نشر بتاريخ: 22/06/2018 ( آخر تحديث: 22/06/2018 الساعة: 10:23 )
الكاتب: د.فوزي علي السمهوري
رائحة نتنة تشتم من زيارة الوفد الأمريكي "كوشنير وغرينبلات" لعدد من الدول العربية ودولة العدوان والعنصرية "إسرائيل" بهدف تسويق أو فرض ما تسمى صفقة القرن والتي تشكل القضية الفلسطينية عنوانها.
إدارة ترامب تعيش في وهم نجاحها بفرض صفعة القرن كما سماها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وذلك من خلال سياسة إملاء على قادة الدول العربية المشمولة بالزيارة باستخدام سياسة العصا والجزرة أي بالترغيب والترهيب كخطوة على طريق محاولة أو السعي لفرض أو انتزاع موقف فلسطيني بضغط رسمي إقليمي موجه للقيادة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني.
ولكن الرئيس الأمريكي ترامب وفريقه يتجاهل أو يتناسى حقائق لطبيعة الصراع مع العصابات الصهيونية منذ قرن ونيف من الزمن.
ومن هذه الحقائق ما يلي:
أولا : أن القضية الفلسطينية هي الوحيدة التي تحظى بدعم وإجماع رسمي "حتى لو بدا غير ذلك" ودعم شعبي مطلق.
ثانيا : أن فلسطين تتمتع بمكانة مقدسة لدى الديانتين الإسلامية والمسيحية مما يصعب معها الظهور بموقف المتنازل أو المتجاهل والداعم للكيان الصهيوني وقيادته العنصرية التي تتفنن بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أو تلك الجرائم التي ترقى لذلك.
ثالثا : أن القيادات العربية باعماقها لا يمكن لها أن تثق بمجرمي الحرب وهذا سيؤدي بها إلى عدم التساوق كليا مع المؤامرة النتنياهوية الترامبية الهادفة إلى إدامة الاحتلال وتطبيع العلاقات مع كيان لا يعرف للسلام أو احترام تعهداته سبيلا.
رابعا : أن جميع القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية منذ اغتصاب فلسطين عام 1948 بالرغم من ظلمها وخاصة قرار التقسيم رقم 181 بانتظار أن يضطلع المجتمع الدولي بواجباته إتجاه تنفيذها وليس الانقضاض عليها كما تشير اليها صفقة "صفعة" القرن.
خامسا : أن الدول العربية معنية بالالتزام بقرارات القمم العربية التي تنص على وجوب إنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وآخرها قمة الظهران.
سادسا : الازدواجية الأمريكية ودعمها المطلق وانحيازها الأعمى لنتنياهو وزمرته يلحق حرجا ومسا بشرعية بعض الأنظمة في حال قبولها أو تجاوبها ولو جزئيا مع المطالب الصهيوامريكية.
وأما الحقيقة الهامة الأخرى وربما تكون الأهم هي أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ومعترف بها عربيا واسلاميا ودوليا وبالتالي فهي صاحبة القول الفصل وقد قالتها بالفم الملأن لا لصفقة القرن ولا بديل عن إنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة لديارهم تنفيذا للقرار رقم 194.
كما تتجاهل الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب ان مشروعه محكوم عليه بالفشل الذريع بسبب انحيازه الأعمى أولا ولعدم احترامه والتزامه بميثاق الأمم المتحدة وللقرارات الصادرة عن مؤسساتها ثانيا ولتناقضه مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وللعهود والمواثيق الدولية ثالثا ولركونه على مبدأ القوة لا مبدأ الحق والعدل رابعا.
الرسالة الموجهة للرئيس ترامب وفريقه أن الحق يعلوا والقوة والعنجهية إلى زوال. ......