الكاتب: غازي الصوراني
سأل مظفر النواب يوماً ".. وطني ... هل أنت بلاد الأعداء؟ هل أنت بقية داحس والغبراء؟... وطني أنقذني من رائحة الجوع البشري مخيف... أنقذني من مدن يصبح فيها الناس...مداخن للخوف وللزبل مخيف...من مدن ترقد في الماء الآسن كالجاموس الوطني وتجتر الجيف... الوضع العربي اكثر سوءا وبشاعة من وصفك يا شاعرنا المتمرد الثوري المبدع مظفر .. القتل جار على الهوية والمعتقد وأحياناً كثيرة باسم الدين او الطائفة.. وأكثر مما نتصوّر ..انظمة عربية قمعية ومستبدة فقدت وعيها الوطني او خانت وخضعت واستكانت للعدو الامبريالي الصهيوني.. تفكك دول ، انقسام ، تخلف ،فقر مدقع يطال اكثر من 120 مليون مواطن عربي مقابل ثروات بالمليارات لدى حكام او عملاء الخليج والسعودية واتباعهم من الكومبرادور والطفيليين ... صراع دموي وحروب طائفية وعمليات ارهابية مجرمة باسم الدين في خدمة السيد الامبريالي...، صراع طائفي دموي بشع أودى بحياة اكثر من 4 مليون عراقي وسوري ويمني وليبي ومصري... قتلى أم شهداء في المحصلة هم ضحايا الاستبداد والتخلف والتبعية والفقر.. الى جانب ملايين من المشردين خارج اوطانهم ... في سوريا والعراق ، واليمن ، وليبيا والحبل على الجرّار ... وملايين الفلسطينيين اللاجئين في المنافي... والاف الفلسطينيين يتعرضون لابشع ممارسات النازية والعنصرية الصهيونية في الضفة وغزة .... وقضية فلسطينن تنتقل من التسوية الى التصفية... ورغم ذلك حماس وفتح يتهافتان على المهادنة والمفاوضات العبثية ويتصارعان على المصالح والحصص !! وقدمتا - في ظل الانقسام -أسوأ صورة ممكنة عن حاضر ومستقبل المجتمع الفلسطيني المحكوم بأدوات القهر والاستبداد والافقار....الى جانب قوى وفصائل يسارية عاجزة عن تأسيس تيار تقدمي ديمقراطي يتصدى لفريقي اليمين.