الراحلون بمرارة قاتلة..الاسير القائد محمد غوانة شهيدا في ذمة الله
نشر بتاريخ: 21/06/2018 ( آخر تحديث: 21/06/2018 الساعة: 10:59 )
الكاتب: وليد الهودلي
الراحلون بمرارة قاتلة.. الاسير القائد محمد غوانة شهيدا في ذمة الله .. نبضات ساخنة (84 )
وكأنك بعد مسيرة حافلة بالفداء والتضحية ترفض الا ان تكون ايضا فدائيا بوفاتك، تعلن بأن صوت تاريخك النضالي الذي غدا لا يسمعه أحد، ولا أحد يعطي له الاعتبار لما قدم هو واخوانه الاسرى والشهداء، فيحترموا هذا التاريخ باعادة الاعتبار للقضية بعيدا عن التشوهات التي تناوشتها في سنواتها الاخيرة ، تعلن بوفاتك بان الرحيل اولى اولوياتك طالما ان لا احد يحترم ويسمع لتضحياتك ومن معك من الرعيل الاول .. طالما أن روحك الجميلة العالية المعطاءة قد ضاقت بها صدور حملة القضية هذه الايام فبطن الارض والرحيل الى حيث من سبقوا ارحم من البقاء مع جمهور القطيع الذي يصمت على مهازل من صارت بيدهم القضية.. وعلى عادة مخيم الجلزون تمنح الالقاب وتصبح مشهورة اكثر من الاسم الاصلي فقد حمل شهيدنا اسم المعلم باللغة الانجليزية ، فقد كان عاشقا لرياضة الكراتيه ومعلما لغيره منذ نعومة اظفاره فاستحق هذا اللقب، وكان بهذه الرياضة يتغلب على مرض اصيب به في طفولته، وما ان عانق مرحلة الشباب الا وقد لامست شغاف قلبه الثورة على المحتل، وليقود خلية فدائية دخل السجن على أثرها وحكم حكما رادعا من قبل محكمة الاحتلال العسكرية لمدة خمس سنوات ، وخرج قائدا خطيبا مفوها ، يحمل في صدره بركانا من الغضب على المحتل وبلسانه نذير حرب ومحرضا ومحرك ثورة . ومع انتفاضة الحجارة انطلق بكل ما يملك من قوة وعنفوان ، وكان له من السجن نصيبا كبيرا حيث تكررت اعتقالاته وكان اخرها خمسة عشر سنة .. وكان معروفا بصلابته في التحقيق وأنه الرجل الذي لا يعترف ، وقد صبت مصلحة السجون الحاقدة على أسيرنا جام حقدها وتفننت في كيل شتى انواع العقوبة والتي كان أشدها ضراوة العزل لسنوات طويلة ، وهناك خلف ستائر العتمة وما تعرض له من صنوف العذاب بشكل خاص وما استهدفته ادواتهم الجهنمية والاهمال الطبي المبرمج نالوا منه ما نالوا واصبح مريضا بعدة امراض خرج بها ليكمل رحلته مع العذاب والمرض . ستبقى سيرة المعلم في السجون من الشواهد القاطعة على مدفن الاحياء وما يجري من قتل بطيء لمرضى لا يتلقون العلاج المناسب فحسب وانما تجرب عليهم شركات الادوية الاسرائيلية أدويتها متخذة من اسرانا حقل تجارب لهم .. هناك من قضى نحبه اثناء وجوده في السجن وهناك من زرعوا بداخله المرض ليصيبه الموت بعد خروجه .. وسيبقى شهيدنا معلما خالدا من معالم هذا الوطن الذين قارعوا المحتل بكل صلابة ، شهيدا حيا خالدا من شهداء بلدة الدوايمة التي طهرت عرقيا عام ثمانية واربعين ومن شهداء مخيم الصمود والتحدي مخيم الجلزون .