاريع الامبربالية والأمريكية والصهيونيه وفي مقدمتها صفقة القرن ، من خلال التمسك بمبدأ الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة لشعبنا الاجئ الى دياره وممتلكاته على ارض وطنه فلسطين وفق القرار الاممي 194.
في ظل هذه الظروف لم تتوقف المقاومة ضدّ العدو منذ تلك الأيام، ولم تتوقف المؤامرات الهادفة الى إسقاطها وإسقاط سلاحها، وبدا أن روح المقاومة التي ألهبت المقاومين المفقودين وغيرهم من المقاومين الأبطال ما زالت مشتعلة مثل راية يحملها جيل إثر جيل ، والمقاومة تكبر، تشتد وتتألق، وتصبح ظاهرة، رغم كل الحسابات والتوقعات للمخططات المشبوهة المعادية، كبيرة بحجم الوجود، واضحة بقوة الحقيقة، دافعة في المسار التاريخي والتطور الطبيعي والحتمي، الرسالة الحضارية والتقدمية لمسيرة النضال ضد جميع اشكال الظلم والقهر والاستبداد، نارا على رأس علم، ونورا يهديها، تتجمع حول مشاعل المناضلين في فوهات بنادقهم، وتصبح مقاومة عملاقة، هذه نقطة الانعطاف في هذا المجرى الحضاري في هذه المنطقة، بكل ما تعنيه هذه المنطقة لاعدائنا، في موقعها الاستراتيجي ومخزونها النفطي واحتياطها الاقتصادي، ولذا كان علينا ان نفهم السبب الدفين لهذا التكالب الشرس الذي يحاول ان يضرب قوى المقاومة ويقضي عليها، لتبقى هذه المنطقة فريسة سهلة، ولتستمر هذه الارض ميدانا يمارس فيه اعداؤنا خبراتهم الجهنمية لنهب خيراتنا وثوراتنا من دون رقيب او حسيب، بل بمساعدة العملاء في امتنا العربية وقواهم الارهابيه التكفيرية، الذين اعمتهم العمالة فراحوا يفرشون الارض، ارضنا الطاهرة المقدسة باتفاقات ومعاهدات مسمومة يسير عليها اعداء امتنا إلى قلب هذه الامة، يغرزون فيها خناجرهم المسمومة ويفرضون عليهم سيطرتهم الكاملة، من اجل فرض ما يسمى بصفقة القرن، والذي تشكل خطرا داهما ليس على فلسطين وحدها، وليس على الشعب الفلسطيني فقط، وليس المقاومة بمفردها… ولكن ضد الجماهير العربية ومستقبلها ومصيرها، وضد هذه المنطقة من خلال فرض ما يسمى الشرق الاوسط، وبالتالي ما يشكل كل هذا من آثار عديدة وخطيرة على مجمل السلام العالمي.
وفي ظل هذه الظروف تسطر جماهير الشعب الفلسطيني أروع ملحمة بطولية عبر "مسيرات العودة " والهبة الشعبية في الضفة والقدس في مواجهة المشاريع الإمبريالية في المنطقة تتصدر المشهد النضالي فلسطين والجماهير التي ترسم بدماء خيرة أبنائها خيارات الشعب الفلسطيني، وتتصدى بكل ما أوتيت من قوة وعزم وخبرة للهجمة الأمريكية الصهيونية المشفوعة بالتواطؤ المخزي لبعض الانظمة العربية.
فالشعب الفلسطيني يقف اليوم أكثرمن أي وقت مضى بوجه كل قوى العدوان والتآمر متمسكا بالثوابت الوطنية، مبديا استعداده لتقديم المزيد من التضحيات، في مواجهة كل المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية ، حيث شكلت مسيرات العودة والمقاومة الشعبية نقطة تحول مهمة في الدفاع عن القضية العربية المركزية ، بمواجهة وحشية البطش الصهيوني، وكل محاولات الإحباط وتداعيات الحصار والتجويع، ها هي تزاوج بين مختلف أشكال النضال والفعاليات، لها من مسار كفاحها التاريخي، لا سيما منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي ما يكفي من الخبرة للتصدي لتداعيات تواطؤ مختلف النظم الرجعية العربية مع الهجمة الإمبريالية الصهيونية الراهنة.
