السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئيس الحراك والصفقة... العلمانيين واليسار وحلم اليقظة..!

نشر بتاريخ: 27/06/2018 ( آخر تحديث: 27/06/2018 الساعة: 11:49 )

الكاتب: منذر ارشيد

لا أشكك بأحد، ولا أؤيد أحد... أطرح وجهة نظري وتحليلي لما يجري دون أي موقف مسبق.. ولا أجزم بشيء، بل أعتقد والإعتقاد شيء والجزم شيء آخر...!
ولكم قرائي عقول وضمائر أعتمد عليها أن ترشدني وتهديني إلى الصواب.... وجلى من لا يخطيء..
اليسار يتقدم ..
جميل جدا أن نرى الجمهور ينهض وهذا ما بح صوتنا ونحن نصرخ.. أين انتم يا جماهير شعبنا ..!
وأخيرا تحرك اليسار والعلمانيين بقيادة الجبهة الشعبية وصرخوا بعد غياب طويل.
بدون أدنى شك أن الجبهة الشعبية هي الأكثر مظلومية في المسار الفلسطيني علما أنها كانت تعتبر الفصيل الثاني بعد فتح في منظمة التحرير الفلسطينية قبل أن تظهر حماس التي أخذت الكثير من الرصيد نتيجة العمليات في قلب الكيان.
الجبهة الشعبية العلمانية الأممية إن صح القول، وبغض النظر عن الأخطاء التي ارتكبوها في الماضي... ومن لم يرتكب الأخطاء أصلا ً ..!
لا أحد ينكر دورها الريادي بقيادة زعيمها الراحل جورج حبش وخليفته أبو علي مصطفى ومن تلاهم، وفيهم قادة عظام وكوادر على مستوى عال من الثقافة والعلم والقدرة الإبداعية وقدموا الكثير في طريق المقاومة والحرية.
وكمتابع ومراقب على مجريات الأحداث الأخيرة وما سمي حراكاً ما كان سوى زوبعة في فنجان لم يأت أكله لأنه لم يكن على المستوى الحقيقي للوضع
وكان الأولى بكل القوى الفلسطينية مجتمعة أن تقوم وتصرخ وتعصي عصيانا مدنيا وتنبه العالم بأن شعبنا ليس لعبة بيد أحد وقضيتنا أهم من بترولكم وصندوق نقدكم الدولي لتعود قضية فلسطين كما كانت مؤثرة في وجدان شعوب العالم والمحافل الدولية.
أخيرا تحركوا ..شكراً.. ولكن لنا سؤال ...!!؟
لماذا لم تتحركوا حين كان الحراك مطلبا عاجلا وضروريا ..!
أما موضوع رواتب أهلنا في غزة فقد كنت من أوائل من صرخوا لنجدة الأهل في غزة لا بل كنت من أول من طلب إقتسام الراتب بين موظفي رام الله وغزة إذا كان الأمر نقصا في الموارد .!
وكما أقول دائما فإن فتح هي الأكثر مسؤولية من غيرها وكان يجب أن تنظم الحراك الداعم لغزة وبعد ذلك الداعم لموقف الرئيس لصموده أمام( لعبة القرن )
الحراك وصفقة العصر الوهمية ..!
من يسأل لماذا أقول وهمية ..الأيام القادمة ستثبت أنها غطاء لما هو حقيقة ستتبلور قريبا وأن الحقيقة هي الحقيقة ..( صبراً ) ..!!!!؟؟؟؟
كما أسلفت كان على شعبنا واجب وطني في أكثر من مسألة، والأخطر كان ترامب وأمريكا وإسرائيل بعد أن تم نقل السفارة إلى القدس .. والتلويح بحل القضية حلا لصالح إسرائيل.
ورغم ذلك لم نرَ شيئا على المستوى المطلوب خاصة أن المسألة تتعلق برمزية القضية الفلسطينية ( القدس).
إذا ما الذي دعا التجمع الجديد الذي ظهر في الشارع قبل العيد بأيام ..!؟
وعندما ندقق بالمشاركين نجد جلهم من العلمانيين اليساريين ومنهم من الجبهة الشعبية وانضم إليهم من اليسار داخل فلسطين التاريخية وهم أصحاب المواقف الوطنية دائما.
ما سر هذا الحراك ومن يهمه الأمر فيه .!؟
أن الحراك كان يصب في مصلحة حماس ضد السلطة وعباس بالتحديد.
حماس كما نلاحظ لم تشارك في هذا الحراك في رام الله......(لماذا) .!!!!!؟؟؟
نقول التالي ..
لقد كان هناك أمرا فارقا من خلال تواجد سيدات وفتيات عصريات وكن رأس الحربة من خلال بعض الخطابات والشتائم وردود الفعل التي نتج عنها للقول
( التعرض للنساء) فهل كان المقصود مثلا إثارة الرأي العام .!
