نشر بتاريخ: 17/06/2018 ( آخر تحديث: 17/06/2018 الساعة: 14:59 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
ليس الأسر هو السبب في أشعار أبو فراس الحمداني ، وإنما العتب والإستغراب من موقف الأصدقاء والحلفاء الذين تركوه ونسوه خلف القضبان . ما دفع الفارس الأسير الى مخاطبة حمامة وقفت بنافذة زنزانته .
ينفطر فؤاد الشاعر حين يعود الى نقطة الصفر ويسأله نفسه الأسئلة الأساسية : لماذا ؟
والسجن قد لا يكون زنزانة ، بل موقفا . والحمامة قد لا تكون طيرا وانما فرصة . والشاعر قد لا يكون أسيرا ونما الموقف يفرض نفسه في صيغة سؤال وجودي ! لماذا ؟
من يبكي ؟ وعلى من يبكي ؟ من هو الظالم ومن هو المظلوم ؟
أوليس من صفات الحمامة أنها تطير ، ولن تبقى طوال الوقت تنتظر .
هل يكون الظالم مظلوما ؟ الجواب : بلى نعم .
هل يكون المظلوم ظالما ؟ الجواب : ربما نعم .
جدلية النجاح والفشل ، والمحاولة بنفس الادوات القديمة . جدلية حساب الذات ومخاطبة الفرصة ( الحمامة ) .
غالبا ما يعطينا القدر فرص عديدة كيلا نقوم بأمر ما . ولكن النزق الانساني ( الحيواني ) يغلب على السلوك البشري . فنعاند أنفسنا حتى نصل لدرجة الندم والبكاء ,
وفي حالنا اليوم ، لا يبكي الظالم ولا يبكي المظلوم .. ولا احد منهما يتوب عن خطاياه . فتبكي الحمامة , قبل أن تطير .
أم أنها لم تبك أساسا . وكل هذا مجرد ظن من بنات خيالنا حتى نهرب من الإجابات ونواصل نحن طرح الأسئلة الهروبية :
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ، ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً؛ وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!
كم ستبقى الحمامة بنافذتنا ؟
يوم ! يومان ! اسبوع ! اسبوعان !
وقبل أن تطير يحاول كل واحد منا أن يتهمها بشتّى أنواع الاتهامات ويطرح عليها اغرب أنواع الاسئلة .