وهنا لا بد ان تنطلق صيحتنا لكي يسمعها العالم اجمع، وبالذات الاحصنة الخشبية التي تجر في ركب القوى الامبريالية والصهيونيه ، باسم شعب فلسطين وباسم الشعوب العربية وباسم الاحرار والشرفاء في العالم اجمع، انه لا سلام ولا امن ولا حل ولا استقرار في هذه المنطقة بالقفز على جوهر المشكلة والاساس فيها حقوق شعبنا الفلسطيني الوطنية الثابتة، بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته الوطنية المستقلة فوق ترابه الوطني، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية، والتي اعترف بها كافة المستويات الصديقة والحليفة والعربية والدولية.
من هنا نقول مهما أسودت صورة المشهد العربي، ونالت منه الاختراقات تبقى هناك دوما نبضات للحرية، تدعونا للأمل بالنهوض مجددا، حيث نرى نجاح حركات المقاطعة ، في وجه محاولات الاختراق الصهيوني هو انجاز يجب البناء عليه .
ولذلك نحن نقول ان الشعب الفلسطيني واللبناني كتب حكاية مقاومة ومجد والمقاومة حققت انتصاراتها في لبنان ، والشعب الفلسطيني يواصل معركته ، وهذا يتطلب العمل من كافة القوى والاحزاب العربية الاسراع في تشكيل جبهة شعبية عربية تدعم نضال وصمود الشعب الفلسطيني وتربط بين النضال من أجل التحرر من الإستعمار الأميركي لمنطقتنا ومن كل إفرازاته، والعمل على بناء وحدة عربية تحمي مصالح شعوب هذه المنطقة وتحفظ خيراتها مواجهة مشروع الفتنة والتفتيت والتخلف، كما على القوى العربية ان تدعم وحدة المقاومة والانتفاضة على ارض فلسطين ، وعلى كافة الفصائل والقوى الفلسطينية ان تأخذ العبرة والدروس من المعارك التي خاضتها ، فكيف صمدت في مواجهة الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية ، فعليها اليوم ان ترفع الصوت من اجل تطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني وصون الوحدة الوطنية على أساس البرنامج الوطني والثوابت الفلسطينية ، ويجب أن تعلن للعالم وبوضوح تام أن صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني هي الكفيلة في رفض كافة المشاريع الامبربالية والأمريكية .
إن مشاعل الحرية والعودة الذين اكدوا من خلال مسيرات العودة التمسك بحق العودة والقدس، تتطلب من الجميع بان نحول هذه التضحيات شعلة نضال لن تنطفئ ولن تتوقف مهما تزايدت عدوانية دولة الاحتلال، ومهما تزايدت المخططات والمحاولات الامريكية الصهيونية التي تتوهم بانهاء القضية الفلسطينية وتصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين وشطب الهوية الوطنية أو وقف نضال الشعب الفلسطيني الوطني الذي يتطلع الى الحرية وتقرير المصير والعودة.
وغني عن القول نطالب الجميع اليوم بوقفة جادة ومسؤولة بالتمسك بالأهداف الوطنية المشروعه والتوجه الى المؤسسات الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ، والنضال من اجل تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها وفق رؤية وطنية، ورسم استراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا وقضيته الوطنية
في ظل هذه الظروف آن الأوان، ان يقف الجميع خلف قضية الاسرى الإداريون ضد سياسة الاعتقال الإداري المنافية لاتفاقيات جنيف، وتفعيل الحراك الشعبي ،تحت شعار الأسرى يستحقون بعضا من وقتنا ، في معركتهم نحو الحرية ، مهما كان الثمن ، ومهما كانت التضحيات ، فحرية الإنسان تعني كرامته التي لا يمكن التنازل عنها ، اليوم يعيش أكثر من خمسة الاف أسير فلسطيني في معتقلات النقب ونفحة وعسقلان وعوفر والمجدل والرملة والمسكوبية والدامون يواجهون المعاناة والتنكيل ، فمنهم من منحت اسمائهم شهادات العز والفخار الذين خرجوا منها أحياء منتصرين ، وشهادات العز والخلود لمن ارتقى شهداء خلف أسوارها وظلماتها وفي مقدمتهم الاسير القائد الكبير ابو العباس وعمر القاسم وغيرهم من القادة والمناضلين.
ختاما : في ذكرى الغزو نوجه التحية للشعب اللبناني ، وقواه الوطنية وللشعب الفلسطيني الصامد لأنني اعتقد ايضاً عن قناعة بأن أهم درس ، أو من أهم الدروس التي يجب أن تقف في مسيرة نضالنا الوطني هو ضرورة وأهمية استنهاض الطاقات والتمسك بكافة الخيارات النضالية حتى تحرير الارض والانسان ، باعتبارها الطريق نحو النصر الكامل .