ليقال ...
هذه السلطة المجرمة بلا أخلاق وتعالوا يا حقوق الإنسان تعالوا يا عالم ..أنقذوا الشعب الفلسطيني من سلطة مجرمة..!
إذا غياب حماس والله أعلم كان مقصوداً حتى لا يقال خصم تنظيمي...
فيقال.. أن هؤلاء تحركوا من نبض الشارع الفلسطيني غير منتمي لحماس.
أين كان هؤلاء من قبل ذلك، وما سر ظهورهم المفاجيء وبقوة .!؟
لماذا أطلقوا شعارات قوية إستفزازية مثل ...
ارحل ارحل يا عباس .!
لماذا مثلا لم يقولوا هذا عندما قال....التنسيق الأمني مقدس ..!
أنا كاتب هذا المقال كنت معارضا له في بعض توجهاته وخطاباته خاصة المستسلمة، وكنت أتمنى أن يموت ولا أسمع كلامه حول بعض الأمور ..!
ولكن اليوم الرجل يقول كلاما كبيرا وقويا ويتحدى ويرفض...
لماذا وهو يرفض صفقة القرن .؟..
لماذا وهو يتخد موقفا صلبا وقال بكل وضوح (لن أنهي تاريخي بخيانة )... وهو يقول لا أحد يرضى أن يسلم لأمريكا شروطها بحق القدس..
يا سلام سكتوا على مواقفه السابقة وثاروا اليوم على مواقفه المشرفة ..!؟
كما ثار ترامب ونتنياهو وكوشنير الذي يستجدي لقائه هذه الأيام... 
على الأقل من الممكن أن يوافق إذا تراجعت أمريكا عن ظلمها  (اليس هذا إنجاز).!؟
إرحل يا عباس .. نفس دعوة وزير الدفاع الإسرائيلي الذي قال إن ابو مازن أصبح مشكلة وعائقا ويجب أن يرحل ... هل يعقل هذا ..ألم يكن جديرا بكم أمام مطلب إسرائيلي أن تنتظروا على الأقل حتى يغيب صدى صوت الصهيوني الحقير .!؟
سؤال ... هل حقا كان هذا الحراك قادرا على إسقاط الرئيس وعددهم بالمئات..!؟
أم أنهم أرادوا فقط إرسال رسالة لمن يهمه الأمر ..!؟
كل هذه الأسئلة وغيرها أضعها لأبحث عن السر الكامن في هذه المسألة ..!؟
العقل والمنطق يقول التالي ....
إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع ... فما هو الطلب والهدف من وراء هذا الحراك ..!!
إذا كنتم تريدون رفع الظلم عن إخوانكم في غزة فيكون ذلك بأكل العنب وليس بمقاتلة الناطور.
كيف يتفق هذا وقد أعلنتم الحرب على الناطور ..!؟
أما إذا كان مطلبكم المصالحة ..فكيف يتوافق ذلك وأنتم تشتمون الرئيس الذي تطلبون منه المصالحة ..!؟
إذا خرجتم بالحراك ليس من أجل غزة بل من أجل إسقاط الرئيس..!؟
كيف وأنتم في بداية الطريق ولم تجمعوا معكم الالاف المؤلفة .. فمائة او مائتان لا يسقطون شيء ... إذا هل هو غباء ...!
كيف هذا وفيكم أشخاص مؤدلجين ومفكرين ولهم باع طويل في العمل الميداني..
هل سلوكهم عفويا أم أنه كان مدروسا وذلك من أجل الظهور على الإعلام من أجل الإعلان عن أنفسهم ( نحن هنا) .!؟
هل طلبتم تصريح الحراك من السلطة..!؟
هل قلتم لهم أننا نريد الموافقة على الحراك وعنوانه يسقط الرئيس ..!
طبعا لا لانكم لو طلبتم ذلك لما سمحوا لكم رغم انهم سمحوا ثم عدلوا بسبب وقفة العيد..
بالله عليكم ما هو الهدف الحقيقي ..!
هل كان من أجل تهييج السلطة ممثلة بأجهزتها الأمنية لإحداث رد فعل كما كان من ضرب وسحل .. وتعالوا شوفوا يا عالم ..!
( من أول ما شطح نطح ).!
أعتقد أن الجهات الرسمية إستوعبت الوضع وأفشلت الخطة إذا كان هناك خطة.!
وما فعلته الشرطة بعد ذلك بتوزيع المياه والرفق بالحراك كان صفعة على وجوه المنظمين للحراك السابق...
سؤال آخر ما دور قادة الإن جي أوز الذين تصدروا الحراك ..!
ملهاة عنوانها صققة القرن...
