السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لمن الخيول ؟

نشر بتاريخ: 13/06/2018 ( آخر تحديث: 13/06/2018 الساعة: 13:48 )

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

في ديوانه ( لمن الخيول ) قال الشاعر الفلسطيني إبن جنين البار خالد نصرة ( فالحرف الصادق تسبيح ) . وما أحوجنا هذه الأيام للحرف الصادق ، والشعار السياسي الصحيح ، والقول الفصل .
وقد لاحظنا مؤخرا غياب إستطلاعات الرأي التي تهتم برأي الجمهور في كل القضايا الخطيرة ، وهو تراجع تلقائي يعبّر عن عدم إهتمام المؤسسات المحلية والدولية برأي الجمهور  أو التشاور معه . ولو حصل أي قائد على نسبة 1% فإن هذا لن يفتّ في عضده وسيبقى على رأس عمله ولو حصل على نصف بالمئة ، وتراه سيواصل النظر إلى نفسه على أنه قائد عظيم وله صولات وجولات في المعارك والانتصارات وان الخلل في مراكز إستطلاعات الرأي "المشبوهة " !! ومرة أخرى أقول أنه لو حصل قائد على نسبة 99% من ثقة الجمهور لما منحته القوى والحكومات والتنظيمات منصب مدير في أي جهاز . لان هذه النتيجة لا تعني شيئا في المجتمعات المتخلّفة التي تحكمها الأقليات السياسية والفكرية والدينية والاقتصادية .
ولو ذهبنا إلى البعد الاجتماعي وسألنا : ما هي الوظائف التي حصل عليها المبدعون وأصحاب اعلى الدرجات العلمية في صفوف خريجي الجامعات الفلسطينية . ولو قمنا بمقارنتها مع الخريجين الذين حصلوا على أفضل المناصب وقمنا بقياسات محددة لعرفنا حجم الصدمة التي يشعر بها المتفوقون !!
كيف تتعامل المجتمعات العربية وعلى رأسها المجتمع الفلسطيني مع العلماء ؟ مع النبغاء ؟
ماذا تمنح التنظيمات والحكومات والسلطات للبلهاء ؟ وكيف تتعامل مع الولاة ومطأطئي الرؤوس ؟

حين يفقد أي مجتمع أدوات القياس يفقد الإحساس بالفطرة ولم يعد يفرّق بين الخطأ والصواب ، بين الخطير والاّمن ، ويقع الخطأ في المقادير وفي المعادلات . ونحن اليوم لا نتفق على أداة قياس في أي مجال من المجالات ( نقابات المهن - الوظائف - إدارة رأس المال - الإستيراد - التصدير - التوظيف - التصنيف ... ) .

من باب الفضول عدت وسألت : ماذا تعمل فلانة التي حصلت على أعلى علامات الجامعة في فوج التخريج . وقيل لي أنها تعمل الان معلمة لمدرسة أطفال . وعدت وسألت عن فلان الذي لم يكن يهتم بالدراسة وكان كل يوم يمضي الحياة الجامعية في الكافتيريا يلهو ويلعب . فقيل لي إنه في منصب رفيع وحساس على مستوى العالم !!!
ليست مشكلتنا في الإنقسام وحسب ، ولا في إختلاف الرؤية السياسة وحسب ، ولا في إسم الحاكم وحسب .ولا من سيصبح رئيسا بعد أبو مازن سواء كان من فتح أو من حماس او من الحكومة  وإنما في منهاجية إدارة ذواتنا في الحكم وفي الجامعات وفي المؤسسات الاقتصادية وفي الشركات وفي التنظيمات وفي الاسرة وفي المدرسة .
صدق المرحوم خالد نصرة حين سأل نفسه وسألنا .. لمن الخيول ؟