نشر بتاريخ: 12/06/2018 ( آخر تحديث: 12/06/2018 الساعة: 12:11 )
الكاتب: عماد عفانه
جمعت طقوس النضال والمقاومة مختلف اطياف وشرائح الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور المشؤوم 1917 إلى يومنا هذا حيث تنوعت المقاومة بين الإضراب السلمي 1936 والثورة الفلسطينية الكبرى في ذات السنة 1936.
ولم يفلح الاحتلال في قطع حبال الثورة عن الفلسطينيين الذين تشبثوا بأرضهم ولم يهاجروا منها رغم التشريد والمذابح والذين يطلق عليهم اليوم فلسطينيي الـ48، حيث واصلوا المقاومة الشعبية وابتدعوا يوم الأرض سنة 1976 في انتفاضة سلمية على مصادرة الأرض وقدموا ستة من الشهداء وعشرات الجرحى، وما زال الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده يحيي هذا اليوم كمناسبة للتأكيد على مواصلة النضال والمقاومة حتى استعادة الأرض وتحريرها من الغاصبين.
ولم يكن من قبيل الصدفة أن تتخذ مسيرات العودة التي انطلقت قبل أسابيع من يوم الأرض موعدا لانطلاقها في الـ30 من مارس.
فكما ربط يوم الأرض في الـ30 من مارس 1976 شعبنا في كافة أماكن تواجده واصبح يوم وطنيا نحييه لتأكيد تواصل مسيرة النضال والتحرر، فان انطلاق مسيرات العودة في ذات اليوم يجب أن يحافظ على هذا الترابط وتأكيد التوحد في خندق المقاومة.
فاذا كانت الانتفاضات الفلسطينية سنة 1987 وسنة 2000 خاصة بالضفة وقطاع غزة، فان مسيرات العودة ليست خاصة بأي بقعة فلسطينية دون أخرى، فهي تخص الجميع، وعلى الكل الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في الضفة وغزة والـ 48 وفي مخيمات المنافي واللجوء في لبنان سوريا والأردن أن يشاركوا فيها بذات الدرجة من الزخم والفعالية، لأن العودة إلى ارض فلسطين لا يخص غزة دون الضفة أو الـ 48 دون مخيمات اللجوء، والعودة لأرض فلسطين حق للجميع، وعلى الجميع أن يشارك فيها لأن نجاحها نجاح للجميع وفشلها لا قدر الله فشل للجميع أيضا.
ولنا في نجاح تجربة الهبة الشعبية في باب الأسباط لمنع العدو من فرض واقع صهيوني جديد على المسجد الأقصى كل العبرة والعظة، حيث وحد الأقصى شعبنا بكافة توجهاته هناك وانتهت بالانتصار واجبار العدو على إجراءاته الجديدة في الأقصى.
ومسيرات العودة التي نعيش أجواءها اليوم تعيد توحيد شعبنا بكافة توجهاته كذلك في خندق النضال والمواجهة من جديد حيث تتجلى فيها الوحدة الوطنية.
لا يجب أن تكون دماء عشرات الشهداء والتضحيات لمجرد لفت انتباه العالم لحصار غزة، بل يجب ان نجعلها شرارة لانطلاقة ثورية لمسيرة التحرر الوطني الفلسطيني التي تاهت في دهاليز أوسلو.
الأمر الذي يستدعي من جديد مطلب تشكيل هيئة قيادية لتحديد دور مختلف الساحات في مجهود التحرر، ودور الضفة الغربية في مسيرة العودة، وعن مكانتها في تصعيد العمل المقاوم بأشكاله المختلفة، وعن الابداع الواجب اتباعه للتغلب على التنسيق الأمني.
كما أن على هذه الهيئة القيادية إعادة النظر في دور الداخل الفلسطيني الـ 48 ودوره الواجب القيام به وبقوة في معركة العودة خصوصا وانهم يناضلون وكما يقال داخل غرف نوم نتنياهو.
فضلا عن تحديد دور الشتات الفلسطيني الخزان البشري والاقتصادي والأكاديمي الأكبر والرافعة الأساسية في إفشال صفقة القرن وكسر الحصار لجهة تحديد شكل انخراط كافة الساحات في مشروع وطني حقيقي.
الأمر الذي ربما بات يفرض على المؤتمرات الشعبية في الخارج انتخاب هذه الهيئة القيادية الممثلة.
كي لا تبقى غزة تقاتل وحدها وتحاصر وحدها وتموت وحيدة.