أعتقد أن صفقة القرن ليست إلا ملهاة ألهونا بها ولربما كانت قد وضعت في عهد أوباما وقد تسربت أخبارها في عهد الرئيس مرسي وكانت شبه فضيحة ربما كانت مجرد جس نبض في تلك الفترة ..!
وما كان موضوع سيناء إلا من أجل وضع مسمار جحا لدولة إسلامية او إمارة إسلامية تكون بعبع يضبط العالم الإسلامي بدل أمريكا في المنطقة وتكون مركز إنطلاق لقوة ضاربة تحت شعار الخلافة الإسلامية..
أعتقد أن الأمور ستتكشف ولن يقبل العالم خاصة أوروروبا بهذا الأمر..
أما العلمانيون واليسار وقد انضمت لهم الشعبية... 
العلمانيين واليسار هم الأقرب لأوروبا وروسيا خاصة أنهم بعيدين عن التيار الديني فمنهم من كان شيوعيا أو إشتراكيا او مجرد علماني فقط...
ولربما الحراك كان محاولة لكسب الميدان على اعتبار أن فتح وحماس فشلتا... 
وهناك قول دار في كواليس مؤتمر الرياض: أي حل قادم يحب ان ينهي فتح وحماس وكل ما كان في مرحلة النهوض الوطني في القرن الماضي...
فالقيادات الوطنية العلمانية خاصة ممن لهم باع طويل بالحراك الميداني ومواقفهم المشرفة مثل الدكتور مصطفى البرغوثي وغيره يجب أن يعطوا الفرصة لعل وعسى أن يقودوا الدولة القادمة حسب الحل القادم ...
ما هو الحل القادم..!؟
لست ممن مقتنعون بأن صفقة القرن حقيقية... وانها لذر الرماد في العيون وكأني بها ملهاة كي نتفاجأ بالحل الحقيقية المرضي.
أعتقد أيضا ..أن دول العالم وعلى رأسها روسيا واوروبا والصين يرفضون أي حل لا ينهي المشكلة تماما..
فصفقة القرن كما تسرب عنها تعقد المسألة وتعيد الوضع الى التوتر والصراع من جديد ولربما بشكل أخطر مما سبق ..
والحل المنطقي الذي لا يثير ضجيجا ولا أنهارا من الدماء ولايعيد العالم للهواجس من جديد ...
( دولة فلسطينية على حدود حزيران والقدس عاصمة )
هذا ما أعلنه ويعلنه أبو مازن مرارا وتكرارا وبعناد شديد ويؤكد عليه...
وقد تحدى أمريكا وكل من يشد على يدها وقال لهم
( أنا مش قدكم صحيح ولكن لن أنهي حياتي بخيانه )
ولكن على ماذا يراهن الرئيس..!
هل يراهن على الموقف العربي .... ممكن أن هناك موقف عربي لا تعرفه ...
وهل ما صدر عن مصر من موقف حازم هل هو موقف جدي أم إستهلاك إعلامي .! نأمل أن يكون موقفا جاداً...
هل يراهن على الموقف الاوروبي والروسي والصين ..!
ماذا عن الموقف الشعبي الفلسطيني..!؟
وهنا مربط الفرس ...
ماذا قدم سيادته كي يعزز الموقف الشعبي ..
وكيف سيكون ذلك ويسند موقفه المعلن ضد صفقة القرن
والشعب في واد غير ذي زرع ..!؟
والكل ينتظر المجهول..!؟
هل سيينجح الرئيس في كسر شوكة ترامب ومشروعه؟؟
والوطن منقسم .. أم أن الضفة ستكون في وادي وغزة في صحراء ..!؟
جيد ما تم طرحه على الفيسبوك لا لصفقة القرن.
ولكن هذا لا يكفي، فعلى جماهير شعبنا أن يتعبوا قليلا ويبادروا في النزول الى الشارع بعشرات الالاف ويرفعوا صوتهم عاليا ليكون هذا شاهدا أمام العالم على موقفنا الوطني الذي يجب أن يوقظ العالم من غفلته..
الحقيقة أن الجمود والتراخي واللامبالاة بوضع الأهل في قطاع غزة لهو أمر مقلق ويدعو إلى الدهشة..
وحماس مرتاحة عالأخر، وكأن لديها تطمينات وضمانات ...!!؟
إستنتاجي ان الرئيس أبو مازن يتمترس خلف الحل الوحيد الذي يجعله عالأقل لم يفرط بالقدس وباقي ما تبقى تفاصيل ( والي عنده بتع يحررها من البحر إلى النهر )
ولذلك لدي قناعة ان الرئيس ابو مازن يتحدث من خلال موقف قوي يسانده فيه الكثير من دول العالم...
دولة فلسطينية على حدود حزيران والقدس...
وهو الأقرب للتطبيق
ولكن هل سينجح..!؟